كم أودّ القفز خلف الغيوم، لكنّه يجرُّني جرّاً هذا النهار.
هذا الصباح أيضاً، يشتدُّ خوفي أن أغادر هذا العالم، نفسه.
مساء خريفي، نهارُ من، هذا الموشك على الانتهاء؟
السادسة صباحاً، أخلدُ إلى النوم بانتظار الفجر.
ما بالها كدوّارة هواءٍ تقلّبُني هذي الرياح؟
كثيفاً، على أوهامي يسقط الثلج.
على الورقة البيضاء، لم أكتب شيئاً لكنني بكيتُ مثل طفل.
أعرف عنك كل شيء، ماذا تعرف عني أيها القمر؟
صبيحة العام الجديد، كعادته كلبُ الجيران يبول في حديقتي.
ما إن هدأت الرياح، حتى عاد النسيم يرتّب الأوراق الساقطة.
لا تطرحُ الكثيرَ من الأسئلة، تهاجر وحسب أسرابُ اللقالق.
في تجاعيد البستاني فصولٌ لا حصر لها.
الآن، على قوس قزح تتكئ السماء.
من سطح إلى سطح، يتجه النهار نحو ساحة القرية.
لن يرحل هذا الصيف عن سطوح القرية، ما لم تجفّ آخر أكواز التين.
عائدةٌ من الحقل، معولٌ وأشعة المغيب على كتفها الأيسر.
بوشاحها الأسود وباقة أعواد الريحان، يلفُّها الشفق لفّاً.
يملأن الجِرار ويتسامرن بأحاديث إباحية، نسوةٌ من القرية.
حطابات القرية يهبطن السفح، أمّي، يااااه مشيتُها.
لو كان يحبني لما جعلني على صورته، تقول فزاعة الحقل.
بين رشقتين من مطر، تشتعل صغار الحصى تحت شمس مائلة.
في الحقل المجاور، ظلال الحصادين لا تستقرّ.
يا أوراق الخريف، أينما طيّرتك الرياح، سيطمرك الثلج قريباً.
أسامة بعلبكي ــــ «رغوة السحب» (أكريليك على كانفاس ـــــ 150 × 150 سنتم ــ 2016)
يا شجرة السفرجل، أكلّ هذا الزهر لأجل الغصّات؟
من ليل أمس، هذا القمر وآثارنا على العشب.
أهديتك زنبقة زرقاء، لكنني احتفظت بقطرات الندى.
من متجر الزهور، أشتري زنابق بيضاء، قطّتي لا تحب الورود.
تغفو الآن، أحمر شفاهها ما زال يوشوشني.
عندما سألت عن السعر، صفعتني بائعة الرمان السمراء.
ثمّة منازلٌ لا تُزارُ إلّا من حدائقها الخلفية.
على هضاب المرمر، تنبت حبات الفراولة أزواجاً.
للأمانة، زائرتي هذا المساء: قذيفة.
في منظار القناص، تطير فراشة معادية.
لم يبقَ إلّا القليل حتى يسقطَ حقلُ القمح.
ليل دمشق، لا شيء سوى الخريف ورغبة في البكاء.
من المتسوّل، لا أذكرُ غير اليد الممدودة.
هكذا، منذ الصباح وهذا الدوري يهزُّ غصن النارنج.
تضامناً مع المسحوقين، بشاربيه يصنع الصرصار علامةَ نصر.
والعصافير تزقزق، لا تزال نائمة مدام فراشة.
* دمشق/ سوريا
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا