في ستينيات القرن الماضي، زمن العصر الذهبي للمثقفين في مصر، استطاع الروائي إبراهيم عبد المجيد (1946) أن يحجز لنفسه مكاناً بين الكبار. في شوارع القاهرة المزدحمة ومقاهيها العامرة، دائماً ما، كان يحمل نسيم الإسكندرية، كما يخلد سيرتها وحكاياتها في رواياته. خلال مسيرة إبداعية تجاوزت نصف قرن، تفاعل مع كل أشكال الرواية وأساليب الكتابة من الواقعية الكلاسيكية المباشرة والفانتازية والتجريب. رحلة امتدت على أكثر من 20 رواية، تعُد ثلاثية الإسكندرية أبرزها متضمّنة روايات: «لا أحد ينام في الإسكندرية»، و«طيور العنبر»، و«الإسكندرية في غيمه»، فضلاً عن روايات أخرى صارت من العلامات البارزة في مشواره: «في كل أسبوع يوم جمعة»، و«هنا القاهرة»، «ليلة العشق والدم»، و«البلدة الأخرى»، و«بيت الياسمين». كما صدرت كل أعماله القصصية أخيراً تحت عنوان «أشجار السراب» عن «دار الشروق». تُرجمت أعماله إلى لغات عدة منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية، كما تحوّل بعضها إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية. في عقده الثامن، يحافظ عبد المجيد على التواصل مع الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاشتباك معهم. قبل فترة، نشر ثلاثيته «الهروب من الذاكرة» مرةً واحدةً «خوفاً من الموت». رغم ظروف مرضه القاسية؛ يجيد الكتابة في مواجهة الموت. «كلمات» التقت الكاتب المصري في حديث عن الحياة والعمر والأدب...

أصبحت الجوائز تشغل حيزاً واهتماماً كبيريْن في الوسط الأدبي. ومع كثرتها، أصبحت جزءاً من لعبة التسويق في دور النشر. كيف تتابع وترصد تأثير هذه الحالة على الكاتب والواقع الثقافي بشكل عام؟
- مَن يولي الجوائز اهتمامه، سيكتب من أجلها ومن ثم ستكون الصنعة والقصد والاستهداف في الكتابة، وهذا يفسد أي كتابة. الأفضل أن لا يفكر فيها وستأتي وحدها فهي أرزاق. بعض الكتّاب تعطلهم الجوائز ويتوقفون عن الكتابة من فرط السعادة، لكن الأفضل هو أن تنظر إلى ما كتبت وتؤكد لنفسك أنّ الكتابة هي السبب، فتستمر في الكتابة وتحاول أن ترتقي أكثر بإبداعك ولا تعتبر ما كتبت نهاية العالم.

إبراهيم عبد المجيد: الحياة السياسية ضيقة ولم تعد كما كانت عليه من قبل


طوال أكثر من نصف قرن، كيف تطوّر مفهوم الكتابة لديك؟ وكيف استقبلت الأشكال الروائية الجديدة وتفاعلت معها؟
- منذ السنين الأولى، وبعد قراءات كثيرة جداً في تاريخ الأدب والمذاهب الأدبية، فإنّ مفهوم الكتابة يعني التجديد في بناء الرواية أو القصة. تجديد يأتي من مكان الأحداث وزمانها وأنواع الشخصيات ومن ثم لغاتها. بمعنى أنّ الرواية ليست مجرد حكاية. كما أنّي أرى أنّ العلاقة بين الرواية والفنون الأخرى شديدة الأهمية. فاللوحة التشكيلية تعلّمك كيف تختصر المعنى في أقل مساحة، وكيف تتعدد الألوان المُستخدمة ومن ثم في الرواية كيف تتعدّد لغات الشخصيات. الأمر نفسه في السينما وكيف تستفيد منها الرواية في تلخيص الصورة وهكذا.

ننتظر قريباً صدور طبعة تجمع أعمالك القصصية. بين تكثيف فن القصة والحكي المستفيض في الرواية، أيهما أقرب إليك؟
- الاثنان لهما المكانة نفسها في القلب. أخذتني الرواية أكثر منذ بداياتي لأسباب لا يعلمها إلا الله. لكن فرحتي بكتابة قصة قصيرة لا تقل أبداً عن فرحتي بكتابة رواية.

شخصيات رواياتك تولد دوماً من رحم الواقع، لكنك دائماً ما تضفي عليها بعداً فانتازياً مختلفاً. هل تخطط لأعمالك بشكل محكم أم تفاجئك الأحداث أثناء الكتابة؟
- لا أخطّط أبداً لأي عمل. تأخذني الرواية كحالة غائمة في الروح وتدفعني لكتابتها. خلال الكتابة، تتطوّر الرواية وتأخذ شكلها. شخصيات الرواية هي التي تمشي بي وتضع هي طريق أحداثها. أخيراً مع التقدم في العمر، صرت أكتب أحياناً ملاحظات في الصفحة الأولى أثناء الكتابة من نوع «لا تنس أن فلاناً أو فلانة في الرواية قصير أو طويل أو عيناه خضراوان». أفعل ذلك وأضحك. أحياناً أعطي الرواية لصديق من الشباب بعد أن تنتهي وقبل النشر ليتأكد من ذلك. أما الفانتازيا، فهي تطور طبيعي لحياتي صغيراً في حي كرموز في الإسكندرية وحكايات الغرباء المليئة بالعجائب والغرائب، فضلاً عن قراءتي في ما بعد لكتب كثيرة في الانثروبولوجيا وثقافات الشعوب البدائية و«ألف ليلة وليلة». وجدت فيها ملاذاً أجمل من السرد الواقعي منذ رواية «المسافات» التي بدأتها عام 1978 ونُشرت عام 1981، ومشت الفانتازيا معي.

في ثلاثية الإسكندرية، هل كانت لديك رؤية مسبقة لوصف ما حدث لمدينتك في مراحل مختلفة لتتحول من عروس المتوسط إلى أحد تجمعات المتطرفين الكبرى؟
- في الحقيقة لا . فقط حين انتهيت من كتابة رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية» انتبهت إلى أنّ هناك تحولاً كبيراً حدث للمدينة. ورغم أنّ لي روايات سابقة عن حالها المعاصر مثل «الصياد واليمام» و«ليلة العشق والدم» و«بيت الياسمين»، إلا أنّ السؤال عند انتهائي «من لا أحد ينام في الإسكندرية» كان كيف حدث حقاً هذا التحول من مدينة العالم إلى مدينة سلفية وهابية عشوائية، فبدأت في دراسة الأمر. أدركت أنهما نقطتا تحوّل. الأولى بعد ثورة يوليو 1952 وما جرى للجاليات الأجنبية بداية من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ثم تمصير، فتأميم الاقتصاد، وكيف صارت المدينة مصرية من دون الجاليات الأجنبية، فكتبت رواية «طيور العنبر». ثم هناك التحول الثاني مع سياسة أنور السادات في السبعينيات وكيف صارت المدينة سلفية وهابية، فلم تعد لا عالمية ولا مصرية، لذا كتبت رواية «الإسكندرية في غيمة».

المكان كان بطلاً في «ثلاثية الإسكندرية». أما في «الهروب من الذاكرة»، فكانت البطولة للزمن بشكل واضح. حدّثنا عن كواليس كتابة «الهروب من الذاكرة»؟
- كالعادة أنا لا أتب الرواية إلا حين تحملني إلى كتابتها مثل متابع لما يحدث حوله. السجن تجربة يمر بها كثيرون لأسباب سياسية وجنائية. أنا واحد من الذين عرفوا السجن عام 1985 حين كنا نعمل في السياسة في لجنة أقامها ذلك الوقت «حزب التجمع» كان اسمها «لجنة الدفاع عن الثقافة القومية». كانت لجنة جبهوية تضم كل الفئات من الحزب وخارجه. كنا ضد التطبيع وحضور إسرائيل معرض الكتاب الذي بدأ منذ عام 1980 وانتهى عام 1985 عام القبض عليّ وعلى أكثر من عشرين كاتباً. مع الحياة من حولي الآن وأخبار السجون خصوصاً لأسباب في الرأي، بدأت الرواية تشتعل في روحي. كنت أعاني من عدم القدرة على الحركة لأخطاء في التشخيص الطبي وعلاج خاطئ، فقررت أن أتفرغ للرواية منتظراً الموت. أنفقت فيها عاماً ونصف عام، وأنهيتها والحمد لله لم أمت. دائماً كنت أقرأ عن متلازمة استوكهولم حيث يعبد ويخضع المجني عليه لمن تسبّب في الأذى له، لكنّي رأيت حولي في الحياة الآلاف يخرجون من السجون وينتصرون في الحياة. جاءت الرواية محاولة للمساجين لبناء حياة جديدة رغم أن ذكريات السجن تطاردهم. كيف نجحوا رغم أن كل شيء حولهم يذكّرهم بالماضي. هذه هي الرواية.



ألم تشعر بمغامرة إصدار هذه الثلاثية مرة واحدة في هذا الحجم الكبير؟
- خشيت أن أموت لو نشرت جزءاً واحداً ويتم نشر الثاني بعد وفاتي وعليه عنوان «الرواية التي كتبها قبل أن يرحل»، فقررت أن تكون الأجزاء الثلاثة معاً. وبالمناسبة هي كلّها سبعمئة وخمسون صفحة، وهناك الآن من يكتب رواية من جزء واحد في سبعمئة صفحة وأكثر. لا توجد مغامرة.

في الثلاثية تقف في منطقة ما بين الذاكرة ومحاولة النسيان، لماذا بدأت كل رواية من الثلاثية بالجملة التي ارتبطت في أذهاننا بعالم نجيب محفوظ: «رأيت فيما يرى النائم»؟
- جميل أنك ذكّرتني بنجيب محفوظ. إنه يسكن القلب. لكن الجملة قديمة متداولة من قبل نجيب محفوظ في كثير من حكايات التراث والدين. هي جملة تسكن روحي، أو هكذا رأيتها فكتبتها، وهي علي أي حال لم تتكرر إلا ثلاث مرات، مرة مع أول كل جزء محاولة مني للتأكيد على الخيال أكثر من الواقع.

عملت في مناصب مختلفة في وزارة الثقافة وقطاع الثقافة الجماهيرية، لكنك أعلنت أكثر من مرة رغبتك في إلغاء وزارة الثقافة كجزء من الإصلاح، هل ترى الحل في ابتعاد الدولة لتحسين واقعنا الثقافي؟. وما بديل وزارة الثقافة؟
- مهما نشطت الوزارة، يحكمها روتين وقواعد بيروقراطية. إنها مثلاً لا تسعى للمكسب، وهذا رائع لكن ميزانيتها ضعيفة، فقليل من العمل الحُر قد يساعد. القوانين تعطّل قصور الثقافة عن التعاون المالي مع المجتمع الأهلي مباشرةً. ولو أعطوا قصور وبيوت الثقافة لفنانين بحق الانتفاع خمسين عاماً مثلاً، ليبقى الموظفون من دون تسريحهم، وتضمن لهم الدولة أجورهم، سيتم تحويلها إلى مراكز ثقافية نشطة، أو يتم إطلاق يد الوزارة في الاستعانة بالمجتمع الأهلي والتبرعات والإعلانات ليزداد الدخل الذي يزيد من النشاط. وفي كل الأحوال، لا بد من بقاء عناصر منها تابعة لـ «المجلس الأعلى للثقافة» في حالة إلغاء الوزارة مثل دار الكتب وجوائز الدولة بينما تكون الأوبرا تابعة لأكاديمية الفنون. على سبيل المثال، كتبت أكثر من مرة داعياً وزارة الثقافة إلى تخصيص مال يكفي لترجمة أعمال مصرية إلى لغة أخرى كما يحدث في بعض الدول العربية. لكنّ الوزارة بميزانيتها المحدودة لا تستطيع، وينبغي للدولة ما دامت الوزارة محدودة الموارد أن تلتفت إلى ذلك، ومطالبتي بإلغاء الوزارة لا تعني ألا يكون هناك دور للدولة لكن كما شرحت سابقاً كيف يكون دورها.

رغم الوفرة الكبيرة في الأعمال الروائية الآن، فإن اعتماد السينما والدراما على الرواية أصبح أقل أو معدوماً، ما سبب ذلك الانفصال في رأيك؟
- في ما مضى، كانت روايات الكتّاب كلها تقريباً تتحول إلى مسلسلات وأفلام. الآن، ليس هناك أكثر من فيلم أو مسلسلين مقتبسين عن أعمال لكتّاب، وأتحدّث عن أجيال كاملة منذ الستينيات حتى اليوم. مصر كانت يوماً ما هوليوود الشرق، تقدّم أكثر من ستين فيلماً في العام وخمسين مسلسلاً غير المسلسلات الإذاعية. اليوم، تقدّم مصر عشرين مسلسلاً في شهر رمضان وليس طول العام، ولا تصل إلى عشرين فيلماً في العام إلا قليلاً. من المؤكد أنّ هذا الأمر يعود في جانب منه إلى احتكار الإنتاج الدرامي، ومن ثم لا بد من التوسع وإطلاق يد المجتمع الأهلي في الإنتاج كما كان الأمر وتقليل ضغوط الرقابة. منذ نشأتها في العالم، قامت السينما على الرواية، حتى حين ظهرت موجة المخرج المؤلف في أوروبا وأميركا في ما بعد، لم ينتهِ اعتماد المخرجين الآخرين على الرواية وحتى الآن.

انضممت في السبعينيات إلى أحد التنظيمات الماركسية، وكذلك كان لكل المثقفين في تلك الفترة نشاط سياسي، لماذا غاب المثقفون عن السياسة الآن؟
- هذا أمر يحيّرني. كثيراً ما فكرت بأن أكتب عن الموضوع، ثم تراجعت لأن إيماني بحرية كل شخص كبير وأساسي. ربما يحدث هذا الابتعاد عن السياسة لضيق الحياة السياسية أكثر من أي وقت عرفناه. وربما لاكتفاء الكتاب بما يكتبون بديلاً عن أيّ نشاط، لكن المؤكد أن الحياة السياسية ضيقة وليست كما كانت من قبل.

رغم أنك تنتمي إلى جيل مختلف، فإنك تحرص على الاهتمام والتفاعل مع قرائك على وسائل التواصل الاجتماعي حتى إنك استلهمت فكرة رواية «في كل أسبوع يوم جمعة» منها، ما سر هذا الاهتمام؟ وكيف أثّر على رؤيتك كأديب وكاتب؟
- أنا مؤمن بأنّ العالم يمضي إلى الأمام، وعليّ أن أكون في قلب حركته. التفاعل مع القراء على مواقع التواصل، صار بديلاً عن الجلوس في المقهى. نجيب محفوظ مثلاً كان يتواصل مع الأجيال التالية له في المقهى. الفضاء الافتراضي صار مقهى هذا الزمن، هذا من ناحية. من ناحية أخرى، فالفضاء الافتراضي صار مكاناً يحوي كل أنواع البشر، ومن ثم لا يمكن تجاهله. كتابة رواية «في كل أسبوع يوم جمعة» التي نُشرت في عام 2009 كانت إجابة على سؤال شخصي. قلت لنفسي: لقد كتبت عن مدن وبلاد وصحارٍ، لكنّ الآن هناك مدناً في الفضاء، فجاءت الرواية. بعدها صار العالم الافتراضي رافداً لرواياتي وإن لم تُخصص له كالسابقة. هو رافد مهم ورئيسي في الحياة الآن، تنشغل به بعض شخوص الرواية فكيف يمكن تجاهله؟ المهم الصدق الفني، بمعنى متى يظهر هذا العالم الافتراضي ومتى يختفي ومن هي الشخصيات التي تستعين به.
الفانتازيا في أعمالي تطور طبيعي لحياتي صغيراً في حي كرموز في الإسكندرية وحكايات الغرباء المليئة بالعجائب


هل هناك قارئ ما تتخيّله أثناء الكتابة، وما مواصفاته؟
- استهداف قارئ ما يكون في الروايات البوليسية أو في رواية مكتوبة من البداية للفتيان أو الأطفال مثلاً . أنا أكتب الرواية الأدبية منصاعاً لشخوصها، ومشتبكاً معهم، ومهتماً بالصدق الفني في التعبير عنهم والبناء الفني المناسب لهم ولها. والحمد لله بعد نشر الرواية يتوافد إليها القراء من كل الأعمار.

لديك مبدأ وفلسفة في تقاضي أجر حتى لو كان ضئيلاً في أي عمل يتعلق بالكتابة، يمكن أن تشرح لنا فلسفتك في زمن أصبح فيه بعضهم يدفع أموالاً للنشر؟!
- منذ بدات الكتابة، لا أعتمد على العائد المادي لنشر الرواية أو القصة، رغم أن ما كان يُنشر من الرواية في كل طبعة، ثلاثة آلاف نسخة وليس كما هو الآن ألف نسخة مثلاً. اعتمدت على كتابة المقالات في الصحف العربية. وفي أيامنا، لم يكن الكتّاب بالمئات كما هم الآن، ولم نكن نتزاحم على النشر، فهو متوافر جداً، وكان طبيعياً أن نتقاضى أجرنا من الناشر. ربما لم أكن أتناقش في قيمة الأجر، لكنّ المهم أنّ هناك أجراً. زحام الكتاب الآن يجعل بعضهم، وخصوصاً حين يُنشر للمرة الأولى يسهم في مبلغ ما. بل إنّه حتى ظهرت دور نشر عربية تعلن أنها لا تدفع أجراً. وهناك كتاب لديهم القدرة المالية، يرون أن يدفعوا للناشر متصورين أن الشهرة تأتي من فن الرواية. صار الموضوع معقّداً جداً. لكني حتى الآن، لا أنشر طبعاً إلا نظير أجر كما فعلت في بداية حياتي.

بعد العمليات الجراحية الصعبة التي أجريتها، صرت أقرأ الأعمال الفكرية لأنّها تعيد تركيزي


أخيراً هل هناك كتب تعود إليها بشكل دائم؟
- ليس هناك كتاب محدد. أعيش أكثر على الذكريات مع بعض الكتب، لكن لا أقرأها من جديد. أقرأ الآن كتباً فكرية أكثر من الرواية لأنني بعد العمليات الجراحية الصعبة التي أجريتها، أصبحت كثير الشرود، والكتب الفكرية تعيد إليّ عقلي.

وماذا تقرأ الآن؟
- آخر ما قرأت مذكّرات الكاتب الكبير محمد سلماوي في جزءيها، وهي عمل متفرد وعظيم وكتبت عنهما، وكذلك انتهيت من كتاب جميل عن الفنانة الشهيرة مديحة كامل كتبه الشاب محمد السرساوي وسوف أشير إليه في كتاباتي قريباً.