دينو بوتزاتي

تصف رواية «حبّ» (1963) للأديب الإيطالي دينو بوتزاتي (1906-1972) الصادرة بترجمتها العربية أخيراً عن «دار الساقي» (ترجمة رامي طويل) المشاعر الملتهبة لأنطونيو الخمسيني تجاه فتاة ليل شابة وجميلة تدعى لايد. لا يستطيع أنطونيو كبت الشغف الذي يشعر به تجاه هذه المرأة التي تسيطر على عقله ووجدانه معاً وتجعله هائماً ومجنوناً بحبّها. يبدو أنطونيو طوال الوقت مسحوراً بها، بينما هي تستغلّه وتسخر من عشقه لها، ولا تتورّع عن خداعه وخيانته. تنهار هذه العلاقة بعد سنتين مريرتين بسبب فارق العمر والطبقة الاجتماعية واختلاف المستوى الفكري بين هذا الثنائي. يدرك أنطونيو الذي عاش جحيم الحب ولوعة الغيرة والقلق المستمر أنَّ هذه العاطفة المشبوبة تجاه تلك الصبيّة الحسناء كانت وسيلته للهرب من فكرة الموت والنهاية المحتومة التي تنتظره، وفهم أنه قد يستطيع شراء شباب إحداهن للاستمتاع به ولكنّه لن يستطيع أبداً استعادة شبابه الذي انقضى.

وليد الرجيب


استوحى وليد الرجيب نصّه المسرحي الجديد «رقصة الموت» (دار الفارابي) من مسرحية «سالومي» (1893) للكاتب الإيرلندي أوسكار وايلد (1854-1900) التي تتحدّث عن الأميرة سالومي ابنة زوجة الملك هيرودس، التي أحبّت يوحنّا، فرفضها. والقصة من أوّلها أن هيرودس الملك كان قد قتل أخاه فيليبس وأخذ زوجته هيروديا، التي هي أمّ سالومي وتزوجها. لكنّ يوحنا المعمدان اعترض بشدة واعتبر هذا الزواج خطيئة كبرى وإثماً لا يُغتفر، لأن هيرودس هو شقيق زوجها فيليبس. سحرت سالومي التي تشبه فراشة مضيئة هيرودس عمّها وزوج أمها بجمالها الفتّان وبرقصها البديع. وفي أحد الأيام، طلب هيرودس منها أن ترقص له، فاشترطت عليه أن يأتيها برأس يوحنا كي ترقص، وكانت هذه نصيحة والدتها، التي أزعجها صوت يوحنا، وهو يدينها ويذكرها بخطيئتها وأرادت الانتقام منه، فوافق هيرودس وقطع رأس يوحنا المعمدان وقدّمه لسالومي مجذوذاً على طبقٍ من فضّة.

أحمد بن سعيد الأزكي


يسعى الفنان والباحث العُماني أحمد بن سعيد الأزكي في كتابه «النزعة الدرامية في المعلّقات العشر» (دار الآن ناشرون وموزعون) للكشف عن الصور الدرامية الكامنة في المعلقات، فيدرس درجة حضور الدراما في تلك القصائد الشهيرة وعناصر البناء الدرامي والمصادر التي استلهم منها شعراء المعلقات مشاهدهم الدرامية. يهدف الكاتب إلى تقديم صورةٍ جديدةٍ عن الشعر العربي القديم، والنظرِ إليه نظرةً فنية سينمائيةً وتلفزيونيةً، فيبحث في كيفية تقديم المعلقة رؤية بصرية للأحداث التي يعرضها الشاعر مع توظيف فكر المتلقّي وخياله. استخدم الأزكي منهجاً وصفياً تحليلياً لتحليل النصوص وسبر أغوارها وإماطة اللثام عن العناصر الدرامية من سرد وشخصيات وحبكة وحوار درامي. يتناول الفصل الأول مفهوم الدراما وعلاقتها بالفن والأدب، ويدرس الفصل الثاني القصص الدرامية والصور البصرية في المعلّقات. أما الفصل الثالث فيتناول الصراع الدرامي الداخلي والخارجي والدراما الظاهرة والمخبوءة في المعلقات والزمان والمكان وتقنية الاسترجاع التي استخدمها الشعراء ببراعة.

إسلام كمال


تحاول الباحثة والروائية الفلسطينية إسلام كمال في «الجنسانية في الهزيمة والانتصار» (منشورات المتوسط) الكشف عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمراة، سواء منها العلاقة الجنسية أو الاجتماعية وامتداد تلك الطبيعة بقواها السحرية الفاعلة نحو تجنيس العلاقات والأشياء. تبحث إسلام كمال في كيفية تحول مسار العلاقة الجنسية لتصبح علاقة حرب، علاقة منهزم ومنتصر، علاقة شتيمة ومشتوم، علاقة إهانة ومُهان. يطرح الكتاب أسئلة عديدة حول الوعي المجتمعي بتجنيساته المختلفة للغة والحضارة والاجتماع وأسباب تجنيس علاقة الإنسان بالعالم وبكل ما حوله. تحاول الكاتبة كذلك أن تجد العلاقة بين طبيعة العلاقة الجنسية وبين إحالاتها الثقافية واللغوية وتتطرق إلى بعض الدراسات المختصّة بالنسوية والخطاب الجنسي والتصورات الاجتماعية حول الجنس في المجتمع الفلسطيني.

مناف جاسب الخزاعي


يتتبّع كتاب «سيرة الدم والرصاص» (دار سطور ـ بغداد) للمؤلف العراقي مناف جاسب الخزاعي تاريخ الصراع بين حزب البعث العراقي والحزب الشيوعي العراقي في إطار سعيهما المحموم للوصول إلى السلطة بين عامي 1947 و1968. يقف كلّ من الحزبين على طرفي نقيض من الآخر، وقد انعكست ممارساتهما في ظهور حالة من النزاع والفوضى في الساحة السياسية العراقية، وقد أثّر ذلك سلباً في حياة المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. اختلفت حالة الصراع والتصادم بين الحزبين حسب ضرورات المرحلـة التي مرّ بها كل حـزب من قوة وضعف، فابتدأت من اختلافات في الـرؤى والمفاهيم والتوجهات، إلى تصادم الأفكار، ثم التصفيات السياسية في كثير من الأحيان. استمرت حالة الصراع عقوداً طويلة وصولاً إلى عام 1968، إذ تسلّم حزب البعث الاشتراكي السلطة فعلياً بعد قيامه بانقلاب عسكري أطاح حكمَ عبد الرحمن عارف، فقام بتصفية وتهميش جميع الاتجاهات والأحزاب السياسية العراقية.