مصطفى العباسي

يتناول كتاب الباحث والمؤرّخ الفلسطيني مصطفى العباسي «طبريا العربية تحت الحكم البريطاني 1918-1948: دراسة اجتماعية وسياسية» (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) تاريخ مدينة طبريا على امتداد قرنين من بداية نهضتها الحديثة أوائل القرن الثامن عشر، وحتى أحداث نكبة فلسطين عام 1948. يستعرض الكتاب أشكال الحكم والإدارة في طبريا، والتحولات السياسية والاجتماعية التي مرّت بها المدينة ما بين الفترتين العثمانية والبريطانية. يتحدث الكاتب عن أحوال السكان العرب ودور النُّخب والأعيان في قيادة المدينة ومواجهة التحديات التي فرضها كل من الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية وتوافد المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين. كما يتطرق الكاتب إلى النشاط الاقتصادي في المدينة ومصادر الدخل خلال الانتداب. يرصد العباسي كذلك العلاقات اليهودية –العربية في طبريا وطرد السكان العرب من مدينتهم في نيسان 1948، وقصة هدم مدينة طبريا القديمة، بما في ذلك أسوارها، ومعظم معالمها التاريخية.

شريف شعبان


يسعى الباحث المصري شريف شعبان في كتابه «ملك من ذهب» (دار الرواق) لإماطة اللثام عن حياة الملك توت عنخ أمون وحياته الغامضة. علماً أنّ توت عنخ أمون بلغ شهرة لم يصل إليها أي ملك مصري رغم أنه لم يُوَسِّع حدود مصر متل تحتمس الثالث، ولم يبن منشآت معمارية مثل هرم خوفو، كما لم يحدث ثورة فكرية ودينية مزلزلة مثل والده أخناتون. يعتبر الكاتب أنّ هذه الشهرة كانت تعويضاً عن المآسي التي عاشها هذا الملك الذي اعتلى العرش ولم يتعدّ التاسعة من عمره، وعانى من تشوّهات منعته من ممارسة أي رياضة عنيفة. لذا آثَر الاستكانة وتعلُّم العلوم المختلفة. حمل توت عنخ أمون ذنوب أبيه وناله قدر من اللعنات من دون أن يكون له دور في ثورة أخناتون الفكرية والعقائدية، خصوصاً أنّه عاد هو وزوجته إلى حظيرة أمون وانحنى لعاصفة التيار الديني القديم. يؤكد شريف شعبان أنّ كنوز توت عنخ أمون من الذهب والأحجار الكريمة التي اكتُشفت في مقبرته، أخرجت اسمه من غياهب النسيان حين طافت بلاد الدنيا واستقرّت في المتحف المصري الكبير، وعرّفت الجمهور إلى هذا الملك المثقّف صاحب المهارات السياسية والفكرية.

أحمد محمد الشرقاوي


يُقلِّب الكاتب المصري أحمد محمد الشرقاوي في كتابه «حكايات أندلسية» (دار البشير) صفحات من تاريخ حُكّام الأندلس، ويدخلنا مجالسهم العلمية والأدبية لنتعرف إلى أهم الأدباء والشعراء. يخبرنا الكاتب من خلال حكاياته كيف صارت الأندلس حاضرة الدنيا ودُرّة الممالك وكيف كانت واحة للأمن وملاذاً لكل من يبتغي العيش الرغيد، وكيف ازدهرت وفاقت غيرها من البلاد حتى صارت مقصد طلاب العلم والتجار. تنقلنا حكايات الأندلس إلى القصور الملكية لكي ندلف إلى الأبهاء والمقاصير ونجلس الأصائل والصحوات في الشرفات ونُمتع ناظرينا بجنات قرطبة وروابي إشبيلية وبساتين غرناطة. كما سنذهب إلى «بيت الحكمة» مكتبة الحكم المستنصر لنرى كيف بذل في جمعها وترتيبها والعناية بها من وقته ومن ماله ما جعلها أعجوبة الزمان ونادرة الدهر. ستجيبنا الحكايات أيضاً على تساؤلاتنا حول أسباب سقوط الأندلس وإن كان ذلك بسبب تقصير أهلها وتفريطهم أم بسبب المؤامرات والمكائد.

سليمان المعمري


يجمع الكاتب والإعلامي العُماني سليمان المعمري في كتابه «من مسافة قريبة» (دار الرافدين) نخبة من الحوارات الإذاعية مع أهم الحاضرين والمؤثّرين في المشهد الثقافي العربي في السنوات الأخيرة: أدونيس، أمجد ناصر، بهاء طاهر، توفيق صالح، سماء عيسى، سمير جريس، صالح علماني، صبحي حديدي، عبد السلام بنعبدالعالي، عبد العزيز الفارسي، عبد الفتاح كيليطو، عبدالله حبيب، قاسم حداد، ماري طوق، نادرة محمود، هبة القواس وواسيني الأعرج. يؤكد المؤلف أن كتابه يتعدى الرغبة في توثيق عمله الإذاعي إلى الرغبة في نشر عُصارة فكر هؤلاء المفكرين والأدباء والفنانين، وآرائهم ورؤاهم في الفكر والسياسة والأدب والفنّ والحياة. يؤكد أنه اختار «من مسافة قريبة» عنواناً للكتاب ليس فقط لأن الحوارات كانت حميمية، ولكن أيضاً لأن «من مسافة قريبة» هو أقرب عناوين برامجه الإذاعية إلى نفسه، وهو برنامج بثّته إذاعة سلطنة عُمان من عام 2012 إلى عام 2016، وهي فترة زخرت بفعّاليات ثقافية وفنيّة عديدة نُظِّمتْ في سلطنة عُمان واستُضِيف خلالها هؤلاء المثقفون، كلّ في مجال تخصّصه.

باولو سكوت


تنتمي رواية «بُنيّ أصفر» (2019) للكاتب البرازيلي باولو سُكوت الصادرة بترجمتها العربية عن «دار الخان» في الكويت (ترجمة نور طلال نصرة) إلى أدب ما بعد الحداثة، وتتميّز بمفرداتها البسيطة ولغتها السريعة البعيدة عن اللغة الكلاسيكية. تحكي الرواية قصة فيديريكو الشاب صاحب البشرة البُنيّة الفاتحة الذي يجد نفسه ضمن لجنة مؤلفة من ثمانية أشخاص، مكلّفين بوضع حل لموجة الصراعات المحتدمة بين طلاب الجامعات البرازيلية من خلال توزيع حصص كوتا عادلة للطلاب السود، وتحديد من يستحق أن يستفيد من هذه الشواغر في البرازيل، هذا البلد المعروف بالتصنيف العرقي وبمجتمعه المتشعّب والمُتنوع. يشعر قارئ هذا النص الروائي أنه أمام مشهد سينمائي، بدلالات بصرية واضحة، تفرض إيقاعاً سريعاً لأحداث الرواية وتقاطعات الحوارات، وتجاذبات الشخصيات وصراعاتها. تعجّ الرواية بقضايا ثقافية وسياسية واجتماعية وعنصرية وعرقية، ما يجعلنا نقرأها دون ملل.

نزار عبد الستار


تدور أحداث رواية «الأدميرال لا يحب الشاي» (دار الساقي) للكاتب العراقي نزار عبد الستار في منتصف القرن التاسع عشر بين مدينة البصرة ولندن ومدن عدة في الهند مثل كلكوتا وباتنا وجانسي. تُسلِّط الرواية الضوء على السنوات الأخيرة من عمر شركة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية الإنكليزية في الهند وجنوب غرب آسيا. الثيمة الرئيسية للرواية هي هيمنة الشركات الكبرى على عالم التجارة وتسبّبها بالخراب للهند وللعديد من البلدان، بالإضافة إلى تدميرها للمعايير الإنسانية للحياة وتزويرها للحقائق في سبيل تحقيق مكاسب مالية مُغمّسة بالدم. تواكب الرواية المسار التاريخي لشركة الهند الشرقية وتركز على شخصية الأدميرال عزيز لانكستر الذي يُنفى إلى البصرة بعد سنوات من الحروب قضاها في زراعة وتجارة الأفيون بين الهند والصين، ليقوم بعدها وهو سجين بإدخال الشاي إلى البصرة ومحاربة الهولنديين الذين يتاجرون بالقهوة. هذه الرواية تؤكد المُؤكد عن خضوع العالم لسيطرة الشركات المهيمنة الكبرى التي تستعبد وتستغل الإنسان وتكشف عن تأوّهات المستضعَفين وصرخاتهم المكبوتة.