ليديا ديفيسترجمة أماني لازار

قصة سلامي مسروقة

احتفظ مؤجِّر ابني الإيطالي في بروكلن بسقيفة في الخلف يقدّد ويدخن السلامي فيها. في إحدى الليالي، في خضم موجة تخريب وسرقة تافهة، تم اقتحام السقيفة وسُرق السلامي. تحدث ابني إلى مؤجره بشأنها في اليوم التالي، مواسياً لاختفاء النقانق. كان المؤجر مذعناً ورابط الجأش، لكن صحح له: «لم تكن نقانق.
لقد كانت سلامي». كُتب عن الحادثة في حينه في واحدة من أكثر مجلات المدينة أهمية باعتبارها حادثة حضرية مسلية ونابضة بالحياة. سمّى الصحافي، في المقالة، البضائع المسروقة «نقانق». عرض ابني المقالة على مؤجِّره، الذي لم يكن يعرف بأمرها. كان المؤجر مهتماً ومسروراً كون المجلة رأت أن من المناسب التطرق إلى الحادثة، لكنه أضاف: «لم تكن نقانق. لقد كانت سلامي».

متنوِّرة

لا أعلم إذا ما كان بإمكاني أن أبقى على صداقة معها. لقد فكرت وفكرت بذلك وهي لن تعرف أبداً كم فعلت. لقد منحتها فرصة أخيرة. اتصلتُ بها، بعد عام. لكني لم أحب الطريقة التي جرت بها المحادثة. المشكلة هي أنها ليست متنوِّرة كثيراً. أو عليَّ القول، إنها ليست متنورة بالقدر الكافي بالنسبة إليّ. عمرها يناهز الأربعين عاماً وليست متنورة أكثر. كما بإمكاني أن أرى، مما كانت عليه عندما عرفتها أول مرة منذ عشرين عاماً مضت، عندما تحدثنا بشكل أساسي عن الرجال. لم أُلق بالاً إلى درجة قلة تنورها في حينه، ربما بسبب أني لم أكن متنورة أنا نفسي. أؤمن بأني أكثر تنوراً الآن، وبالتأكيد أكثر تنوراً منها. مع أني أعلم أنه ليس من التنوُّر كثيراً قول ذلك. لكني أريد أن أقوله، لذا أنا أرغب في تأجيل كوني أكثر تنوراً حتى يمكنني قول شيء مثل ذلك عن صديقة.

رجل من ماضيها

أظن أن أمي تغازل رجلاً من ماضيها وهو غير أبي. قلت لنفسي: لا ينبغي أن يكون لأمي علاقات غير مهذبة مع هذا الرجل. «فرانز»! «فرانز» أوروبي. أقول ليس عليها أن ترى هذا الرجل على نحو غير مهذب وأبي غائب! لكني أخلط بين حقيقة قديمة وحقيقة جديدة: لن يعود أبي إلى البيت. سيبقى في قاعة فيرنون. أما بالنسبة لأمي، فهي في الرابعة والتسعين. كيف يمكن أن يكون لامرأة في الرابعة والتسعين من عمرها علاقات غير مهذبة؟ إلا أن التباسي يجب أن يكون هذا: مع أن جسدها طاعن في السن، قدرتها على الخيانة لا تزال فتية ويانعة.

في القطار

نحن متحدان، هو وأنا، ومع ذلك غريبان، في مواجهة المرأتين اللتين تتحدثان بشكل متواصل وبصوت مسموع عبر الممر الواحدة مع الأخرى. سلوك سيئ.
لاحقاً، أثناء الرحلة نظرت إليه (عبر الممر) وهو ينكش أنفه. بالنسبة إليّ، أنا أنقط بندورة من سندويشتي على صحيفتي. عادات سيئة.
سوف لن أذكر هذا فيما لو كنت أنا من ينكش أنفه.
نظرتُ ثانيةً وهو لا يزال على حاله.
بالنسبة للمرأتين، هما الآن تجلسان معاً جنباً إلى جنب وتقرآن بهدوء، نظيفتان ومرتبتان، واحدة مجلة، والأخرى كتاباً. بريئتان.

وبر الكلب

مات الكلب. نحن نفتقده. عندما يرنّ جرس الباب، ما من أحد ينبح. عندما نصل إلى البيت متأخرين، ليس هناك من أحد في انتظارنا.
لا نزال نجد وبره الأبيض هنا وهناك في أرجاء المنزل وعلى ثيابنا. نلتقطه. علينا أن نتخلص منه. لكنه كل ما بقي لنا
منه.
نحن لم نرمِه. لدينا أمل جامح أنه إذا ما جمعنا قدراً كافياً من وبره، سنكون قادرين على استعادة الكلب من جديد.

كاتبة أميركية (مواليد 1947) حصلت على جائزة مان بوكر عام 2013.