يأتي صدور المجموعة الشعرية الجديدة للويز غلوك (1943)، كحدث شعري استثنائي، إذ إنه الكتاب الأوّل منذ نيلها جائزة «نوبل للآداب» العام الماضي. وبذلك يُضاف الكتاب الجديد الذي سيُنشر قريباً بعنوان Winter Recipes From the Collective إلى أعمال الشاعرة الأميركية الـ 12، كان قد صدر آخرها سنة 2014 بعنوان Faithful and Virtuous Night.

وكلما أضيف عمل إلى تجربة غلوك الشعرية، كلّما توسّعت رقعة أساليبها البلاغية بتداخل أصواتها ومرجعيّاتها الفلسفية والأسطورية، وقصصها العائلية. كتبت غلوك بالأصوات الخفرة لفتيات ونساء في بحثهن عن يقين في عالم صنع يقينه من الحقائق القاتمة. هكذا تنقّلت قصائدها بين الغنائية الأسطورية، والسيرة الذاتية والكوميديا، وهي تحاول تقطيب الحياة في منتصف العمر. هناك ذلك النفس الخافت والتأملي في العودة إلى الطفولة، جاعلة من العلاقة بوالدتها، وخسارة أفراد من الأسرة، ملاحم عائلية تكشف بدقّة فجّة عن الحقائق، كما حين تصنع «من خشب الصنوبر وخشب التفاح» محرقة جنائزية صغيرة لانقضاء الزواج وموت العلاقة. في كتابها الجديد الذي ستصدره دار Carcanet البريطانية، تواصل غلوك الإيغال بشجاعة في الظلام. ثمّة جوقة تنطق بالشعر، لكن بأصوات بشرية طيفية وعتيقة. من خلال 15 قصيدة، تشكّل المجموعة ما يشبه موسيقى الحجرة، لكن كل قصيدة منها تحاول أن تجعل من الآلات المنفردة نفسها مسموعة، كما جاء في وصف الكتاب الذي يتنقّل بين ثيمات عدّة مثل الشيخوخة، وجواز السفر المهجور، ومكونات شطيرة الشتاء، وموت الأخت، وحضور الشمس التي لا تقاس أشعّتها إلا بالظلمة التي تلفّها.