في قلبي بعضٌ من الجنوبعاطفةُ الإنسان للإنسان
وُلدا معي
كما يولد القفص في العصفور
في قلبي حيرة لا مثيل لها
معدومٌ اليقين في داخلي
ولا شيء أكيدُ إلّا الحلم
إنّني ضعيف تجاه الحقيقة
ولا يعنيني إلّا أن أبتسم للعابرين
فالابتسام مصباح الغرباء

بوبي راسن ــــ «سير بمحاذاة البحر» (زيت على لوح ـــ 40 × 30 سنتم ــ 2020)


في قلبي حقلٌ شاسعٌ
وموت أؤجله تحت فيء شجرة
الموت ظلّ الحياة الأكيد
الذي يركن تحتها
الذي نسدل أقدامنا فيه
كأننا على سطح المدينة
وأنا سيّد غربتي

لا أفكّر بذكاء دائماً
يسرَح المنطق منّي
من أجل أن أولد في الأكفّ
كما يموت الجنود
زهور اللقاء، نفسها زهور المقابر
والمعنى الواحد لكلّ شيء
هو أنّه لا يوجد معنى
حبّنا للحياة، شقاواتنا المستمرّة
السيجارة التي تنتهي بين الأصابع
غير مبالين بلهيبها
كلّها تصريفٌ للوحدة

ياه، كم كان بإمكاننا أن نكون أحبّةً جيّدين
لكنّنا لم نعرف كيف
أو من أين نبدأ
أو من أجل من تستحقّ أن تَذبل أيدينا
أهو من أجل الوقت
أم هو من أجل عناق تعلق فيه
أمّ أنّنا مجرّد أغبياء
ولا نرضى أن نعترف

نحن لا نحيا اليوم
نحن نحيا في الحاضر غداً
من أجل أن تعيش بعدنا المدينة
مدينة أيّامنا المتعبة
ولكم سنحيا في هذا التعب كلّه
ولكم سنعود إلى قرانا
جيّدين وطيّبين
لكي نركض ببطء شديد
مثل عدسة الشمس
التي تصوّر النهار القادم من دوننا

لنلمس يد القشّ
لنأخذه إلى الخطوبة معنا
منعاً من الحرائق
إنّنا لم نعِش حياتنا كما يجب
لأنّنا لو فعلنا
لانتهى كلّ شيء قبل أوانه

إنّني لا أريد للقشّ أن يموت
إنّه آخر المتبقّي من وهم الطريق
وأنا لا أريد أن أكون رجلاً شجاعاً حقيقيّاً
أريد أن أكون، بسيطاً كهواء الحُلم
صديقاً للأشجار والواحات
وسأحمل الطريق في داخلي

سأعمّر بيت قشٍّ للّذين لا يملكون شيئاً
غير قصّتي ليرووها
لكنّهم شاءوا أن يموتوا قبلي
وأنا رويت قصصهم من بعدهم
مثل حذاء كان يسير وحده
يبحث عن إسكافيّ يشفيه
لكنه لم يجد إلّا صدراً فارغاً
لكيّ يُسكنه وحشة شكواه
ولأنّه متعبٌ أشدّ التعب
انقبض الحذاء في الصدر
مكتملاً على شكل قلب

* لبنان