1- أصابعنا دلتا
فوقنا سحَاب، تحتنا سحاب
وهل يفنى ريشُ كوكبنا، ما هو
حقٌ لنا وحقّ علينا،
عِهنٌ دوار وصفيح ساخن؟

إن عشقتَ العسل
كن نحلةً لا دبّاً ولا ذبابة،
والسحابُ الفوقَ أشياء

لا اسمَ لها وإن سمّيناها: وجهُ الله
بيتُ هارون الرشيد
حدائقُ أوليمبس المعمّدة
أخطبوطٌ ينفثُ حبره
رأساً لوعل محنّط
كان رشيقاً على حواف الجبال، ولكن ماذا
عن السحاب التحت
نسيجُ الذّرات الملتهب، أيزول بعد ألف سنة
كمن كان بحيرةً وصار هجرة
في خاصرة الإعصار عبر المحيط؟

تفاحةٌ عليا وتفاحة سفلى
لم تعد الأشجار تموت واقفة
ولم تبقَ بعد موبي دك
حيتان تبلعنا
لتلفظَ أحلامنا في الفردوس

2- بين العُقاب وبيني

هو يبصرُ هيئة الاحتضار وأنا كذلك
يصنعُ من الموت وليمةً وأنا كذلك
لا يأكلُ موتاه
إلاّ في المجاعات
ويعشقُ النباتيّين لحماً وأنا كذلك
له وجهٌ مقنّع
لا شعرَ لرأسي ولا ريش لرأسه
وفي مصر له معبدٌ
ولي في مصر معبد
وله حموضةٌ في المعدة
وغلايةٌ في تيارات السماء
ولجنةٌ على الأرض في كلّ عزاء
لكنه أخرس
بلا حبالَ تشدّ الهواء أو ترخيه

نغويين ذا هانغ ــــ «غيم في غيم 1» (ورنيش على كانفاس ــــ 88.9 × 157.5 سنتم ـــــ 2017»
3- حيث ليس للتأمل
أنا أقربُ المقرّبين إلى عمري
وصديق حياتي
اليدُ التي تخرج من الحجر
لتغرسَ رسغها في الرّيح يدي،
اليمنى التي تحتضنُ كوبَ القهوة الساخن
في بخار الشتاء، اليسرى التي تقلّب الصفحات
واليدان حين يشتدُّ الضحك
ويدقُّ كعبيَ الأرض
لأنصب خيمة حضوري
قبل أن أغادر البهجة إلى السكون
حيث ليس للتأمل
بسمةٌ ولا عبسةٌ
أتفكّك نحو الحقيقة
كالنور لا كتلة لي
هيئتي الأشياءُ التي بها أرتطم


4- الحياة أكبر
عثرنا على التكاثر والعكسُ صحيح
هل نحن سرطان الأرض؟
تتراجع المذيعة عن سؤالها
لكنّ الأرض ستبقى بعدنا
نحن جرثومة تكبح نفسها
تُنهك الأرض قليلاً، تُصفرنها
تخطف لونها، تهديها حمّى
وقد يكون هناك قيءٌ وسوائل أخرى،
لكنّنا من ذوات الفصل الأخير
عشقاً بالضجر أو التّصفير
وتبقى الأرض ليس عليها
حرجٌ أن تستمر بلانا...
ليس ضرورياً أن نبكي ما نُعدي
مصرّين أن خاتمتنا نحن العابرون
خاتمتُه، أنّنا قتلةٌ كبار
بحجمِ كوكب. لسنا الكوكب
وقد نسدلُ الستار
سويةً إذا ما انتهى الكون
أو طاش النيزكْ ونعلم أن يوم القيامة
إذا أتى لا قيامة فيه،
أن النهايات نشوةُ
الحبِ الذي لا يذر...
نحن أصغر من الحياة، تكبرنا الحياة
الحياةُ أكبر

* فلسطين/ الولايات المتحدة