باغتت العاصفة الرملية دول المنطقة. وسيطر اللون الأصفر والغبار على مختلف الأرجاء اللبنانية، لتعود وتمتد على كافة الأراضي اللبنانية بدرجات متفاوتة. هذا الواقع، ولّد هلعاً كبيراً بين المواطنين، في ظل تواتر أخبار الإصابات بالاختناق وضيق التنفس والموت.
الزائرة المزعجة التي لم يشهد لها لبنان مثيلاً منذ عقود، وجدت من يستغلها على السوشال ميديا وتحويلها إلى سخرية. هكذا، احتل هاشتاغ #العاصفة_الرملية الصدارة على موقع تويتر، حيث استحضر الناشطون طقس دول الخليج وعادات الصحارى وطبّقوها على لبنان. حضرت صور الجمال، وراح البعض يروّج لأنّها باتت تُستخدم للتنقل في بلاد الأرز بدلاً من السيارات. لكن تبقى المحطة الأكثر سخرية وتداولاً هي الاستعانة باللافتة الشهيرة التي رُفعت في تظاهرة الحراك المدني في 22 آب (أغسطس) وكتب عليها «بدنا بحر ببعلبِك». هناك من أصرّ على هذا المطلب لأنّ الرمال صارت موجودة في «مدينة الشمس» ويبقى فقط توفير المياه والملح لتكوين هذا البحر.
ومن ضمن الصور المركبة عن العاصفة، نشرت إحدى المغردات صورة من فيلم «الأسد الملك» لشخصية «سيمبا» ووالده «موفاسا» يدور بينهما حوار قصير. يسأل الصغير عن اللون الأصفر المنتشر أمامه، فيجيبه الوالد: «هيدا لبنان يا بابا ما لازم أبداً تروح لهونيك» (الصورة). بموزاة الأجواء الافتراضية اللطيفة، برز تخبّط في الأخبار الواردة عن العاصفة. فقد أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» أوّل من أمس نقلاً عن مراسلها عبدو حلو خبراً عاجلاً على موقعها سرعان ما تبيّن أنه غير صحيح بعدما تناقلته مواقع إلكترونية أخرى. الخبر مفاده أنّ «العاصفة ستستمر لثلاثة أسابيع وستصل حالات الاختناق إلى 90%»، وهو منقول عن مدير «مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية» ميشال افرام. غير أنّ الأخير نفى هذا الكلام عبر شاشة «الجديد»، موضحاً أنّ العاصفة ستستمر ثلاثة أيّام فقط.