تجمّع الباحثات اللبنانيّات

«طفلات عربيات في أتون الحروب والنزاعات» هو عنوان الكتاب الـ 18 الصادر عن «تجمّع الباحثات اللبنانيّات»، وتولّت هيئة تحريره رفيف رضا صيداوي، فادية حطيط، لميا مغنيّة ونهوند القادري عيسى. ينقسم الكتاب إلى أربعة محاور، تناول الأول تمثّلات الطفلات في الحروب من خلال ما كُتب أو رُوي عنهنّ. وفيما استمع المحور الثاني إلى تجارب الطفلات أنفسهنّ، بحث المحور الثالث في تداعيات هذه الحروب على الطفلات، ليختم المحور الرابع بشهادات خاصة لم تخلُ من ندوب عالقة منذ الطفولة. يندرج هذا الإصدار ضمن مشروعٍ أوسعَ يعمل عليه التجمُّع منذ سنواتٍ بعنوانِ «النِّساءُ في الحروبِ والنِّزاعاتِ المسلَّحة»، وهو يأتي في محاولة «للحؤول دون مصادرة ذاكرة الأنوثة ودفعها إلى القطيعة العدميّة أو إلى الغلو في النسيان».

سِث أنزيسكا


منذ أكثر من أربعين سنة، عقدت إسرائيل معاهدة سلام مع مصر، يُنظر إليها كانتصار للديبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط. لكن بقي الفلسطينيون بلا دولة. إن كيفية استمرار حالة انعدام الدولة للفلسطينيين والسبب الكامن وراءه هما جوهر أسئلة كتاب سيث أنزيسكا «قطع الطريق على فلسطين: تاريخ سياسي، من كامب ديفيد إلى أوسلو» (2018). الكتاب الذي صدرت ترجمته العربية أخيراً عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» (ترجمة داود تلحمي) يستكشف الإرث المعقد للاتفاقية التي توسّط فيها الرئيس جيمي كارتر. يستند الكتاب إلى مصادر دولية رُفعت عنها السرية حديثاً، ومن خلال الجمع بين التحليل السياسي المخضرم، والبحث الأصلي الموسع، ومقابلات مع ديبلوماسيين وقدامى المحاربين العسكريين، والقادة الشعبيين.

هنري فالك


لعل الحياة الممتعة لبارماسيف، حاكم الغابون، قُدّر لها أن تُصاب بتعكّر مفاجئ مع بروز المرض الغريب، حين لاحظ أنّ الحيوانات والنباتات تفقد جلودها، والبشر يفقدون شعر رؤوسهم وذقونهم. مرض اتخذ صفة الوباء بدأ انتشاره في بلدان أفريقيا الإستوائيّة، ثم ما لبث أن انتقل نحو أوروبا وأميركا! يجرّب الكاتب والصحافي الفرنسي هنري فالك في روايته القصيرة «عصر الرصاص» (1919) الصادرة عن «دار فواصل» (اللاذقيّة ـ ترجمة الشاعر اللبنانيّ بهاء إيعالي) أن يُجري إسقاطاً متخيّلاً للوباء، وسيرته في هذا العالم. بنبرة ساخرة وأسلوب يذكر بالكوميديا السوداء، يُصور فالك كيف يمكن لوباء طارئ أن يُحكم قبضته على العالم، وفي خط مواز يعرض كيفية سيطرة رجال الأعمال والمال على العالم عبر دخولهم سوق الوقاية والعلاج من المرض.

نور الهدى صالح


من طرابلس إلى بيروت إلى الجنوب فرام الله وغزة، تُقدم الكاتبة اللبنانية نور الهدى صالح مجموعتها القصصية «زهر السّفرجل» (دار الفارابي)، فتروي لنا حكايات عن الموت والصمت والأشياء المؤلمة التي تصبح عادية مع الوقت. تسع قصص تُشكل باكورة أعمال الكاتبة، تبدأ بقصة عن بنادق الجنود الفرنسيين إبان الانتداب الفرنسي للبنان، وتنتهي بحكاية غزة وحصارها. لفلسطين حصة كبيرة في الكتاب، إذ تروي لنا الكاتبة الشابة حكاية من رام الله عن خلود ووائل اللذين دخلت بينهما مايا اليهودية لتصبح خيانة وائل لخلود، أمام نفسه، خيانة لفلسطين. تخبرنا أيضاً حكاية «ولدي الذي لم يعد من فلسطين»عن أم عيسى وهي امرأة من قرية لبنانية حدودية مع فلسطين، اضطرت في ثمانينيات القرن الماضي لأن تلد طفلها الأول في مستشفى في صفد ليختفي في اليوم الأول لولادته وتعود الأم وزوجها تحت التهديد إلى لبنان من دون الطفل.

أوادي حافظ


«حين يخرج جعفر ليسير في الطرقات القديمة، يتفرّس نساء الجزر بابتساماتهن وإشاراتهن ونظراتهن التي تعكس بهجتهن برجالهن الذين يكابدون مشاقّ الحياة ليصيروا ذوي شأن ومكانة. تلتقي عيناه بعيني جارته مونامينة عَرَضاً، فيغشاه عطرها الفوّاح ونظراتها اللامعة، وضحكتها الصافية تدعوه إلى جنتها دون كلمة منها». رواية «وجوه القمر الأربعة» (دار صفصافة) للكاتب أوادي حافظ، شديدة الخصوصية، كتبت بقلم محب لبلاده لدرجة العشق، يرصد فيها تقاليد مغرقة في المحلية بكل دقة، سارداً تفاصيل لا نعلم عنها شيئاً. جزر القمر، في قلب المحيط الهندي، تغطيها المسطحات الإستوائيّة من أشجار مثمرة ونباتات نادرة فواحة، وقمريون يغمسون أقدامهم في مياه المحيط. نعيش مع أبطال الرواية رحلتهم ونرى قواعد الزواج الكبير، والأجداد والآباء والأحفاد، في مجتمعهم المعجون بحب البلاد بكل ما تحويه.

عبدالإله بن عرفة


يسعى الكاتب والباحث المغربي عبدالإله بن عرفة في مشروعه السردي العرفاني إلى التأسيس لما سماه «أدباً جديداً» ذا مرجعية قرآنية، يتكئ على مفهوم مختلف للأدب وغاياته المعرفية التي يرى أن من أهمها إنتاج أدب يحقق تحولاً في وجدان القارئ ومعرفته وسلوكه. تطرح روايته «أختام المدينة الفاضلة» (دار الآداب) قضية ختمية المراتب التي انشغلت بها الأديان والفلسفات منذ فجر التاريخ إلى اليوم، مع أربعة من نماذج الأختام، وهم الترمذي «الحكيم»، والفارابي «الفيلسوف»، والمعري «الأديب»، والمتنبي «الشاعر». يلتقي هؤلاء الأختام في مجلس تخييلي في المدينة الفاضلة منذ زمن يمتد من أفلاطون إلى عصرنا هذا، ليناقشوا هذه القضية الكبرى، وكل واحد منهم يستدعي شهوداً من الإنس والجن، لتأييد موقفه ويزعم بأحقيّته في رئاسة هذه المدينة الفاضلة إلى أن يظهر لهم ختم الأختام «ابن العربي» ليحكم بينهم ويكشف لهم عن حقيقة هذه المدينة.