هاشم صالح

في كتابه «الإسلام في مرآة المثقفين الفرنسيين» (دار المدى)، يرفض الباحث السوري هاشم صالح الفكرة القائلة بأنّ داعش ظاهرة سطحيّة وصناعة أميركية مستوردة، معتبراً أنّ التراث الفقهي اللاهوتي التكفيري في بلادنا هو من فرّخها وولّدها، ويسعى إلى إثبات ذلك عن طريق الحفر الأركيولوجي على الجذور الداعشيّة المطمورة في أعماق تاريخنا. ويرى الكاتب أنّه لا يوجد فرق نوعيّ بين الإسلام الوسطيّ المعتدل المتمثل في الإخوان المسلمين والإسلام المتطرّف المتمثل بداعش، فيوسف القرضاوي أكثر حنكة واتّزاناً من البغدادي، لكن العقيدة التكفيرية واحدة. وأخيراً، يدعو صالح إلى إجراء غربلة ضروريّة لتراثنا الإسلامي لكي نتمكن من تجاوز الأصولية الإسلامية والانتقال إلى المرحلة التنويرية. كما يعتبر أنه آن الأوان لفهم الإسلام بشكل مختلف بعيداً عن التأويلات الظلامية، وعلى ضوء أفكار فلاسفة كبار طبعوا تاريخ الفكر الحديث من أمثال ديكارت، سبينوزا، فولتير، جاك دريدا وبيار بورديو.

عبد الله الرّيامي


بعد ثلاثة عقود على صدور ديوانه الأول «فَرْق الهواء» (1992) يعود الشاعر العماني المقيم في المغرب عبدالله الريامي بديوان «جيش من رجلٍ واحد» (محترف أوكسيجين للنشر)، مدجّجاً بالأسئلة التي يختبر فيها الموت والحزن والوحدة. يصنع عبدالله الرّيامي أسطورته الشعرية، منطلقاً من ذاته في محاولاتها اليومية للعيش والكتابة والتساؤل والخطأ، فهو كما في القصيدة التي جاء منها العنوان، يعترف: «أقاتلُ على كلِّ الجبهاتِ/ من أجلِ الحقّ/ في أن يكونَ الخطأُ منيراً/ عريقاً كالنجومِ في السماء». لا خرائط هنا ولا بوصلة لتقود الشاعر إلى مبتغاه، بل هي شريعةُ الخطأ والحق في ارتكابه لملامسةِ كلّ عمقٍ إنساني في هذه الحياة. تشهد قصائد الرّيامي على خرابِ اللحظة البشرية، وهي مكتوبةٌ لتُقرأ بصوتٍ عالٍ، بلغتها الأنيقة، وجرحها العميق النازف لشاعرٍ ظلَّ، طيلة فترة غيابه، يبني قلعةً تحت جلده، يأوي إليها الحالمون والمهمّشون ومدمِنو الجمال.

ثائر عباس


يتتبع «تركيا الحديثة: البحث في ذاكرة عبد الله غُل» (دار هاشيت أنطوان/نوفل) للكاتب والصحافي اللبناني ثائر عبّاس، رحلة صعود التيارات الإسلامية وهبوطها في تركيا استناداً إلى سلسلة طويلة من اللقاءات الشخصية، مع «الأب الروحي» والرئيس «الإسلامي» الأول لتركيا، الآتي من «حزب العدالة والتنمية»، عبد الله غُل. يتناول غُل الأحداث ويتذكر الحقبة التي أوشكت فيها الدولة الثانية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويتحدث عن علاقات بلاده، خلال وجوده في السُلطة، مع الدول العربية الكبرى، ولا سيما السعودية ومصر والعراق، وكذلك الأمر مع اللاعبين الإقليميين الكبار في الشرق الأوسط، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل. يفرد الكتاب مساحةً للإضاءة على رؤى مختلفة إلى درجة التناقض، بين أبناء الرعيل الأول «لحزب العدالة والتنمية» من جهة، والرئيس الحالي إردوغان من جهة أخرى. خلافات تبدأ بتعديل الدستور التركي في المسألة الرئاسية، وتمرّ بأزمة تظاهرات «غيزي بارك»، ولا تنتهي بالتباين في فهم الدور التركي في الأزمة السورية.

غادة الخوري


ترصد غادة الخوري في «طفلة الرعد» (دار الآداب) المقدّمات التي أفضت إلى الحرب الأهلية اللبنانية، فتروي التغيُّرات التي حدثت في قرية دير زوفا المسيحية المجاورة لقرية بقاع نبعا المسلمة في السبعينيات من القرن الماضي. تطرح الرواية السؤال الطائفي من خلال التحولات الاجتماعية. تحولات تتمحور حول شخصية هيلانة، بطلة الرواية، والشخصيات الأخرى المتعالقة معها من مواقع مختلفة. هيلانة طفلة تستجير بالرعد من التأتأة وتنمّر الآخرين عليها، والمفارقة أن الرعد الذي هو في الأصل مصدر خوف للأطفال، يُعتبر مصدر أمان لهيلانة. أما التأتأة فهي الوحش الأسود الذي يتربّص بالبطلة منذ الطفولة حتى النضوج والزواج، ما جعلها تعاني دائماً من فوبيا الاختلاط ومواجهة الآخرين، لكنها تتغلب على مشكلتها وتتمكّن من قتل الوحش الأسود باعتباره رمزاً لهذه المشكلة. غير أنّ الوحش يتناسل بتمظهرات جديدة، طائفية وسياسية ومناطقية، فتشعر هيلانة أنّ صوتها وحده لا يكفي، وأن الحاجة ماسّة إلى أصوات الجميع لإنقاذ الوطن من براثن الطائفية.

عبدالله حمودي


يتابع الباحث المغربي المعروف والأستاذ في جامعة برنستون في كتابه «ما قبل الحداثة : اجتهادات في تصور علوم اجتماعية عربية» (دار توبقال) مشروعه الفكري الرامي إلى بناء علم اجتماع عربي وصياغة أنثروبولوجيا عربية. الكتاب عبارة عن مجموعة دراسات نشرها حمودي بين عامَي 2009 و 2021، وتدور حول موضوع كيفية تأسيس رؤية عربية في دراسة الميدان. ولتحقيق هذه الغاية، يقترح العودة بنا إلى ما هو تقليدي أو تراثي، من أجل العثور على نموذج يتجاوز النموذج الكولونيالي الذي يحشر العالم كما يراه في خانة البدائي مقارنة بحداثة تحتكر الكونيّة لنفسها. يدعو حمودي إلى العودة لقراءة مؤلفين ما قبل حداثيين من أمثال العالم والباحث المسلم البيروني «بهدف التفكير معهم وضدهم، والتفكير بفضلهم والتفكير بأفكارهم ومن خلال أفكارهم» لكي نُبدع من صلب منجزاتهم تراثاً معاصراً حياً ونؤسس لخطاب أنثروبولوجي متجدد يتحدى الهيمنة الغربية.

علي كابل فقيري


يتطرق الباحث القانوني الإماراتي علي كابل فقيري في «استخدام الذكاء الاصطناعي في العدالة الجنائية» (دار النهضة العربية) إلى إمكانية اللجوء إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعرف إلى صور المجرمين والوقاية من وقوع الجرائم وتحديد هويّة المرتكبين. يبدأ الكتاب ببحث تمهيدي حول ماهيّة الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدام الشبكات العصبية الاصطناعية للتنبؤ بالخطورة الإجرامية. يتطرّق فقيري إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمال الاستدلال والتحقيق، ويشرح الأساس القانوني الذي يتيح استخدام الخوارزميات في توقع الجرائم المختلفة. كما يعالج الإشكالية الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في أعمال الشرطة وأثر ذلك على حقوق الإنسان. يدرس أيضاً مشروعية استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأحكام الجنائية ومستقبل الذكاء الاصطناعي في إنفاذ القوانين وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال العدالة الجنائية.