1- بريّةأوّل ما أفقدُهُ حماستي
كشاعرة أنفقتْ كلّ النداءات
في قصيدة
ولم يجبْها أحد.

تحوّلتْ للعنة
كلمة ككتفَي حبيب
حجبتْ سهلَ الفرص المُضاء

قلْنَ: هذه الفتاة بريّة
بسبب العقْد الداكن في أصابعها
ردّدتُ وراءهنّ: أنا بريّة.

ها قدْ وسمْتُ بكلمة
تمسّكتْ بأصابعي
كقطةٍ تمْسكُ بذيل أمّها!

2- تردّد
يريدونني أنْ أتحرّك
الأرض التي تدور
الأحزان التي غادرتْ أحدهم إليّ
وشريكي في المنزل
الكلّ يحبّ أنْ يراني
وأنا أخسر أشيائي
لأنّي أحدثُ ضجّة عارمة!
أضعُ أناي في الخارج
فهو سبقَ وتركها
على عتبةٍ أخرى.

كأنّ لدينا ما يكفي
لإصلاح الهواء بيننا
أختنق حيناً وأنا أحافظ عليه
وأحياناً أتحرّك.

3- َفرات غير شائكة
لسنا سوى مزيجٍ نافر
أنفاسُنا مُستعارةٌ
من طفيلياتٍ الكلُّ يكرهها
ومن صبّارٍ قدّمَ لنا
زفراتٍ غيرَ شائكة.

أنتَ الذي
لا أعرف عنه الكثير
أحببتكَ
لأنكَ لم تفعلْ شيئاً لأجلي.

أمّا أنا
فعالقة بين صفرٍ وواحد
كلغةٍ ثنائيّة في حاسوب
تُفْصَلُ عنه الكهرباء
قبلَ أنْ أتحقّقَ منْ مصير الصّفر
الذي اخترته طوال حياتي.

4- آخرُ دعاء
أين أجدُ يقيناً يشبه ذاكَ الذي
يخبره أنّ ما يقوله
خيرٌ لي؟
ففي آخر دعاءٍ لي
طلبتُ من الله أنْ يفعلَ بي ما يريد
بينما أقومُ بما أحبّ خلال هذا الوقت!

5- هُزْء
ما كتَبَتْهُ بخفّةٍ بادَلَها باستهزاء
بعد فاصلةٍ ما
صارتْ تكتبُ النقيض
حينَ تأكدتْ أنّ هناك منْ يصدّقها:
لنْ تكونَ خطوط يديَّ شاقّة
ستأتي الرّيحُ تُسمعني
صوت الفجر
انتهاء الليل
وسقوط شُهبٍ ما
وحين أمْسي على كتفه
نختفي معاً.

الكلماتُ لا تتحلّلُ مع الوقت
لأنّ ما يُخَطُّ لا ينْقلب إلى ضدّه
تلكَ أسطورةٌ شخصيّة؛
الأرضُ تتشقّق كلّما تثاءبَ حزني بصوتٍ عالٍ
الصّدفُ معلّقة كإنارةِ شارعٍ مُطفأة دوماً
أمْسي على كتفه
فأختفي.

ما زلتُ أشكو من غيمةٍ مُسمّمة
استولتْ شيئاً فشيئاً على رأسي
مذ نفثَ الدّخان عليّ
أحياناً تتحوّل لصخرة
بفعلِ العناد الذي مارستُهُ
بفعل التزامي تجاه العزلة
أو هكذا هي الغيوم حين تُحبس في الداخل.

لم ألتزم الخانةَ المخصّصة لي
قدمي اليسرى تتقدمّ لتُهاجمَ
كلماتِ التأنيب العابرة إليّ
مع ذلك
أفضّل فقْدَ التوازن على التّفريط بكلمة.

تكفيراً عن الغضب أبتاع له قميصاً
فأنا لا أنسى يومَ ميلاده
وأستمرّ طوال العام بالشّعور نحوه كما أريد.

لديّ صورة متكاملة
صورةٌ مُشبعة بالفراغ
حيث يقفُ كلّ منّا
وجهاً لوجهٍ أمامَ ضعفه.
* لبنان

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا