جيمس بالدوين: على عرش إيروس

  • 0
  • ض
  • ض

ضاقت هارلم الأربعينيات بجيمس بالدوين (1924 ــ 1987)، وضاعفت توق الشاب الأسود المثلي، إلى مسافة تبعده عن أميركا التي راحت تحبسه في إشكاليات موروثة ومكررة. بعد نيله منحة أدبية عام 1948، حط الشاعر والكاتب الأميركي في باريس؛ نافذته إلى التحرر من الخوفين الأكبرين، خوف المثلي وخوف الأسود. «منذ أن وجدت نفسي في الجزء الآخر من المحيط، استطعت أن أرى من أين أتيت بوضوح، أنا حفيد عبد، كما أنني كاتب. عليّ أن أتصالح مع الأمرين». في باريس، أقام علاقته المثلية مع لوسيان هابرسبرغر، الذي تزوّج بامرأة بعد سنوات. علاقة شكلت وحياً أساسياً لروايته الثانية «غرفة جيوفاني» (1957)، ولبطلها ديفيد الذي يعيش في باريس الخمسينيات، حيث يقيم علاقات جنسية وعاطفية مع رجال؛ من بينهم جيوفاني، البارمان الإيطالي الذي يتعرف إليه بعد سفر زوجته إيرينا. الرواية التي تعدّ من كلاسيكيات الأدب المثلي في العالم، عادت إلى الواجهة أخيراً، بعدما أقامت مؤسسة Literature Hub للخدمة الثقافية والأدبية، مسابقة لاختيار أفضل مقطع أدبي إيروتيكي أيقوني. بين أسماء مثل هنري ميللر، وفيليب روث، وإريكا جونغ، وكايت شوبان، اكتسح جيمس بالدوين المسابقة بمقطع من روايته «غرفة جيوفاني»، نافس في «الجولة» النهائية مقطعاً للبريطاني ديفيد هربرت لورانس من روايته «عشيق الليدي تشاترلي». «بحميمية صادقة»، كما وصفتها اللجنة، يسرد بالدوين علاقة ديفيد الأولى بذكر آخر هو جوي حين كانا يعيشان في بروكلين: «رفع جوي رأسه، بينما خفضت رأسي وقبلنا بعضنا، كما لو أنها مصادفة. بعدها، وللمرة الأولى في حياتي، شعرت بالحذر حقاً من جسد شخص آخر، ومن رائحته. تعانقنا. كان ذلك يشبه الإمساك بطير نادر ومنهك، على وشك الموت، استطعت العثور عليه بما يشبه المعجزة... لأتذكر الحادثة بهذين الوضوح والألم الآن، أتأكد من أنها لم تغب عني للحظة واحدة في حياتي».

0 تعليق

التعليقات