آلان باديو

«كلّ فلسفة، وإن كانت مدعومة بمعارف علميّة معقّدة، وبآثار فنّية مجدِّدة، بسياسات ثوريّة، وبحالات حبّ كثيفة، إنّما هي ميتافيزيقا للسعادة، وإلاّ فهي لا تستحقّ أيّة لحظة عناء». هكذا يعلن آلان باديو (1937) في كتابه «ميتافيزيقا السعادة الحقيقية» (2015) الذي انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية (دار صفحة سبعة ـــ ترجمة محمد كراي العويشاوي) انتماءه إلى تقليد فلسفي عريق في استشكال مسألة السعادة بوصفها السؤال الجوهريّ لكل فلسفة حقيقيّة. يبحث الكتاب في فكرة السعادة على ضوء النُّظُم الليبرالية الحديثة، التي يقول باديو إنّها حوّلت سعادة الناس إلى سلعة تُباع وتُشرى، مميّزاً بين نوعَين منها: الأول، سعادة وهمية يعِد بها النظام الليبرالي، تقتصر على الاستهلاك؛ وسعادة حقيقية تُجسّد إرادة الإنسان، وتتحقّق خارج شروط العالم الليبرالي.

شطبي ميخائيل


«سمعت صوت تنفّسها الثقيل في الظلام، كتنفّس حيوانات المراعي، ثم بدأت تدندن بأغنيتها. أستمع إلى صوتها الخفيض المتهافت، وإلى وسوسة أساورها الرخيصة، ورنين خلاخيلها. انتظرت أن ينتهي هذا كله. إنها توقّفت في صمت الزمن الغافي، صخب الفطرة الأولى، صهيل الجياد البرية، تفجّر الينابيع الخفية، لكنه الموت الذي يكبل صحراوات الليل، الصمت الذي يبتلع كل صوت». تدور أحداث رواية «دروب خفية» (الهيئة المصرية العامة للكتاب) للكاتب المصري شطبي ميخائيل في مجتمع صحراوي معزول يضم بعضاً من الزنوج. إنهم بقايا الأفارقة الذين اختطفهم تجار العبيد، وانتهوا إلى الحياة في الصحراء، وعاشوا في عزلتهم الصحراوية، محملين بأحراشهم وأساطيرهم وهواجسهم القديمة.

راينر ماريا ريلكِه


«دائماً ما تكون الأعمال الفنية العظيمة نتيجة لمجازفة خطرة، لتجربة عاشها الفنان واستمر بها إلى نهاية المطاف، حيث لا يمكن لأحد الذهاب أبعد من ذلك». هكذا وصف الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكِه (1875 ـ 1926) لوحات الفنان الفرنسي بول سيزان في كتابه «رسائل عن سيزان» الذي صدرت حديثاً النسخة العربية منه عن منشورات «خطوط وظلال» الأردنية (ترجمة حسّان بورقية، ومحمد الناجي). يضمّ العمل، وفقًا للناشر، الرسائل والشذرات التي بعث بها ريلكِه، من باريس، إلى زوجته، النحّاتة كارلا ويستهوف، بين صيف وخريف عام 1907، إبّان إقامة المعرض الاستعدادي الأوّل لسيزان. وتقوم هذه النصوص على وصف وتحليلاتٍ لأسلوب سيزان ورؤيته الفنية حيث كان ريلكه معجباً بشدّة بأعماله، كما يضمّنها فلسفته الخاصّة حول الفن والطاقة الشعرية الكامنة في الأشياء.

عادل خزام


في كتابه الجديد «كتاب الحب» (منشورات المتوسط)، يفرد الشاعر عادل خزام أسطراً عديدة عن الحبّ بتأمل عميق وخيال شعري، لتُضيء 25 فصلاً تتخلّلها رسومات ومخططات للفنانة الإماراتية فاطمة جمعة. بواسطة لغة شعرية خاصة، يُخلخل عادل خزام المفاهيم الاجتماعية والفلسفية المتداولة عن الحبّ ليخلق عالمه الخاص من داخل لغة تسعى إلى إزاحة الأقنعة التي تُخفي ما يرغب العالم في إخفائه. يتّخذ الشاعر من الحب معبراً منه وإليه، ويهدي كتابه لكلّ من أحبهم ولِكلّ من مرَّ في طريقه. يتميز الكتاب بصور شعرية مبتكرة تعكس قِيم الجمال بأسلوب خفيف وشفاف.

جان - باتيست تافرنييه


يسرد كتاب «فرنسي في بلاد الرافدين» الصادر بترجمته العربية عن «دار ألكا» (ترجمة كوركيس عواد وبشير فرنسيس) تفاصيل رحلة تاجر المجوهرات والرحالة الفرنسي جان باتيست تافرنييه  (1605-1689) إلى العراق في القرن السابع عشر. يضم الكتاب لمحات مهمة عن الطرق التي تصل بين سوريا وبلاد فارس مروراً بالعراق، والكثير من المعلومات عن الحياة الاجتماعية والأحداث السياسية في تلك الحقبة، كالصراع بين الفُرس والعثمانيين، واستيلاء الأتراك على بغداد، فضلاً عن الكثير من الأمور الخاصة بأحوال السكان والأديان في المشرق. الكتاب مجتزأ من ست رحلات للرحالة الفرنسي الذي قضى أربعين عاماً من حياته في التنقل والسفر. ولهذا السبب، يضم أوصافاً لبعض مدن سوريا وإيران خلال رحلة المؤلف من حلب إلى أصفهان آثَرَ المترجمان إضافتها لكي لا يبدو الجزء الخاص بالعراق من الرحلة مبتوراً ومنقوصاً.

ماريا فاوسيه


يراجع كتاب «هكذا تكلّمَت سيمون دو بوفوار» للكاتبة الهولندية ماريا فاوسيه (1955)، الصادر عن دار «هنّ» في القاهرة، بترجمة عربية أنجزتها المترجِمة السورية رحاب منى شاكر، سيرة سيمون دو بوفوار، رائدة الفكر النسوي في القرن العشرين وكتابها الأشهر «الجنس الآخر» (1949) الذي تطرّقت فيه إلى طبيعة العلاقة بين الجنسين وحلّلت تاريخ اضطهاد المرأة التي عاشت طويلاً في ظل السلطة الأبوية وناقشت سؤالين مركزيّين: كيف وصل الحال بالمرأة إلى ما هي عليه اليوم بأن تكون «الآخر»؟ ولماذا لم تتعاون النساء وتعمل جنباً إلى جنب لمواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن، متتبّعة الأسباب المانعة لذلك ومحاوِلةً دفع المرأة إلى الحصول على حريّتها المسلوبة في المجتمع الذكوري الذي تعيش فيه.