أصواتتعلّمت ثلاث كلمات بالنرويجية
Ansikt
Hus
Mor
وجه،
منزل،
أم.
من هذه الكلمات فقط يكون الشعر.
■ ■ ■

امرأة منتبهة، خائفة لأنها منتبهة، حذرة لأنها منتبهة وخائفة، لا تفرح إلا بخوف. تقول إنّها غيرت العتبة (لفك النحس)، لكنها لا تزال خائفة. هذه المرأة تذكرني بامرأة أخرى لها علاقة بالمرأة 3.

امرأة 2
أريد جمهوراً عريضاً وأبدأ جولتي،
مُستَمعين اثنين على الأقل وأبدأ جولتي،
مستمعاً واحداً فقط وأبدأ جولتي.
تعود إلى البيت، تكتب في يومياتها:
«في طفولتي سألتني عجوز تلبس إيشارباً ملوناً عن اسمي قلت: لينا.
لا لا روحك ما اسمها. لم أعرف.
الآن فهمت.
تنام..

امرأة 3
أنا فارغة، وهذه ليست حالة طارئة عليّ، كما أنها ليست حالة مستمرة، أختبر هذا الفراغ في عز لحظاتي الممتلئة تقريباً، وأمتلئ فجأة في حين أكون منذ لحظات فارغة. سنة تجرّ سنة، والسنوات تجرّني وأجرّ معي هذا الشعور بالفراغ. أحياناً أشك أنني مجوفة من الداخل، لا أقصد التصوّر الكليشيه عن الشعور بالفراغ، لا، أقصد أنّ داخلي بلا أحشاء فعلاً. فراغ، فراغ فقط. آه.. أنا الآن أفرغ أكثر وأكثر..

امرأة 4
رُدني،
رُدني،
(رُدني إلى صورتي القديمة في مرآتي)
وتغني:
«بيت في ميسولا
بيت في تروكي
بيت في أوبيلوس
ولا بيت لي.
بيت في ميدورا القديمة
بيت في واندرني
بيت في أوغالالا
وأنا لن أصل إلى البيت أبداً»
■ ■ ■

أحد ما يقول أنا حزين. لفظة حزين حين أسمعها لا تجعلني حزيناً. أحد آخر يقول أنه يشعر بالخوف، لفظة خوف تجعلني خائفاً (حتى لو لم أمتلك أسباباً حيّة للخوف).
■ ■ ■

يحدث أن أُعجب بلفظة ما، أُعجب بأحرف اللفظة نفسها. إيقاعها، وجرسها ووقعها عليّ حين ألفظها، أو أسمعها. وتجاور أحرفها، ورسمها حين أراها مكتوبة. هذا الإعجاب اللغوي البحت ليس غريباً، الغريب أن تُترجم اللفظة نفسها كشعور عندي، كمتلقي مُحب لهذه اللفظة. يعني، أحب كثيراً لفظة وحشة، أحب كيف أنها تضم وحشاً بين حروفها الأولى ثم كيف يُربط هذا الوحش بتاء. أحب صوت الواو، الذي يخرج من شفتي دون أن أطبقها. والحاء وهو يخرج من وسط الحلق، والشين وهو خارجٌ من وسط لساني. أسمع لفظة وحشة من هنا، وأشعر بالوحشة من هنا... ( أنا الآن أشعر بالوحشة).
■ ■ ■

كلمة مُر، أيضاً، لها وقعٌ خفيف وحازم على أذني، أحبه، ما إن أسمعها أو ألفظها/ أكتبها، حتى يتمرمر حلقي، ويصبح للأشياء كلّها طعم مر.
■ ■ ■

مرة نطق شخص ما كلمة «طرطور» أمامي، أُعجبت باللفظة. تكرار الطاء والراء، والواو بينهما كاستراحة.
لها إيقاع مضحك، ولذيذ. كرّرتها أكثر من مرة مع نفسي: طرطور طرطور. شعرت أنني نكرة وغير مهم. طرطور.
■ ■ ■

أحب لفظة البيت، أحب أن أكتبها وأحكيها وأسمعها وأسمع الآخرين ينطقونها، لأشعر أنني دائماً في البيت.
■ ■ ■

ملاحظة: لفظة خفيف تجعلني أشعر بالخفّة. لفظة ثقيل تجعلني أشعر بالثقل. (مرات أكرر لفظة أحبها، طمعاً بشعورها، لكن الأمر لا يعمل هكذا. أبداً لا يعمل هكذا).

* غزة/ أوسلو