روضة غنايم

يروي «حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت وناس» (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) للباحثة الفلسطينية روضة غنايم تاريخ مدينة حيفا عبر سرديات الناس. تتتبّع المؤلفة تاريخ خمسة أحياء في حيفا، هي: العتيقة، الكولونيّة الألمانية، عبّاس، وادي النسناس ووادي الصليب، من خلال روايات شخصية لأفراد سكنوا الأحياء الخمسة، يحكون تاريخ عائلاتهم وتفاصيل حياتهم اليومية وتجاربهم حينما تمكنوا من العودة إلى بيوتهم بعد انتهاء المعارك عام 1948، ليجدوها قد تعرّضت للغزو والنهب والتدمير. يكشف الكتاب الستار عما حصل في الماضي ويروي آثار النكبة المستمرة. يضم الكتاب صوراً من ألبومات الناس الشخصية تسمح بتعقب تاريخ المدينة وما شهدته من أحداث منذ نهاية الحُكم العثماني في بلاد الشام إلى أيامنا الحاضرة.

محمد كرد علي


بعد حوالي قرن على نشر «خِطَط الشام» للعالم اللغوي والأديب السوري محمد كرد علي، تُقدّم «دار تكوين» للقراء طبعة جديدة من الكتاب بعد مراجعته والنظر فيه. العمل مؤلف من ستة مجلدات وهو محصّلة زهاء ثلاثين سنة من البحث والتدقيق وموضوعه الرئيس خِطَط الشام الممتدّ من عرِيش مصر إلى الفُرات، ومن سفوح طُوروس إلى أقصى البادية، والخِطَط إنما يُراد بها حضارة بلاد الشام وعمرانها وتاريخها ومناحي ثقافتها كافة من مدنية واجتماعية وسياسية، من فترة ما قبل الإسلام حتى القرن العشرين. وصف محمد كرد علي بدقة عادات الشاميين في سوريا ولبنان، والأردن وفلسطين، وتناول تجزئة الشام بعد تهاوي الدولة العثمانية إثر الحرب العالمية وصولاً إلى تاريخ الصهيونية مؤكداً على عدم أحقية اليهود بأرض فلسطين التاريخية.

جون دوس باسوس


«الشرق يزخر بالقداسة والسعادة» هذه هي الرسالة التي أراد الروائي والفنان الأميركي جون دوس باسوس إيصالها في كتابه «قطار الشرق السريع» (1927) الصادر بترجمة عربية عن «منشورات الجمل» (ترجمة خالد الجبيلي). يُعدّ العمل واحداً من أهم كتب أدب الرحلات، ويروي جون دوس باسوس فيه مذكراته عن الرحلة التي قام بها عام 1922 عبر أوروبا الشرقية والشرق الأدنى والشرق الأوسط، مُركزاً على المشاهد الطبيعية والأصوات والروائح. تمتد رحلته من جورجيا إلى أرمينيا والمغرب، وإيران والعراق وسوريا، وقد اجتاز البادية السورية، ورأى آثار الحرب اليونانية التركية، وذهب إلى القوقاز، واستكشف بلاد فارس خلال فترة صعود رضا خان، ودَوّن تأسيس العراق الحديث على يد البريطانيين.

محمد المطرفي


في المساحة الفاصلة بين الخيال والواقع، يبني الروائي السعودي محمد المطرفي أحداث روايته «فنجان قهوة بصحبة جاك بريفير» الصادرة عن «دار أثر للنشر والتوزيع». يتناوب الكاتب وبطله على سرد قصة الأخير الذي تتداعى حياته وعلاقاته الأسرية والزوجية بفعل كابوس مريع يرى نفسه فيه يُجلد على يد مارد عملاق في سجن لا يعرف عنه شيئاً، ولا يدرك لأي سبب هو فيه. يطارد هذا الكابوس بطل الرواية، إلى أن يهيمن على تفكيره وتصرفاته التي تثير نفور الآخرين منه. لا يجد بطل الرواية سبيلاً للخلاص من كابوسه سوى تجنب النوم والهرب منه. لكن الوقت الذي يقضيه دون نوم، يجعل منه شخصاً انطوائياً عدوانياً شرساً يتداخل عنده الخيال بالواقع، والحلم باليقظة، بطريقة فوضوية لا يستطيع عندها التمييز بين هذه الثنائيات المتضادة التي تتقاذفه.

نادية رشاد


«أنا من عُتقاء جمال عبد الناصر. نعم أعتقني من مستقبل مظلم حين سمح لي ولأمثالي ممن يمرون بظروف مالية عسيرة أن يدخلوا الجامعات والمعاهد العليا، لا بشهادات فقر تحني رؤوسهم، بل بمجانية التعليم». هكذا تُبدي أحلام بطلة رواية «مسك الليل» (دار الشروق) للكاتبة والفنانة المصرية ناديا رشاد إعجابها الشديد بناصر وسياساته الاشتراكية. تنحاز الكاتبة إلى المرأة بقوة، فتُقدّم رواية سياسية واجتماعية متعددة الأصوات بنبرة سردية عذبة، تُعبّر فيها عن مشاعر خمس سيدات تجاوزن عمر الشباب حين يتزلزل عالمهن الصغير بفعل انطلاق ثورة 25 يناير. تحكي الرواية عن هؤلاء السيدات المختلفات في الهيئة والميول والانتماءات السياسية اللواتي يجتمعن في ركن هادئ في ناد اجتماعي تُزينه شجيرات مسك الليل ليحكين عن مشاعرهن الخاصة وآرائهن وكيف تغيرت حياة كل واحدة بعد الثورة.