كامل الشناوي

يطلعنا كتاب كامل الشناوي «اعترافات أبو نواس» الصادر بطبعة جديدة عن «وكالة الصحافة العربية»، على سيرة أحد أهم وأعظم شعراء العرب. أبو نواس، الشاعر، الساحر، العربيد.. كان عصره عصر العلم والمعرفة والحضارة، عصر الفتن، والانقلابات السياسية، والثورات الفكرية، فقد ولد عندما كانت دولة الأمويين في طريقها إلى الظل، وكانت دولة العباسيين تأخذ مكانها تحت الشمس. في عهد هذه الدولة، اتسعت اللغة العربية، لثقافة الصين، والهند، وفارس، والرومان، واليونان، وأبيحت حرية الفكر، وحرية التعبير، وحرية العقيدة، حرية الهدى والضلال، حرية التقوى والفجور.

ماهر الشريف


يتناول كتاب ماهر الشريف «مفهوم التحرر في منظار الثقافة النقدية الفلسطينية: (1948 – 1994» (مؤسسة الدراسات الفلسطينية) عيِنَة من المثقفات والمثقفين الفلسطينيين النقديين من مشارب متعددة، الذين أبدعوا في ميادين الفكر والتاريخ والأدب، وانتموا بصورة عامة إلى مشروع منظمة التحرير الفلسطينية، لكنهم اتخذوا، وخصوصاً بعد التوصل إلى اتفاق أوسلو، مواقف نقدية من قيادتها، ومن «عملية السلام» وتداعياتها. يرجع الشريف إلى كتاباتهم لكي يعرض، استناداً إليها، ملامح خطابهم النقدي، ومواقفهم من مفهوم التحرر ومضامينه وسبل بلوغه.

وليد حسن المدني


«الآن سيترك الحي كله، ولن يجلب لها مشكلات مع أحد من الجيران مرة أخرى، بعد ما سمعه من كلام أمه مع جارة لها صباح اليوم أنها ذاهبة إلى معارف زوجها في قرية بعيدة، ما بات يتذكر من اسمها، إلا أنه يحمل نفس اسمها «ياسين»، ولكن كلمات أمه إلى تلك الجارة ما زالت عالقة في ذهنه». «دير ياسين» (دار دارك) للروائي وليد حسن المدني تروي قصة ياسين الذي ترك بلدته صغيراً، وهو لا يعلم أيّ مصير في انتظاره. وجد في قرية دير ياسين الحب الصادق، و«ظن أنّ الحبّ يمكن أن يكون ثمرة للتعايش بين العرب واليهود»، لكنه لم يدرِ أنّ القرية ستكون شاهدة على أكبر إبادة جماعية ذات يوم أسود من نيسان 1948.

محمد الهرادي


«لم يكن يعلم حتى تلك اللحظة أن وجهه كان يشبه إلى حد التطابق وجه القيصر الروسي نيقولا الثاني قبل أن يُعدمه البلاشفة في سنوات الحرب. لهما الثقة الممتزجة بالشك نفسها، والاستسلام للمصير نفسه، لكن، بلا أمل يُرتجى، ولا يعلم أيضاً أن لقب صاحب السمو أصبح مُستحِقاً له عن جدارة». تستوحي رواية «معزوفة الأرنب» (منشورات المتوسط) للكاتب محمد الهرادي مشاهِد الطفولة المُلتحمة بتاريخ المغرب قبَيْل الاستقلال ثم بعده. يعاني البطل إدريس، الموظف في مكتب أرشيف المغرب، من اضطراب يجعله يتوهم أنه أمير روسي، فتزداد حدة هلوساته وتختلط الأحداث في عقله، فيبدو وكأنه يعيش بين عالمين متوازيين: الأول داخل مكتبه وكموظف بسيط، والثاني كأمير روسي متعطش للسلطة.

فرجينيا وولف


تتبّع رواية فرجينيا وولف «السنين» (1937) الصادرة بترجمتها العربية (دار نينوى ـ ترجمة عهد صبيحة) تاريخ عائلة «بارغيتر» الإنكليزية المرموقة من ثمانينيات القرن التاسع عشر إلى «الحاضر» في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين حيث يتغير كل شي بدءاً من الظروف الاقتصادية والاجتماعية وصولاً إلى القيم الروحية والأخلاقية. رواية متعددة الأصوات تستدعي فيها الكاتبة العديد من الشخصيات لرسم الصورة الانطباعية لهذه العائلة البرجوازية التي تعيش في لندن. يُعدُّ مرور الوقت الثيمة الرئيسة في الرواية، لِذا تعمد الكاتبة إلى ذِكر تفاصيل بسيطة، غالباً ما تكون ذات خصوصيَّة للَّحظات مهمة في حياة الشخصيَّات. مع ذلك، تبتعد عن نموذج تيَّار الوعي، الَّذي تشتهر به، وتتحرَّك بأسلوب أقرب إلى الرواية التقليديَّة.

كارلو شيبولا


يعتبر كارلو شيبولا في «الغباء البشري» (2012) الصادر بترجمته العربية «دار الساقي» (ترجمة عماد شيحة) أن الغباء هو من أكبر المخاطر الوجودية على الجنس البشري وأنّ الجميع يقلّلون من تأثيره. يحاول المؤرخ عبر ما سمّاه «القوانين الأساسية لغباء الإنسان»، اكتشاف ومعرفة، أو ربما تحييد، واحدة من أشدّ القوى المظلمة التي تعيق نمو رفاهية الإنسان وسعادته. يُبيّن شيبولا أن الأغبياء يتشاركون عدداً من السِمات، فهم كثيرون، وغير عقلانيين، ويوقعون الآخرين في مشكلات تُنغّص حياتهم بدون أن يستفيدوا شيئاً واضحاً، ما يقلّل سعادة المجتمع بكامله. كما يعتبر أنّ لا دفاعات وتحصينات ضد الغباء. لذا؛ فالطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها المجتمع أن يتفادى السقوط تحت وطأة هذه القوة هي: بذل الأشخاص غير الأغبياء مزيداً من الجهد لتعويض الخسائر التي يسببها إخوتهم الأغبياء.