منتظرة أباها «العملاق» في ملعب المدرسة ليمسك بإصبع واحدة بيدها الصغيرة، ويأخذها بعيداً عن أصدقائها الذين لا تحبهم كثيراً لأنهم يبكون كل الوقت، فيأخذها الأب الشاعر في شوارع بيروت فترفع رأسها من وقت إلى آخر لتحدّق في وجهه وتكتشف أنه عملاق بشكل مضحك. هكذا تمسك ديما العبدالله بأيدينا أيضاً في بداية روايتها الأولى «أعشاب ضارّة» الصادرة بالفرنسية عن «دار سابين فاسبايزار». ديما العبدالله، مفاجأة روايات بداية الموسم الأدبي التي تلقاها النقاد والقرّاء الفرنسيون بكثير من الترحاب تسترد في «أعشاب ضارة» ذكريات كتلك التي في ملعب المدرسة البيروتية عام ١٩٨٣، وصولاً إلى سفرها واستقرارها في باريس. ستشترك مع أبيها الشاعر والصامد على مضض على الضفة المقابلة للمتوسط في غربة النفس الشاعرة والمرهفة عن عالم يغمره العنف، ويغلّفه الجهل والتفاهة، ليدور الحديث المفترض مع الأب مثلاً حول النباتات. وكما يحضر الضوء ليغذي النبتة في رحلتها الصامتة نحو الأعلى، يحضر الأدب ليملأ الصمت الذي يغرق به الكائنان: الأب وابنته في حوار لم يوجد أو يكتمل قَط. يطول انتظار الفتاة الصغيرة لعملاقها في ملعب المدرسة طيلة عمر كامل. تشعر أن تلك الإصبع تتسرب منها إلى الأبد، وبغصّة في القلب على قدر الشاعر المرهف الذي قال مرة إنه نظر من النافذة فرأى حرباً أهلية. ستكون هذه الحساسية كما حساسية الابنة قابلة للانكسار كل لحظة، لأن غربتهما عن العالم هي في المقام الأول غربة داخلية، لا دخل لها بالأماكن، لأن «عنف العالم لا يتلخّص في حرب، بل أظن أنه في كل شيء في مجتمعاتنا اليوم». الروائية اللبنانية المقيمة في باريس التي تُوّجت بجائزة «مرسل بالبريد» الفرنسية والمرشحة لجائزة الأدب العربي في فرنسا لعام ٢٠٢٠، تمثل في كتابتها نقطة التقاطع المدهشة بين شعرية محمد العبدالله (1946 ـــ 2016) والصنعة الروائية المحترفة والراقية لهدى بركات. القارئة النهمة لكامو تؤمن «أن كل عمل روائي جيد، أكثر من أي خطاب فلسفي بحت، يمكن أن يبعث على التأمل، والتفكير، وإضافة إلى ذلك على الإحساس». عن باكورتها الروائية وظروف ولادتها، وثنائية الأب والابنة في اغترابهما ويأسهما الباعث على التفاؤل، والتشظي بين بلدين وغربتين، كان هذا الحوار مع «كلمات» كأول حوار لديما العبدالله مع الصحافة العربية. أرسلت إجاباتها على أسئلتنا بالفرنسية، إذ أن لغتها الأم كما يد أبيها الشاعر، بدأت بالتسرب منذ رحيلها إلى باريس في عمر الثانية عشرة. لغة وإن ترددت فيها أصداء الحرب، تحفل بالشِّعر، بصوت محمد العبدالله وحيداً على شرفة هي أشبه بغربته وغربتها: «إنني مستوحدٌ كقمر الصيف يا مريم، كشرفةٍ بساهرٍ وحيد».
لماذا «أعشاب ضارّة»؟ ما هي دلالة عنوان مماثل؟
ـــ الأعشاب الضارة هي تعريفاً نباتات غريبة، مختلفةٌ عن تلك التي تحيطُ بها. إنها مثلاً زهرة الخشخاش في حقل قمح. إنها نباتات «حُرَّة». وهكذا، فإن الشخصيتين الرئيستَين في روايتي تشعران بأنهما غريبتان بعمق عن العالم الذي يحيط بهما. يتملكهما شعور بالتغرب الشديد عن الآخرين، وأنهما بغاية الوحدة، لكنهما شخصيتان في غاية الحرية. إنهما لا تتشاركان شيئاً من المظاهر والدوغمائيات التي تحاصرهما. لأجل ذلك، هما مبعدتان عن الجماعة، كما عن الحياة المشتركَة. يحيل العنوان أيضاً إلى الشِّعر الذي يشغفُ الفتاة كما الأب. إنهما يتقاسمان الحديث حول علم النباتات لكي يلهجا بهذا الشِّعر، ولكن أيضاً لتجنّب الحديث عن بقية الأشياء، لأنهما لا ينجحان في الخوض في هذه الأمور الأخرى. أخيراً، يحيل العنوان أيضاً إلى الطريقة التي استوحيت فيها هذا الكتاب. الفصول والذكريات شبّت فيّ مثل الأعشاب الضارة، من دون أن تطلُب رأيي فيها. لقد كتبتُ رواية مختلفة بشكل جذري عمّا أردت كتابته في البداية. لذلك، الكتابة هي دائماً مغامرة.

بين بيروت وباريس، وضعية طفلة وأبيها في الحرب الأهلية. هل نحن أمام رواية للحنين؟ للتمزق؟ لإلقاء التحية على الأب؟
ـــــ لا أظنها روايةً للحنين، مطلقاً. وبشكل أقل ليست شهادةً على الحرب. لكن الحرب هي بمثابة السياق الأفظع لتلك الشخصيّتَين. كلا، أظنّ أنها قصة حب، مع كل الشعر وأيضاً مع كل المكابدات التي تميّز قصص الحب العظيمة. مع ذلك، الرواية بأكملها هي بالتأكيد تحية للأب، ونشيد للحب. لهذا السبب بالمناسبة لم أكتب إهداءً في مقدمة الرواية إلى والدي لأن الرواية كلها في المحصلة مهداة إليه. بالتأكيد تحضر إشكالية «التمزق» لأننا أمام إشكالية المنفى. لكن أكثر من المنفى الخارجي، يتعلق الأمر بنوع من المنفى الداخلي. بطلا الرواية منفيان بعمق عن محيطهما، في بيروت كما في باريس. الأب بالمناسبة يقول في محطات عديدة: «أن نرحل ليست مسألة جغرافيا». لكن يجب أن لا ننسى أنه ضربٌ من الخيال.

كيف يمكننا تشريح السرد بين الابنة والأب في الرواية، من ناحية الرؤية إلى الوجود والأشياء، ومن حيث شكل هذا السرد؟
ـــ تحمل الشخصيتان الساردتان في النهاية رؤية متشابهة للعالم. إنهما عاجزتان عن التكيّف في المجتمع حيث تعيشان، سواء في باريس أم في بيروت. لكنهما في الوقت نفسه تحملان رؤية غاية في الشعرية وفي منتهى الجمال حول الحياة. إنهما على ما أعتقد، على قدر كبير من التفاؤلية، من الحلم، من اليوتوبيا. لأجل ذلك، يبلغ اليأس مبلغه فيهما. لأن رغبتهما في المعنى والشعر تتكسّر في مواجهة الجدران السميكة لمجتمع عنيف ومتخلّف. أظن أنّ كثيرين ممن أسميهم «اليائسين» هم في الواقع متفائلون كباراً. أما بالنسبة إلى السرد، فيتناوب صوت الأب وصوت الابنة بشكل منتظم من أجل بناء الحوار. هذا الحوار الشهير الذي لم يحصل بينهما أبداً. بهذا المعنى، يحضر الأدب هنا ليملأ هذا الفراغ وليقوّل أحدهما الآخر ما لم يقله قَط.

في الفصل الأول من الرواية انتظار للأب «العملاق» في ملعب المدرسة، هل استمر الانتظار على طول حياة بأسرها؟
ـــ نعم، تماماً. على طول حياتها، تعاني البطلة بعمق من هذا الفقد الطويل للأب، هذا الفقد الذي يستمر إلى ما لا نهاية. أظن أنه في الفصل الأول، تعرف الطفلة سلفاً أنها تفقد أباها، الذي يفلت من يديها ويأخذ بالتسرّب بشكل ما. إنها فتاة حساسة للغاية على ما أظن، وهي تشعر أن هذا الرجُل الحر، الشاعر، المرهف لن ينجح في أن يصمد، لن ينجح في أن لا يهوي، أن لا يتحطم، نظراً إلى السياق المحيط الذي هو في قمة العنف ولا يشبهه في شيء. إنها تفقده في كل يوم أكثر قليلاً.
تحضر إشكالية «التمزّق» لأننا أمام إشكالية المنفى. لكن أكثر من المنفى الخارجي، يتعلق الأمر بنوع من المنفى الداخلي


كيف تظهر بيروت في الرواية، وباريس؟ هل نحن أمام الشرخ الكبير بين الشرق والغرب، أم هي ببساطة قصة عائلة موزّعة بين قارتين؟
ـــ بيروت هي الديكور الخلفي في القسم الأول من الرواية، بينما تبرز باريس بشكل أكبر في القسم الثاني. القسم الأول تدور أحداثه في قلب الحرب الأهلية، نحن إذن في حالة طوارئ. الإيقاع، المتسارع باطّراد في هذا القسم الأول، سيُستبدل بإيقاع أبطأ في القسم الثاني الذي هو نوعاً ما «خرائب» ما بعد الحرب، أي أننا نوعاً ما في التبِعات. لكن المنفى الداخلي لشخصياتي لا يتغير في العمق بحسب المكان التي تتواجد فيه. في باريس، الابنة هي أيضاً منفية، وعرضة للمعاناة كما كان حالها في بيروت. كلا، لا أظن أن الرواية تعالج الشرخ في ثنائية شرق-غرب.

تتحدّرين من بيت أدبي كبير، أنت ابنة الشاعر الكبير الراحل محمد العبدالله، والروائية الكبيرة هدى بركات. هل يثقل الأمر على كتابتك، وهل من الضرورة بالمعنى الفرويدي قتل الأب في الكتابة (أو الأم)؟
ـــ كلا، لا أظن أبداً أنه ينبغي أدبياً «قتل» الأب أو الأم. لقد كنت محظوظة في أن أكبر في كنف والدَين بمنتهى الحرية والحساسية وبخاصة المحبة التي قابلاني بها. لقد غمرني حبُّ هذين الأديبَين وأظنّ أنهما قد نقلا لي حب الأدب والتعبير. أشعرُ أنني في منتهى الحرية في كتابتي. أقدّر بشدة نتاج كلّ منهما، لكني لا أظن أنّ ذلك «يسحقني» بأيّ شكل. إنهما مصدر إلهام بالنسبة إليّ أكثر من كونهما كابحاً.

ما هي الرسالة المركزية لـ «أعشاب ضارّة»؟
ـــ الرسالة المركزية للرواية يصعب تلخيصها في جملة ولكن أعتقد أننا أمام خطّين موجِّهَين: أولاً، إنها رسالة حب. الشخصيتان تتحابان بحب مدهش، حتى لو قصرتا عن التعبير. التواطؤ السري بين هذين الاثنين هو من الصمت المطبق بحيث إن الأدب يحضر ليكسر هذا الصمت عبر الحوار بينهما من فصل في الرواية لآخَر. ثانياً، هو كتاب حول المنفى الداخلي: هذا العجز عن التكيّف مع عالم مدجِّن، عالم عنيف حيث هما خارج المكان وحيث لا يتعرفان إلى ذاتيهما فيه. وهنا لا يتعلق الأمر ببيروت فقط. الحرب هي السياق المجنون الذي يفاقم حتى الذروة إحساس المنفى لديهما، ومكابدتهما في العيش غارقين حتى عنقهما في المُبهَم. لكن مرة أخرى، أظن أن عنف العالم لا يتلخص في حرب، بل أظن أنه في كل شيء في مجتمعاتنا اليوم. يمكننا أن نعيش في بلد يسوده السلام، ومع ذلك نشعر بالغربة عما يحيط بنا.

كيف تمت كتابة «أعشاب ضارّة»، حدثينا عن المختبر الداخلي للكتابة، وما الذي جعلها رواية ناجحة استقبلها النقاد والقراء في فرنسا بحماسة كبيرة؟
ـــ كما أسلفت للتوّ، لقد نبتت هذه الرواية حيث لم أتوقع البتّة. لقد كنت دائماً أكتب ولكني لم أفكّر بكتابة هذه الرواية. لقد فرضت وجودها عليّ وأنا في نفسي مندهشة من كل ما يرد في طيّاتها. أما في ما يتعلق بسرّ نجاحها، فلا أمتلك أدنى فكرة. الثناء الأجمل هو الذي يرد من قِبل القرّاء، كأن يقال لي مثلاً إن هذه الرواية تحمل شيئاً كونياً، وإنها تخاطب الجميع، وإنها ليست حصراً قصة لبنان، والحرب الأهلية والمنفى الجغرافي. أحب أيضاً حساسية القراء للشعرية الموجودة فيها.

ماذا عن تتويجها بجائزة «المرسل بالبريد»؟
ـــ أنا بداهةً سعيدة جداً وفخورة بتلقي هذه الجائزة. ليس من أجل «المجد» المتحصل عن التتويج بجائزة، بل من أجل الرضى برؤية نصّي متجهاً ليعيش حياته الخاصة وأن يلمس روح القرّاء.

هل أنت روائية لبنانية منفية في فرنسا، أم روائية فرنسية من أصول لبنانية؟ وهل يمكننا بسهولة تحديد مكونات ثابتة لهوياتنا في عالم شديد التغير؟
ـــ أشعر بعمق أنني لبنانية ولكنها علاقة مؤلمة تلك التي تربطني بالبلاد. وأما بالنسبة إلى المنفى، فأنا كما قلت لك منفية في العاصمتين. شخصية ساندرين في الرواية تقول هذا الشيء: المنفى ليس مسألة عبور للحدود.

هل من نية لترجمة «أعشاب ضارّة» إلى العربية؟ وهل هي في الأساس موجّهة إلى قارئ فرنسي أو عربي/لبناني؟
ـــ بلى، ستُترجم الرواية إلى العربية وأنا مبتهجة لهذا الأمر. أتحدث عن علاقتي المعقّدة بلغتي الأمّ في قلب الرواية. بالنسبة إلى القارئ الذي أتوجه إليه: ليس هو اللبناني أو الفرنسي. لم أكتب الكتاب وفي نيتي التوجه إلى أحد، وأظنه بالأمر الجيّد. أظن أنها ليست بالإشارة الحميدة حين نشرع بالتوجه إلى قارئ معيّن.

ما صحة شغفك بقراءة أعمال ألبير كامو؟ وهل كل كتابة روائية ناجحة لا بد من أن تستند إلى خلفية فلسفية متينة؟ ماذا تقرئين إلى جانب كامو؟
ـــ تماماً، يمسّني كامو بعمق في استقامته، ورزانته، وبراعته وتحرره، وأيضاً في موهبته. بالمناسبة، يحضر سيزيف بقوة في الرواية. بلى، أظن أن كل عمل روائي جيد، أكثر من أي خطاب فلسفي بحت، يمكن أن يبعث على التأمل، والتفكير، وإضافة إلى ذلك على الإحساس. قراءاتي متشعّبة، ولا أحب أن أدخل في الاختيارات ولكني أحب صورة نقيض البطل في الأدب الجيّد.

ماذا بعد «أعشاب ضارّة»؟
ـــ بعد «أعشاب ضارّة»، سأستمر في الكتابة كما كان دأبي دائماً، ولكن سأكون أكثر غنى عبر هذه التجربة وعبر هذا اللقاء مع القراء. إذن لن أتوقف هنا، هذا مؤكد.

حين يحضر أمامك انفجار المرفأ، ونستحضر معاً قصائد محمد العبدالله في رثاء الأرض المحروقة في الخيام والقرى المدمّرة بالحروب والاجتياحات، هل من وردة للأمل في هذا الهشيم؟
ــ ما يحصل في البلد كارثي بكل ما للكلمة من معنى ويمسّني من أقرب مسافة. هذه الأرض هي التي جعلتني أبصر النور وأكبر حتى أعوامي الاثني عشر والبلد الذي أعود إليه غالباً. كما قلت لك، أنا فاقدة للأمل، إذن أنا متفائلة أزلية. لكني أقول إن البلد للأسف، سيعوزه وقت طويل لينهض، وهذا ما يحزنني بعمق.



بيروت ١٩٨٣ *
يد العملاق كانت ضخمة للغاية بحيث إنّ إصبعاً واحدة تكفيني. دائماً ما يمدّ لي بإصبعه بدل أن يمسكني من يدي. أحس بسماكة كل مفصل تحت راحتي التي تشد بقوة. حين يهرب مني الخنصر، يمد لي بالسبابة. أمشي وأنا أترنح قليلاً، إذ يصعب عادةً بالنسبة إليّ أن أمشي بالإيقاع المناسب. أعرف أنه يعرف تماماً إلى أين الذهاب. إذن أتبعه بعناء، متعلقةً كما أقدر بالإصبع، بإيقاع سريع للغاية لرجليَّ الصغيرتين وفي بقعة غاية في المساحة والفوضى أكبر من أن تألفها عيناي الصغيرتان. على طول قامتي، لم يكن إلا رفاقي يضجّون ويلتصق بعضهم ببعض من حولنا. لا أحب رفاقي كثيراً، بخاصة حين يبكون. ولا أحب حين يكون الكثير من الناس والكثير من الضوضاء. أنا، لستُ خائفة جداً، نظراً إلى أني مع عملاقي. لقد قررتُ أنه في ظروف كهذه، كان يجب أن أمحضه ثقتي. إنه قوي وذكيٌّ جداً كذلك. حين تنسلّ مني الإصبع، أتمسك بشدة بطرف من قماش البنطال الذي يغذي الفخذ الضخمة. عندها يتوقف ويمد لي بيده من جديد. الخنصر، أو السبابة. يقول لي أحياناً أشياء أعجز عن سماعها، إذن لا أجيبه، لكن لا بأس، إذ سنتكلم لاحقاً. أكتفي بأن أتعلّق بيده. أبقى بكامل تركيزي بخاصة لئلا أفلتها. أضغط بقوة على هذه الإصبع، أعرف أن الأمر مهم. أرفع أحياناً برأسي لأحدّق في وجهه، وأسر في نفسي في كل مرة أنه كبير بشكل مضحك.
* مقطع من رواية «أعشاب ضارة»


ما قيل عنها في الصحافة الفرنسية
* «تكتب ديما العبدالله بالفرنسية، اللغة التي تعلمتها صغيرة في بيروت في مدرسة مزدوجة اللسان. حين وصلت إلى باريس بعمر الثانية عشرة، مع أخيها ووالدتها الروائية هدى بركات، شعرت بأن لغتها الأم تتلاشى: «كنت أفتح القاموس أكثر فأكثر، وأقفز من فوق أسطر، وكلمات وصفحات بأكملها. إنه منفى، في نهاية السفر». لغة الأب والشعر التي تنسج معها علاقة شغف، تتردد في العربية أصداء لفظاعات الحرب. (صحيفة humanité).
* «برئاسة أوليفييه بوافر دارفور، اختارت رئاسة لجنة «مرسل بالبريد» ٢٠٢٠ ديما العبدالله، الاثنين في ٢٤ أغسطس (آب) عن روايتها الأولى «أعشاب ضارة» التي ستصدر في ٢٧ أغسطس عن دار فاسبيزار». (موقع livreshebdo.fr)
* مولودة في لبنان عام ١٩٧٧، تتذكر ديما العبدالله بأنها كانت تعوم في «بحر أدبي». كانت تضع مسودات لنصوص حتى اكتشفت في أحد الأيام أنها تحمل رواية في داخلها. حكاية طفلة وُلدت مثلها في بيروت وجاءت إلى باريس بعدما قاست أهوال الحرب. إنها تروي حكاية حبّ بين أب وابنته. كائنان منفيان ومثقلان بالصمت والحياء. «إن كنت قد استلهمت تاريخي الشخصي، فليس في نيّة كتابة نوع من الخيال الذاتي»، تقول الكاتبة. «لم أكتب الرواية بشكل خاص بغرض النشر، ولكن خلال ثمانية أشهر، كانت هنا واعترتني رغبة في أن يطّلع عليها بعض المعنيين». أرسلَت الكاتبة الشابة الرواية بالبريد إلى دور نشر ضمن دائرة اهتمامها ليأتي الرد سريعاً من سابين فاسبيزار «لقد أحببت النص ورغبت مباشرة في العمل معها». ديما العبدالله التي تصرح بأنها متفاجئة للغاية هي في عجلة من أمرها كي تلتقي الرواية بقرّائها. (صحيفة Leparisien)
* سبع روايات مرشّحة لجائزة الأدب العربي لعام ٢٠٢٠، وهي الجائزة الفرنسية الوحيدة التي تثمّن الأدب العربي منذ عام 2013 عن رواية لكاتب يتحدر من بلد عربي وكتبَت أو ترجمت للفرنسية بين الأول من أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩ و٣١ آب (أغسطس) ٢٠٢٠. والروايات السبع هي:
١- «أعشاب ضارة» لديما العبدالله (لبنان)، دار سابين فاسبيزار.
٢- «الجنقو» لعبد العزيز بركة ساكن (السودان)، دار zulma.
٣- «اللغة الملعونة»، لمهدي بيليم (المغرب)، دار plon.
٤- «ضيف أسرة ميديسيس» لكارول داغر (لبنان)، منشورات فيليب راي.
٥- «لا تناد، ما من أحد» ليوسف فاضل (المغرب)، آكت سود.
٦- «مغطس في الصحراء»، لجاد هلال (فلسطين)، Elyzade.
٧- «السوري الأخير» لعمر يوسف سليمان (سوري)، فلاماريون (موقع actualitté.fr)

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا