أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى العاشرة لرحيل عصام محفوظ (1939 ــ 2006) الشاعر والمسرحي اللبناني الذي ولد في مرجعيون، وعاش العصر الذهبي لبيروت الستينات، تستعيده المدينة في لقاء بعنوان «عصام محفوظ بين لغة الشعر ولغة المسرح»، ينظمه برنامج «أنيس المقدسي للآداب»، بالتعاون مع «الجامعة الأميركية في بيروت»، و«مركز التراث اللبناني»، و«الجامعة اللبنانية الأميركية»، و«مسرح المدينة». ويشارك فيه الشعراء والكتّاب والفنانون: هنري زغيب، عبده وازن، عبيدو باشا، جهاد الأطرش، نضال الأشقر ورفيق علي أحمد. ستشهد الأمسية قراءات في تجربته المتشعبة في الشعر والمسرح والفكر، بدايةً من حضوره المبكر في مجلة «شعر»، ودواوينه «أشياء ميتة» (1959)، و«أعشاب الصيف» (1961)، و«السيف وبرج العذراء» (1963)، ثم توقفه عن الشعر، واستغراقه في المسرح بعدما أعلن «أن الشعراء الحقيقيين هم الشهداء»، وكتب مسرحيته «الزنزلخت» التي شكلت مفترقاً في الكتابة المسرحية، فجوبهت بالرفض لهذا السبب من مخرجين عدة، إلى أن تولى هذه المهمة برج فازليان عام 1968. وحين كتب «بيان مسرحي رقم واحد» بعد النكسة، اعتُبر مانيفستو للمسرح اللبناني الحديث، قبل أن تتوالى نصوصه الأخرى «كارت بلانش» و«الديكتاتور» وغيرها.إلى جانب الشعر والمسرح، انشغل محفوظ في سنواته الأخيرة بإنجاز مؤلفات في التراث والتنوير والفكر الصوفي، فأصدر: «حوار مع متمردي التراث» (2000)، و«مع الشيخ الأكبر ابن عربي» (2003)، و«حوار مع الملحدين في التراث» (2004). ولكن ذلك كله ترافق في النهاية مع خيط من الألم والجحود بعدما أُبعد عن مهنته المفضلة في الصحافة، وعاش أيامه الأخيرة يراقب المدينة التي شهد تحولاتها، وساهم بحصته في هذه التحولات، قبل أن يخطفه المرض والموت.
* عصام محفوظ بين لغة الشعر ولغة المسرح: 6 مساء الثالث من شباط (فبراير) ــ «قاعة بطحيش» (الويست هول ـ بيروت)