أسيرُ بسنّارتي في الوجودِ وحيداً؛أنا متعبٌ مثل دربي، حزينٌ؛
معي تزحف الكائناتُ ببطءٍ
ولا باب يُفتحُ لي نحو ذاتيَ
إلا العدمْ
أقلّبُ دفترَ أحلاميَ الضائعات..
أأمكث في برهةٍ أسدلَ الليلُ فيها السؤالَ كثيفاً
فلا هو يُفرجُ عمّا يُخبّئُ صبحي

هنري روسو ـــ «الأدغال الاستوائيَّة» (زيت على قماش، 1909)

ولا الصبحُ يُغريه أن يتقمصَ سيزيفَ بعدُ؟
أراني على باب ثقبِ الوجود تُؤرجحني حيرتي..
أسافرُ في عدمين غريبين عني،
كأنّي مُكبّلةٌ بِيْ أنايَ العجوزُ
ولمّا تزُرها التجاعيدُ لمّا تزلْ كالصبايا
تُمسّدُ بَشْرتها بالعطورْ فهلّا أُوضّبُ
ما بعثرته السنون من العمر؟
ما قد تراكمَ من زبدٍ فوق أسطحِ أفكاريَ الغابراتْ؟
ما يتسرَّبُ من دهشتي وشتاتي؟ مِنَ الذكريات؟
أم أنيَ أُوثرُ ما سوف يأتي، فأمشي كأعمى..
يحاولُ أن يقتفي أثراً لم يحنْ بعدُ ميلادُه؟
وهذا ويَسحبُ من تحت أقداميَ الوقتُ..
ما ابيضّ من شَعر غرّتِه وأنا ما برحتُ مكاني
على بابِ ثقبِ الوجودِ أفتّشُ عنّيَ بين الأزقةِ
بين الضجيجِ وبين الوجوهِ الكئيبةِ والأقنعة
أنا يا صديقي - كما تدَّعي - وجودٌ..، نعمْ؛
ولكنْ، وجودٌ يكابدُ في مَعمَعه
فهل إنني مَن معي؟ أم أنيَ ذاك الذي سأكون معه؟

* أكرا – غانا/ لبنان