حلمت بأنطوني الليلة. أنطوني رجل تعرّفت عليه في اليونان قبل سنوات. كان في الستين من عمره، يعمل في دهان البيوت ويحب الرسم وشرب الكحول.أخبرني عن زوجته التي طلّقته حين ثمل مرة وشرع يسكب الطلاء الأخضر على أرضية البيت، رسم حينها وروداً وعصافير على الجدران، وبلّل فراش السرير بالماء حتى طفح، ثم جلس وسط حديقته يتلو أشعاراً لبريفييرا.
أخبرني أنه مصاب بسرطان الرئة.

رُوثْكُو ــــ «أَحمَر على زَهْرِيّ» (زيت على لوح خشب، 1968).

— سأموت أخيراً. هكذا قال لي بابتسامة حقيقية.
سألته عن أمنية ما قبل الموت، فأجابني أنه يودّ لو يقبّل زوجته ثانية ويعتذر منها، فقد رسم تلك الليلة الكثير من الورود الصفراء دون أن ينتبه أنها تفضّل الحمراء.
أظن أن أنطوني قد مات منذ سنوات وأحدهم فوق ذكره بتلك العابرة التي سألها عن اسمها، فأجابته بابتسامة عريضة: اسمي ريتا.
وصدقني أنطوني.
* برشلونة/ لبنان