محمد الحموي *
الصمتُ نفسه والكلامُ لم يتغير

أنادي نساءً يربطن الزهورَ خلفكِ
يستعجلن الذهاب إلى الحرب
ومغادرة المقهى
وتركه خاوياً إلا من عدة ندلاء
وشاعر واحد

■ ■ ■


لديّ الرغبة بطباعة الشجر على الورق
بدلق البحر فوق الكاميرا
بتعليق صورتكِ - بعد ذلك -
عندما كنتِ طالبة جامعة
في الممشى

■ ■ ■


أشتاق لهذه المودة
أعصرها مثل ليمونةٍ
فوق الفم؛
أنوّع الموسيقى
وأحزن  لأن كل شيءِ يتكرّر
سبق وتكررَ.

■ ■ ■


كنتِ محقة عندما قلتِ:
الصمتُ نفسهُ والكلام لم يتغير
كنا نأكل «بزر»
ومرّ بنا أحدهم
ولم يقل حتى «مرحبا»
هل تتذكرين؟

■ ■ ■


أستخدمُ هذه النظرةَ
كي أقودكِ من جناحيكِ إلى غرفةِ القراءة
يتبعكِ ضوؤكِ المبهر
سطوعُ البرودةِ التي للحظةٍ
ظننتها ستغادر.

■ ■ ■


الله الذي يحبُّ الجميعِ
لا يستطيع أن يعيدني بالزمن
لأراكِ وأنتِ في الصف الخامس - مثلاً -
وتذهبين إلى المدرسة

■ ■ ■


أدللُّ نفسي وأستبدلُ الصراخَ بالصوت العالي والواضح
أستعيدُ حديثكِ عن «الهدوء»
عن ترك الهاتف يرن طويلاً
وهو صامت
مثل بشكيرٍ ينشف
على يد الكرسي.

■ ■ ■


رجفةُ صوتي تنجح دائماً
باستبقائكِ مدةً أطول

■ ■ ■


تحت الباب أرى
رسالةً من البنك
وأسراراً كثيرةً
عن هذا الحب.

الحياة لونها أزرق

الحياة لونها أزرق
مثل وشاح العمة باتريشا
في أي فيلم أميركي
عادي.

■ ■ ■


الحياة لونها أزرق
تعبر قربنا ببطء
مثل قطار الليل الأخير
مثل الذكرى الثانية لوفاة أحدهم
صدفةً وهو يستمع إلى الراديو
وزوجته في الشرفة.

■ ■ ■


وجه روبرت دي نيرو ملتحياً جميل
يشبهُ مراهقة تعبر الليل بفستانٍ أبيض
جارها يعاني البطالة
وهي تنتظر طلاق أمها من زوجها الثاني
كما ينتظرُ الناسُ الخريف بعدما زاروا معرضاً عنه في أواخر أيلول.

■ ■ ■


الحياة لونها أزرق
مثل التدخين ومثل القلق
مثل الركوب في قطارٍ سريعٍ
والنظر خلفاً.
* شاعر سوري