ماذا جرى لتلك السيّدة التي تعيش في رأسكالتي ترجع شعرها الى الخلف
بربطة زهريّة
التي تمتلك غازاً صغيراً في المطبخ وقطّتين على أغلب وجه
من تشفي نهاراتها بمراقبة الشارع
من على كرسيّ الشرفة
متجوّلة في بيتها ذي العمار القديم
والسقف المنخفض حدود توقّعاتها
بينما ترتدي شورتاً رياضيّاً زهريّ اللون
تتربع على كنبتها في المساء
تفكّر كي لا تموت من الوحدة
وصوت أفكارها يتلاءم وأفكار سيمون دي بوفوار
والنسويّات الرائدات في مجتمعات اليوم والأمس
ماذا حدث لتلك المرأة التي تعيش في رأسك
التي هي جزءٌ من فكرة
فكرة وهميّة تحتاج إليها لكي تجعلك رجلاً أفضل دائماً
لأنّها المرأة التي تزورك في وحدتك
لأنّك لست هي
لأنّك الرجل العظيم
الذي يفكّر بحبّ ضئيل جداً
ويحيا لكي يقترب منها
أو لكي تقترب هي منه
أو ليكونا معاً
هي في رأسه وهو في رأسها
ماذا لو كنت أنت مثلاً
الرجل في رأس المرأة تلك
وأنت خيالُ فكرة عابرة
وأنّ المرأة تعيش حياتها الآن
تفكّر في الرجل الذي هو أنت
في الآخر الذي سيتدلّى فوقها
لكي يملأ فراغ يديها
مثل علبة المارلبورو تلك
التي تحملها أينما ذهبت
وهكذا، ستكون وحيداً أكثر
كفكرة واحدة لا تبارح الرأس مدى الحياة

* لبنان

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا