النوافذ صنفان. صنف أصمّ، ويحجب .وصنف، يستوي الحجب فيه، والنّظر.النّوافذ في صباح رائق، غير النّوافذ، في ليل ماطر. والنّوافذ التي طوّحتْ بعاشق مدْنف أرضاً، غير النّوافذ التي ألقتْ بلصّ غانم، خارجا.
النّوافذ تفضّل استنطاقها. وتفضّل أكثر، استنطاق النّور، الذي تخلّلها. أسقط في أيدي الجّميع، تقول، فللنور لسان، ولقد أحاط بكلّ شيء .
النّوافذ مكر إلى أقصاه.

عادل سليم ــ «وجوه من رحلة التعب العراقي» (باستيل زيتي على الورق، 2022).

النّوافذ، حياة الخوف من خطر العراء وجرعة منه، إذ يطغى الحنين، فيها الشّفاء. النّوافذ فصل وثراء، برزخ بين طائرين. فطائر، مداه الفضاء الفسيح، وطائر، قد أفسح للفضاء مداه .فإنْ تراءى الفتى ضاحكاً، قلنا: اخترم الفضاء الطّائر الجميل.
النّوافذ أغصان رؤوسنا المدَلَّاة من فوّهاتها، ثمار. ثمار، هي أيضاً، أكفّ العابرين. وتلك مزارع الإسمنت، أغفتْ على وحشة أنحائها . منْ يقطف منْ، في مزارع الإسْمنت؟

* بغداد