*أحرس نصاً..
أحرس نصاً
هرب من صوت الحرب
أحياناً أُجلسه في هواء النافذة
وأتركه يجف من دموعي
ومرات أخبّئه في قبو الدار حتى يتعطّن
أو أتركه يجري في الحديقة وحيداً
مثل مسخ مجنون
يخافه الجيران فيغلقون نوافذهم
وهم يضحكون.
واليوم تركته لأطفالي
فوجدته معجوناً مع صلصال ملون
بهيئة وجه يضحك
ممزوجاً باللعاب
ومسحوقاً من اللعب.
أحرس نصاً
مركونا بإهمال على سطح المكتب
داخل «وورد» مزرقّ من الخوف
كلما فتحته سالت مياه مالحة جداً
وأسماك مثلوجة
تقشرت من الترقب
وشرعت تسبح لتعود الى بحرها.
أحرس وهماً
أكتبه في اليوم أكثر من مرة
أدعمه بوسائد كي يغفو قربي
أفرك وجهه بالماء في الصباح
وأصنع له قهوة حلوة
ربما لكي يحلو هذا النص
لكي يحلو هذا الوهم.








مذاقات*

أريد أن أكون غيري
أجلس في هواء عال
أعدُّ للعشرة
وأقفز في الفراغ
أريد أن أعيش قرب نهر صغير
أو قرب حانة
او حتى مبغى
أو تحت بيت ثلج في القطب الشمالي
أدخن بغليوني الطويل
وأدوِّر عيني المسحوبتين مع حركة فقمة تتزحلق
أريد أن أجرب الشر
بدل هذه السذاجة التي تتراكم على روحي
للحياة مذاقات شتى
ونحن نقفد ألسنتنا في هذا القيء الكبير
ونتعثر بظلنا خائفين في هذه البلاد الملعونة
يوم ما سأهرب بعيداً عنها
أمزق أناشيدها الوطنية
وأبصق على ترابها السخيف
لا أحد يخبرني أن ذلك سيئ
ومن لم يعجبه كلامي
فليغادر قصيدتي
لأتها بيتي أنا
أجلس او أقفز فيه
وأجري عارية
او أجلس أرتشف قهوتي بهدوء
أصرخ على أطفالي
أو أبكي من أجل كل الوقت السيئ الذي أخافه
أصنع طعامي
أو أكسر الصحون كلها
القصيدة بيتي
الذي سأهرب به
يوماً ما.

*شاعرة من ليبيا