ببساطة، ومن دون تكلّف أو تصنّع، تستطيع المغنية الفرنسية إيلين سيغارا (الصورة) إيصال رسالتها الإنسانية التي أتت من أجلها إلى لبنان. يكفي أنّها قدمت من بلادها لتغنّي في سهرة (بمشاركة الموسيقي غي مانوكيان والتينور مارك رعيدي) أقيمت أمس في فندق «بافيون ــ البيال»، من أجل دعم جمعية Neonate Fund (رئيستها رادة اللوزي الصوّاف) التي تُعنى بالأطفال الخدّج. تلك الحفلة كانت إنسانية بامتياز، وتخطّت حدود الجغرافيا وقرّبت المسافات الجغرافية بين البلدان، وسط الصراعات التي يعيشها العالم ويتشارك فيها.
ولهذه المناسبة، أقيم أمس مؤتمر صحافي في أحد فنادق بيروت للإعلان عن السهرة، حضرته صاحبة أغنيةelle tu l'aimes مع ابتسامة عريضة لم تُفارق وجهها طوال الوقت. بدت إيلين متحمّسة لمشروعها الخيري، ربّما لأنّها تعرف قيمة تلك الخطوة أكثر من غيرها، وتحديداً بعدما أُصيبت بمشاكل في إحدى عينيها وفقدت بصرها جراء مرض نادر. تكشف النجمة أنّ زيارتها لبيروت ستكون سريعة: «وافقت على السهرة الخيرية من دون تردّد رغم ارتباطاتي العديدة بمشاريع فنية وتلفزيونية. للأسف لن أقضي وقتاً طويلاً في لبنان، وغداً صباحاً (اليوم) سأعود إلى بلدي».
لم تتوانَ الفنانة عن الحديث عن آلام الأطفال الذين يولدون باكراً، قائلةً: «لقد زرت الأقسام التي تحتضن أولئك الأطفال، ووجدت في عيونهم صراعاً للتمسّك بالحياة والانتصار. كما لمست معاناة أهلهم معهم لكي يتماثلوا إلى الشفاء ومتابعة حياتهم بشكل طبيعي. لقد سخّرت بعض جوانب حياتي الفنية من أجل الجمعيات التي تُعنى بالإنسانية، وتحديداً التي تهتم بالأطفال، فهم أمانة المستقبل (رجال الغد)، وأنا إنسانة قبل كل شيء».
لم تدخل سيغارا في متاهات السياسة، بل فضّلت تجنّبها، وأوضحت «لا أملك موقفاً سياسياً محدّداً. لقد كنا مصدومين من الاعتداء الإرهابي الذي أصاب باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لكن الأمر أصاب مناطق عدّة حول العالم؛ منها بيروت وأفريقيا. لا أعرف ماذا سأقول عن الإرهاب، لكن لا مكان محدّداً له، ولا علاقة له بالدين أبداً».
تأتي زيارة إيلين سيغارا في ظلّ ظروف صعبة تمرّ على لبنان، لكنهّا أثبتت أنّها لا تشبه أيّاً من الفنانات العربيات، لأنّها غامرت من أجل سهرة إنسانية. يكفي أنّ الابتسامة لم تودّع ثغر النجمة الفرنسية وهي تلتقط الصور التذكارية مع كل الصحافيين بكل رحابة صدر، وتحاول أن تتلفّظ بالعربية بكلمة «أهلاً».