عبد الإله بلقزيز

يُقدِّم «نقد الثقافة الغربية: في الاستشراق والمركزية الأوروبية» (مركز دراسات الوحدة العربية ـ طبعة رابعة) للمفكر المغربي عبد الإله بلقزيز نقداً مزدوجاً للآخر والأنا من خلال استعراض أعمال نخبة من المفكرين والمثقفين العرب الذين ينطلقون من أرضيّة فكرية معرفيّة. لا يهدف بلقزيز من نقد الثقافة الغربية الانتصار لفكرة الأصالة والأنا والهوية والموروث، بل جمع التراثويين والغربويين في مشروع جامع، وهو مشروع الحداثة. والحداثة ليست نموذجاً جاهزاً للاستنساخ يمكن استيرادها كأي مقتنى مادي، إنّما هي مشروع كوني تبنيه الثقافات والمجتمعات من مواد محلية مستفيدة من خبرة الثقافات والمجتمعات العالميّة كافة. يحثّ بلقزيز على التفكير النقدي والتحليل العميق للمسائل الثقافية مع احترام وتمكين الثقافات الأخرى، كما ينتقد المركزية الأوروبية التي تعتبر الثقافة الغربيّة هي المرجعية الثقافية والفكرية للعالم، ويشكك بلقزيز في هذا المفهوم معتبراً أنّه يعكس انطباعات نابعة من الأفكار الاستعمارية القديمة.

محمد اشو


يبرز الباحث المغربي محمد اشو في كتابه «من تيولوجيا العصر الوسيط إلى فلسفة الأزمنة الحديثة» (المركز العربي لدراسة السياسات) أهمية الفيلسوف الفرنسي إتيان جيلسون (1884 ـــ 1978) ودوره في إعادة الاعتبار إلى دور الثقافة العربية. يُعدّ جيلسون من أبرز الفلاسفة الذين أنجزوا مشروعاً متكاملاً عن الفكر الفلسفي في العصر الوسيط، خلاصته أن الأزمنة الحديثة بدأت في القرن الثالث عشر، لا في القرن السابع عشر، مخالفاً بذلك التصوّرات التي حصرت الحداثة داخل دائرة مغلقة وأحاديّة. ويعتبر جيلسون أن الثقافة العربية من أهم العوامل التي شكَّلت الفكر الحديث وأسهمت في النهضة الأوروبية. فكما هو معلوم أن الفلسفة الأفلاطونية المحدثة هي المُهيمنة على الفكر الأوروبي على مرّ العصور، ولم يتعرف الأوروبيون بالأرسطية إلا عن طريق العرب. لذلك، تأكيد جيلسون على أهمية الفلسفة العربية نابع من قناعته بأن الفراغ لا يوجد في التاريخ؛ فديكارت، وباسكال، وليبينيز ليسوا أكثر أهمية من توما الأكويني، وابن رشد، وابن سينا وغيرهم.

ناصر العبدالله


ماذا/ لو أن أقحوانةً أوقدت/ بعد طولِ سباتٍ/ ناراً/ في حطب الحنين/ واستحال معها/ إلى هباءٍ /كل هذا اليقين؟ ماذا/ لو أن قمراً/ يجري مطمئناً في مساره/ راودته أو عاودته/ غواية الورد/ واستبدّ به/ شوق لا يستكين/ فهوى / غير آبه / من عليائه/ إلى لججٍ/ أيقظتها /ثم أضرمتها/ فتنة الياسمين؟!». يتألف كتاب الشاعر اللبناني ناصر العبدالله «غواية الورد فتنة الياسمين» (دار فواصل) من مجموعة قصائد تحتلّها الفلسفة والوجدانيات السياسية، إلى جانب قصائد عديدة عن الحب والشغف والآمال والأحلام والخيالات، والوحدة والتأمل والرياح والصخور والطبيعة. يُصرّح الشاعر في استهلالية الكتاب أنه ليس هناك سياق جامع للموضوعات المختلفة في الكتاب، باستثناء البحث عن معاني الوجود وتجلياته من خلال اللغة وغيره ومحاولة لاستخلاص الفرح من رحم المعاناة.

فيصل مصلح


يتناول الباحث اللبناني فيصل مصلح في كتاب «السياسة في ظل الذكاء الاصطناعيّ » (دار أبعاد للطباعة والنشر والتوزيع) الآثار المترتبة على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في مجالات السياسة والديموقراطية والانتخابات، ومستقبل العلوم السياسية. يؤكد أننا دخلنا في ثورة جديدة هي ثورة الذكاء الاصطناعي التي قد تفوق بتأثيراتها الثورة الزراعية والثورة الصناعية وثورة الاتصالات. يستكشف الكتاب الأساليب والأدوات التي يجب على الأحزاب السياسية استخدامها للحصول على السلطة ومنافسة القوى السياسية الأخرى في ضوء التطورات الهائلة التي ستُحدثها تقنية الذكاء الاصطناعي في جوانب الحياة المختلفة. يتناول الكتاب أيضاً تأثير الذكاء الاصطناعي على الحياة الاجتماعية، بما في ذلك الصحة والتعليم والعمل والمهن والطب والهندسة والاقتصاد بهدف فهم العوامل التي ستؤثر على الواقع السياسي في المستقبل.

ياري ياناس


يتميز كتاب الكوميكس «رأس المال» (2018) الصادر بترجمته العربية عن «منشورات بلوط» بإعداده الاستثنائي وبالرسومات المبدعة للفنان الألماني ياري ياناس، وقد ترجمه إلى العربية الكاتب السوري دارا عبد الله. يُقدِّم الكتاب المفاهيم الأساسية في كتاب «رأس المال» لماركس بشكل بسيط وشيّق، شارحاً الأفكار المعقّدة والمختلفة من خلال رسومات توضيحية وسيناريوات حوارية مسلّية تُخفّف من صعوبة التجريد الفلسفي. يتناول الكتاب بأسلوب سلس وممتع الأفكار الرئيسية في فلسفة ماركس، ما يسهّل فهمها واستيعابها. وقد أشار المؤلف إلى أنّ العديد من الأشخاص يتحدثون عن كتاب «رأس المال» من دون معرفة دقيقة بأفكاره وطروحاته. جاء هذا الكتاب المُصوّر ليُوضّح بأسلوب سهل مجموعة متنوعة من أفكار ونظريات ماركس، كفكرة استغلال العمال وتهميشهم في النظام الرأسمالي وتراكم الثروات في يد القلة القليلة وتناقضات الرأسمالية، لكنه لا يغني أبداً عن قراءة وافية وشاملة لكتاب «رأس المال» الحقيقي.

أحمد طمليه


تقع أحداث رواية «أمّي وأعرفها» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) للكاتب الأردني أحمد طمليه في أحد أحياء عمان، حيث يعيش اللاجئون الفلسطينيون الذين هاجروا إلى هذا المكان بعد نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967. تُركِّز الرواية على ظروف اللاجئين الاجتماعية من خلال رؤية شاب عاشق يحلم بامرأة في خياله، في حين يتعرض المحيطون به لمعاناة البُعد القسري عن الوطن. تُصوِّر الرواية معاناة اللجوء من خلال تجسيد ثلاثة أجيال فلسطينية تتعايش بأسلوب مختلف مع واقع الشتات المؤلم. يتزامن الوقت الذي تدور فيه الأحداث مع أزمة الخليج (1990) التي تترك تأثيراً جسيماً على سكان الحي. يُبرز الروائي مشاعر الأشخاص البسطاء، أحلامهم وطموحاتهم، وكيفية تكيّفهم مع حياتهم بعيداً عن فلسطين. «أمّي وأعرفها» تنقلنا إلى عوالم الشتات والهجرة والأحلام المحطّمة لأجيال وُلدت بعد نكبة فلسطين ونكبة غزو العراق، مع طرح تساؤلات حول الهوية والانتماء ومعاناة الفقدان.