[إلى العلامة السيد محمد حسن الأمين]سيّدَ العشقِ لا تلُمْ مضناكا
بعضُ شكواه ما جنته يداكَا

ظلّ يصبو- والوصلُ يُشعلُ فيه
دهشةَ الملتقى- إلى ملتقاكا

كلما هَمَّ يكتمُ الشوقَ ، حارت
رسُلُ الوعدِ كيف بعدُ تراكا
*
ها أنا أشتهي غداً ساررَتهُ
وحبَتني يقينَه عيناكا

لا تلمْني إذا لففتكَ بالظنِّ
وحارت سنابلي في رُباكا

إنّ في خاطر المحِبِّ فؤاداً
قد رماه الجمالُ حين رماكا
*
هاك أشعارَنا تعتق فيها
العشقُ دهراً وما حلَتْ لولاكا

فانفخِ البرقَ في قصائدنا يَغْوَ
بكَ الحرفُ لاثماً معناكا

واقضِ في شأنِهنّ ما أنتَ قاضٍ
وتحكّمْ فأنت أهلٌ لذاكا
*
علّمَتْنا عيناك كيف نُغنّي
في العشايا ونُسكِرُ الأفلاكا

فشدَونا نقتاتُ صمتك لحناً
وخطَونا في الشعرِ خلف خطاكا

واتخذناكَ قِبلةَ الضوءِ فينا
ليطوفَ الخيالُ في مسعاكا
*
نتهجّاكَ راحلاً في مَهبّ
الوحيِ والأرضُ أينعَتْ في مداكا

أتُميطُ المدى حجاباً حجاباً!
وتَعُدُّ السما ملاكاً ملاكا؟!

سيدَ العشقِ راعنا المرتقى فَاروِ
لنا بعضَ ما تراه هناكا
*
سيدَ الشعر أرّقتنا خطاهُ
وخطاياهُ أشبعَتْنا هلاكا

نتصبّى الحسانَ في سَكْرةِ الوجدِ
ونُحصي من الجوى ما تزاكى

ولقد تبخسُ الورودُ إذا نحنُ
حمَلْنا من الهوى أشواكا
*
قبلُ كنا، يراوحُ الشعرُ في ليلِ
رؤانا مراهقاً يتشاكى

فأفَقْنا من هَذيِنا انتبهنا
ونظرنا فما وجدنا سواكا

لنضيءَ الحياةَ في وَحشةِ الشعرِ
ونَذوي في صمتِنا نُسّاكا

* صور/ لبنان.