إلى الليلِوهْو يمرُّ شفيفاً على جسدِ الساهرينَ

هنا عاشقٌ
قد تعلَّم كيفَ يقولُ وداعاً
فلمَّا رآها
مشى كلُّ طَرْفٍ على جهةٍ
ما عدا ظلّهُ راحَ يتْبَعُها

وقال:
أعدّ لنا غيمةً أيُّها الحزنُ
أنذرُ فيها دُموعي إليكَ
وَنبكي غداً لو أردتَ الطلولا

ليلى داغر ـ بحبك يا بيروت (زيت على قماش، 2020).


ونبكي... إلى أن تموتَ
ولكنني سوف أرحلُ ما دامَ في الليلِ متّسعٌ ما
لأرجِعَها

إلى طفلةٍ
تدخلُ الحبَّ في ولهٍ
ربّما تخرجُ امرأةً عذبةً تكتبُ الشعرَ
حتى تُحيلَ انكساراتِها لوحةً حينَ تُوجِعُها

إلى من نحبُّ
إذا عبَروا البينَ
نسمعُ أصواتَهم تتلاشى فنجْمَعُها

إلى ما يعودُ منَ الذكرياتِ
هناكَ جموعٌ
يريدونَ أن يقطفوا زهرةَ الحبِّ من جسدي
قلتُ: لكنّ روحَ المغنّي هنا لن تُودِّعَها

لأنَّ الغناءَ رهيفٌ
يُسافرُ صوتُ السنونو مع الحبِّ
حتى إذا دقَّ باباً جديداً يحطُّ الرحالا

إلى الأصدقاءِ
وقد هاجروا تاركينَ الترابَ الذي لم يعُدْ ملكَهم
هل تحنّونَ؟
أعرفُ لا
سامحونا...
لأنّ الدموعَ تسيلُ
ولا نملكُ الآنَ إلّا السؤالا

إلى الشعراء...
وقد تعبوا
إذ تقول لمى: إنّ هذي البلاد تنام وتصحو لتفجَعَها

لمى...
لا تلومي الضحيَّةَ إن ما أثارت سكوتاً
سنجلسُ نحن الثلاثة يوماً ونسمعها

إليّ...
فحيثُ سأمضي وأتركُ خلفيَ حسّاً لطيفاً وهذا الخيالا
الذي ينزف الآنَ نصّ القصيدةِ جرحاً فجرحاً ليرفعَها

* لبنان

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا