
بمن جملة ما أضافه إليوت إلى المشهد الشعري، بهذه المطولة، تَفَرّد أسلوبيّ تمثل في الاستناد إلى سارد يتغيّر بين مقطع وآخر، ما كان يحتّم تغيير الزَّمكان أيضاً. أمر دفع نقاداً عديدين إلى اعتبار «الأرض اليباب» ملحمةً حديثةً، بل ملحمةَ الأنغلوساكسون الحديثةَ، التي دفعت سان- جون برس إلى كتابة ملحمة الفرنسيين الحديثة: Anabase (1924).
صارت مطولةُ إليوت من كلاسيكيات الناطقين بالإنكليزية، وبعضُ عباراتها مثلاً سائراً: «آذَارُ أَقْسَى الشّهور» وهي في الأصل اقتباس من «حكايات كانتربري» لجيفري تشوسر، أو «سَأُرِيكَ الخوف في كمشة غبار»... أو «شَانْتِيهْ شَانْتِيهْ شَانْتِيهْ» وهي كلمة سنسكريتية تعني: «سَلَامٌ» وبها يختم إليوت القصيدة تكراراً، كأنه يبحث، مع معاصريه، عن سلام يتجاوز كلَّ إدراك.
منذ البداية، لاقت القصيدة استحسان أهم معاصري إليوت من كُتَّاب، وشعراء خصوصاً، من بينهم: باوند، أودن، همنغواي، وليم كارلوس وليمز، جويس (رأى نقّاد كثيرون أنّ إليوت سار في الشعر على خطى ما فعله صاحب «عوليس» في النثر؛ بل إنّ هناك من يعزو الهيكل السردي للقصيدة إلى تأثيرات حكواتي دبلن الأول). ومن بين الترجمات العربية، فضلنا الاستناد إلى العنوان الأحدث من بينها، الذي ترجمه عبد الواحد لؤلؤة. علماً أنّ المطولة نفسها ترجمها في الماضي كلّ من لويس عوض، ويوسف الخال بالاشتراك مع أدونيس، وتوفيق صايغ، من بين آخرين.