ترجمة وتقديم: محمد الحموي
على مدى أكثر من ستةِ عقودٍ متقلِّبة، لا أكثر ولا أقل، بإصغاءٍ إلى ما هو داخلي ومُلهِم، اثنتا عشرة مجموعة شعرية مدهشة، وكتاب واحد من المقالات في الشعر «أدلة ونظريات» (1993) هي حصيلة الشاعرة الأميركية لويز غليك (1943). نالتْ غليك الكثير من الجوائز، أهمها «جائزة بوليتزر» عام 1993 عن مجموعتها الشعرية «الزنبق البري» (1992)، وجائزة «الطبق الذهبي» (2012) عن مجمل إنجازها الشعري، بينما حصلتْ في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2014، على جائزة الكتاب الوطني عن مجموعتها الأحدث «ليلةٌ رضيّة ونزيهة».
تكتبُ غليك لتمتدح الخسران حيثُ الأبُ والزوجُ والطليقُ والعشيقُ والابنُ، هم كلهم خدمٌ في جوقةِ من يفشلون أمامَ عينيها، لكن لكل واحد منهم ملحمتهُ الخاصة، ملحمته الصغيرة على الأرجح التي لا يدوّنها بسكينٍ في الحائط غيرها. تكتبُ عن الأم البعيدة/ القريبة، عن الشقيقةِ العدوة/ الصديقة، تكتبُ عن طفلاتِ العائلة اللواتي متنَ ربما لخدمة قصيدة واحدة تبترُ الأعصاب. التخلّي عند غليك بدعة، لكن القارئ لا يعرف حتى وإن قرأَ أعمالها الشعرية عشر مرات، إن كانتْ تستطيبُ هذا الفقدَ أم تنزفُ ملتاعةً أمام نوافذه. قصائدها الأولى قصيرة، متوترة، سريعة ولمَّاحة، مشدودة إلى أرض الكهرباء حيث يلمع نسغُ الشعر في لحاءِ شجرة الحيرة. مع تمدد القصائد، تتغوَّل غليك في ساحةِ التعبير، تصيرُ العباراتُ أطول وتستمد ثقتها وتماديها في التعبير من إرثها الواضح في جندلة الكلام وليس فقط بتطويعه. المجاميع اللاحقة، وخصوصاً منذ عام 2000 وصاعداً (لقد أتت مجموعتها الشعرية «بحيرة أفيرنو»/2006 مثلاً في سبع عشرة قصيدة فقط مقابل أربع وخمسين قصيدة في عملها الأول «البنتُ البكرُ»/1968)، مجاميع ذات نفسٍ طويلٍ، نفس عميق وإن لم يخسر توتره، إلا أنه غدا أكثر تصالحاً مع ما يعتمل هناك، في الداخل الغامض الأبدي للشعراء.
تعيش غليك في كامبريدج، ماساتشوستس وتقوم بتدريس الكتابة الإبداعية في «جامعة ييل». لا معلومات أخرى مهمة ـ صدقوني ـ فهنا تتحقق أحلام الكتابة عن الحياة بالتغلب على الحياة نفسها، هنا تنتصر النقاط الهادئة بشكل مفجع في آخر السطور على كل السطور التي كانت منذ لحظات فقط تنداح وتتدفق من أجواء مشحونة، مشدودة وتنوس بين صحوٍ وصحوٍ أكثر فتكاً.
هنا ترجمة لاثنتي عشرة قصيدة لغليك مختارة من كل مجموعاتها الشعرية الصادرة حتى الآن:

* موسم الفصح
(من مجموعة «البنتُ البكرُ»/1968)


لا وجودَ لصوتٍ تقريباً... مجرد نأمة غير ذات شأن
تصدر من الأحراش بينما تحنِّطُ درجاتُ الحرارة المعطرةِ
خطنا الساحلي. رأيتُ جمهرةً من الناس ينتشرون في الأرض وينشرون معهم نخلهم.
في وستتشر، يتفشَّى الزعفران مثل السرطان.

سيكون هذا موتي. أشعرُ بأوراقِ الأشجار تطبقُ عليَّ،
يأتيني التهديد من كل الجهات.
هذا غير حقيقي. من ثمرة الصقلاب الخضراء، يهبط الكيس الهش
للبرعمِ، يرتفع كل شيء آخر.

* البِركة (من مجموعة «البيت الذي قرب الأهوار»/ 1975)

بجناحهِ يغطي الليلُ البركةَ.
تحتَ القمرِ المستديرِ أستطيعُ أن أتخيلَ
وجهكَ يسبحُ بينَ سمكِ البلمةِ والنجومِ
الصغيرةِ الهامسةِ. في هواءِ الليلِ
سطحُ البركةِ معدن.

في الداخل، عيناكَ مفتوحتانِ. فيهما ذكرى
أعرفها، كما لو أننا كنا
طفلانِ معاً. مهورنا
ترعى فوقَ الهضبةِ، مهورنا كانتْ
رماديةً ولها خطوطٌ بيضاء. الآن ترعى
مع الأمواتِ الذين ينتظرونَ
كالأطفالِ تحت دروعهم الغرانيتية،
جَزلينَ وضعفاء:

الهضابُ بعيدةٌ جداً. ترتفعُ
أكثر سواداً من الطفولةِ.
ما رأيكَ، بالاستلقاءِ بهدوءٍ تامٍ
قربَ الماء؟
عندما تنظرُ إلى هناكَ أتمنى
أن ألمسكَ، لكني لا أفعلُ، تنظرُ وترى
كما لو أننا في حياةٍ أخرى كنا من نفسِ الدمْ.


*سعادة
(من مجموعة «الشبحُ الهابطُ»/1980)


رجلٌ وامرأةٌ يستلقيانِ في سريرٍ أبيض.
الدنيا صباح. أفكرُ
سيستيقظانِ قريباً.
على الطاولةِ المجاورةِ مزهريةُ
زنابق؛ يتجمَّعُ
نورُ الشمسِ في حنجرتيهما.
أراقبهُ يستديرُ نحوها
كما لو أنهُ فعلَ هذا لينطقَ اسمها
لكن بصمتٍ، غائراً في فمها ـ
على حافةِ النافذةِ،
مرةً واحدةً، مرتانِ اثنتانِ،
يغرِّدُ طائرٌ.
ثم تتقلبُ؛ جسدها
ينضحُ بأنفاسهِ.

أفتحُ عينيَّ؛ أنتَ تراقبني.
تقريباً في كل هذه الغرفةِ
تتزلجُ الشمسُ.
انظري إلى وجهكِ، تقولُ،
واضعاً وجهكَ قربَ وجهي
لتصنعَ منه مرآةً.
كمْ أنتَ هادئٌ. والعَجَلةُ المشتعلةُ
تمرُّ برفقٍ فوقنا.



*برتقالةٌ مصطَنَعة
(من مجموعة «انتصار أَخيل»/1985)


إنه ليسَ القمر، أقولُ لكَ.
إنها هذهِ الأزهارُ
ما يضيءُ الساحةَ.
أكرهها.
أكرهها بمقدارِ ما أكرهُ الجنس،
فمَ الرجلِ
يلصقُ فمي، جسدَ الرجلِ
الذي يسببُ الشللَ ـ

والصرخةَ التي تفرُّ دائماً رغماً عني،
الادعاءَ بالتوحدِ،
المنحطِّ، المُهينِ ـ

الليلةَ في عقلي
أسمعُ السؤالَ والجوابَ الملحَّ
يندمجانِ في صوتٍ واحدٍ
صوتاً يصعدُ ويصعدُ ثم
ينشقُّ ويعودُ إلى نصفيهِ القديمينِ،
الخصمينِ المُتْعَبَيْنِ. هل ترى؟
ضُحِكَ علينا.
ورائحةُ البرتقالةِ المصطنعةِ
تندفعُ عبرَ النافذةِ.

كيف لي أن أرتاحَ؟
كيفَ لي أن أهنأ
ولا يزال هناكَ
ذلكَ العطر في العالمِ؟



*أضاليا صفراء
(من مجموعة «جبل آرارات»/1990)


شقيقتي تشبهُ الشمسَ، تشبهُ أضاليا صفراء.
خناجرُ من الشَّعر الذهبي حولَ الوجهِ.
عينانِ رماديتانِ، روحٌ وثَّابةٌ.

اتخذتُ من وردةٍ عدواً،
الآنَ، أخجلُ من نفسي.

كانَ من المفترضِ أن نكونَ متعاكستينِ:
إحدانا بيضاء، كضوءِ النهارِ.
والأخرى مختلفة، سلبية.

إن كانَ ثمة شيئانِ اثنانِ
فيجبُ أن يكونَ أحدها أفضل من الآخر،
أليس هذا حقيقةً، أعرفُ الآنَ
كلانا فكَّر أن، إن كانَ بمقدور المرءِ حقاً
أن يسمي ما يفعلهُ الأطفالُ تفكيراً.

أنظرُ إلى ابنةِ شقيقتي،
طفلةٌ تشبهها جداً،
وأشعرُ بالخجل: لا شيء يبررُ
الرغبةَ بتدميرِ حياةٍ
صغيرةٍ، قاصرة.
ربما عرفتُ هذا طيلةَ الوقتِ.
لهذا دائماً
آذيتُ نفسي بدلاً من أذيةِ الآخرين:
آمنتُ بالعدالة.

كنا مثل النهارِ والليلِ،
خُلِقنا للإبداعِ.
لم أستطع فصلَ القسمين،
فصل طفلةٍ عن الطفلةِ الأخرى.


* ثلجُ الربيعِ
(من مجموعة «الزنبق البري»/1992)


انظْر إلى سماءِ الليلِ:
لديَّ شخصيتان اثنتان، نوعان اثنانِ من القوة.

أنا هنا معكَ، قربَ النافذة،
أراقبُ ردةَ فعلكَ. البارحة
ارتفعَ القمرُ فوقَ أرضٍ نديةٍ في الحديقةِ السفلية.
الآنَ تلمعُ الأرضُ مثلَ القمر
كمادةٍ ميتةٍ حوافُّها الضوء.

باستطاعتكَ أن تغلقَ عينيكَ الآن.
سبقَ وسمعتُ صرخاتكَ من قبل، وسمعتُ الصرخات التي من قبلها،
وسمعتُ ما طالبتْ بها.
أريتكَ ما تريدُ:
ليسَ الإيمان، إنما الاستسلام
للسلطةِ، السلطةِ التي تعتمدُ على العنفِ.


*صباحٌ ماطرٌ
(من مجموعة «المروج»/1996)


أنتَ لا تحب العالمَ.
لو كنتَ تحب العالمَ لكانَ في قصائدكَ
صُوَرٌ.

جون يحب العالم. لديهِ
شعارٌ: لا تحاكم الناس
كي لا يحاكموكَ. لا

تناقشْ هذه النقطةَ
على نظريةِ أنّ من غيرِ الممكنِ
أن يحبَّ المرءُ ما يرفض
أن يعرفه: أن يرفض

الكلام لا يعني
قمعَ الإحساس.

انظْر إلى جون، منطلقاً في الدنيا،
يركضُ حتى في الأيامِ البائسة
كهذا اليوم. بقاؤكَ
جافاً يشبه تفضيلَ الهرةِ المعيب
لاصطيادِ عصافير ميتة: تماماً

متناسقٌ مع أفكاركَ الروحيةِ المدجنة،
خريفٌ، خسارةٌ، عتمةٌ، إلخ.

باستطاعتنا كلنا أن نكتبَ عن المعاناة
وعيوننا مغمضةٌ. عليكَ أن تدعَ الناس ترى
أشياءَ أخرى منكَ؛ أرِهْم رغبتكَ
الضامرة بالتهامِ اللحمِ الأحمر.


*القبرُ المشرَّع للهواء
(من مجموعة «حياة جديدة»/1999)


عن أمي ورثتُ التطلبَ،
عن أبي الضميرَ.
لا تجوز على الميت إلا الرحمة.

لهذا سأدفعُ ثمناً باهظاً جداً
إن كذبتُ،
إن أوثقتُ نفسي
إلى حافةِ قبرٍ.

أقولُ للأرضِ
أن تكونَ لطيفةً تجاه أمي،
الآن وفي ما بعد.
احفظي، ببرودتكِ،
الجمالَ الذي حسدناه كلُّنا.

أصبحتُ امرأةً مسنةً.
رحَّبتُ بالعتمةِ
التي اعتدتُ أن أخافها جداً.
لا تجوز على الميت إلا الرحمة.


*نجوم
(من مجموعة «العصورُ السبعةُ»/2001)


مستيقظة؛ موجودة في العالم ـ
لا أتوقعُ
تطميناً آخرَ.
لا حماية، لا وعدْ.

عزاةُ سماءِ الليلِ،
وجهُ ساعةِ الحائطِ
الذي بالكادِ يتحرك.

وحيدة ـ تحيط بي
كل ثروتي.
لدي سريرٌ، غرفةٌ.
لدي سريرٌ، مزهريةُ
الورودِ قربه.
وقنديلٌ، وكتابْ.

مستيقظةٌ؛ أشعرُ بالأمان.
العتمةُ تشبهُ الترسَ، الأحلامُ
ضَجرتْ، ربما
اختفتْ دونَ رجعة.

واليوم ـ
النهارُ غير المشبعِ الذي يقولُ
أنا مستقبلكَ،
هاكَ شحنتكَ من الأسف:

هل ترفضني، هل تعني أن
ترسلني بعيداً لأني غير
ممتلئة، حسبَ قولكَ أنتَ،
لأن ترى
الشكلَ الأسودَ وقد ضمرَ لتوه؟




*طائرُ السُمُّنة
(من مجموعة «بحيرة أفيرنو»/2006)


أخذَ الثلجُ بالتساقط، فوقَ كل سطحِ الأرض.
لا يمكن أن يحدثَ هذا. ومع هذا بدا الأمرُ حقيقياً،
يسقطُ بغزارةٍ أكثر وأكثر فوقَ كل ما أستطيعُ رؤيتهُ.
تقصَّفتْ الصنوبراتُ إبَراً من الجليد.

هذا هو المكانُ الذي حدثتكَ عنه،
حيثُ اعتدتُ أن أجيءَ في الليلِ لرؤية الطيورِ ذاتِ الأجنحةِ الحمراء،
تلكَ التي نسميها «السّمنة» هنا ـ
العصافيرُ الحمراءُ المنتفضةُ لهذهِ الحياةِ التي تختفي ـ

لكن بالنسبةِ لي ـ أعتقدُ أن الذنبَ الذي أشعرُ بهِ لا بدّ أنه يعني
أني لم أعشْ حياتي بشكلٍ جيد.

مَنْ مِثْلي لا ينجو. أعتقدُ أنكَ تنامُ لبرهةٍ،
ثم تهبطُ إلى رعبِ الحياةِ الأُخرى
إلَّا أنَّ
الروحَ تكمنُ في صيغةٍ أخرى مختلفة،
تقريباً أكثر وعياً مما كانتْ عليه سابقاً،
تقريباً أقل شجاعةً.

بعدَ عدةِ حيواتٍ، قد يتغيرُ شيءٌ ما.
أعتقدُ أنَّه في النهايةِ ستتمكن من رؤية
ما تتمناه ـ

ثم ستتوقف عن تمنّي
الموت والعودة مجدداً.


*غَسَقْ
(من مجموعة «حياة قروية»/2009)


يعملُ في طاحونةِ ابن خالتهِ طيلةَ اليوم،
لهذا عندما يرجعُ إلى البيت، يجلسُ دائماً قربَ هذه النافذةِ بعينها،
يرى وقتاً واحداً فقط من اليوم، الغسقَ.
لابد أن يكون ثمة وقت آخر كهذا، ليجلسَ ويحلمَ.
الأمرُ كما يقولُ ابن خالتهِ: العيشُ ـ العيشُ يشغلكَ عن الجلوس.

قربَ النافذةِ، ليسَ العالمُ بل المشهدُ المربعُ
الذي يجسدُ العالمَ. تتعاقبُ الفصولُ،
يمكن رؤيتها فقط لعدةِ ساعاتٍ في اليوم.
أشياء خضراء تتبعها أشياء ذهبية يتبعها بياض ـ
أفكارٌ مجردةٌ تنبعثُ منها هناءاتٌ غزيرةٌ،
مثل ثمارِ التين هذه فوق الطاولة.

عندَ الغروب، ترحلُ الشمسُ في لهبٍ أحمرٍ بينَ شجرتي حَوْرٍ.
ترحلُ متأخرةً في الصيف ـ من الصعبِ أحياناً أن أبقى صاحية.

ثم يتساقطُ كل شيء.
العالمُ لمدةٍ أطولَ بقليل
هو شيءٌ يمكن رؤيتهُ، ثم يصيرُ شيئاً يمكنُ سماعهُ،
صراصيرُ ليلٍ، حشراتُ ليلٍ.
أو يمكن شمُّه أحياناً، عبيرُ أشجارِ الليمون، أشجارِ البرتقال.
ثم يأخذُ النومُ أيضاً مجراهُ هذا.

لكن من السهل التخلي عن الأشياءِ بهذه البساطةِ، تجريبياً،
لعدةِ ساعات.

أفتحُ أصابعي ـ
أتركُ كل شيءٍ يمضي.

عالمٌ مرئيٌ، لغةٌ
حفيفُ أوراق الشجرِ في الليلِ،
رائحةُ العشبِ المرتفع، رائحةُ دخانِ الخشب.
أتخلى عنها كلها، ثم أضيءُ شمعة.

*الماضي
(من مجموعة «ليلةٌ رضيّة ونزيهة»/2014)


في السماءِ ضوءٌ صغيرٌ يلوحُ
فجأةً بينَ
غصني سروٍ، إبرهما الناعمة
تحتكُّ الآنَ بالسطحِ اللامعِ تواً
وفوق هذه
السماءِ المغطاةِ بالريش ـ السماءِ الساحقة ـ

استنشقُ الهواءَ ـ أعني هواءَ السروِ الأبيض،
في أوج عبقه عندما تعصفُ فيهِ الريحُ
والصوتُ الذي يصدرهُ غريبٌ هو أيضاً،
مثل صوتِ الريحِ في فيلم ـ

ظلالٌ تتحركُ. الحبالُ
تصدرُ صوتها الخاص. ما تسمعهُ الآنَ
هو صوتُ العندليبِ، الوترياتُ،
الطيرُ الذكرُ يراقصُ الأنثى ـ

تتمايلُ الحبالُ. الأرجوحةُ
تتطايرُ في الريحِ، مشدودةً
بعزمٍ بين سروتين.

استنشقْ الهواء. هواءَ السروِ الأبيض.

هذا صوتُ أمي الذي تسمعهُ
أم أنه الصوتُ الذي تصدرهُ الأشجارُ
عندما ينسلُّ الهواءُ بينَ أغصانها

إذْ ما هو الصوتُ الذي يمكنُ أن تصدرهُ الريحُ،
عندما لا تنسلُّ في شيء؟