القاهرة | غاب الشعر والشعراء عن «ملتقى القاهرة للإبداع الشعري» فى دورته الخامسة التي اختتمت مساء أول من أمس بإعلان فوز الشاعر البحريني قاسم حداد (الصورة) بجائزة الملتقى. ربما كانت الجائزة طوق نجاة بالنسبة إلى «المجلس الأعلى للثقافة» منظم الملتقى. إذ أشاد كثيرون باستحقاق الشاعر البحريني للجائزة التي تنافس عليها مع ثلاثة شعراء آخرين من العالم العربي (اللبنانيان محمد علي شمس الدين، وشوقي بزيع، والعراقي علي جعفر العلاق)، وباعتبار أن الجائزة لمن حضر. فقد غابت أسماء كبرى مثل أدونيس، وسعدي يوسف، ووديع سعادة، وبول شاوول، وعباس بيضون، وفاضل العزاوي. اعتذر بعضهم، فيما لم توجّه إلى الآخرين دعوات للمشاركة. كما غاب عن الفعاليات معظم الشعراء المصريين من بينهم عبد المنعم رمضان، جمال القصاص، أحمد طه، أمجد ريان، فتحي عبد الله، فاطمة قنديل، علاء خالد، محمود خير الله، إبراهيم داود، إيمان مرسال، جيهان عمر، زهرة يسري، رنا التونسي، فضلاً عن استبعاد متعمّد لشعراء العامية المصرية. وقد شهدت كواليس المؤتمر خلافات عديدة بين المنظّمين، ما دفع الشاعر حسن طلب إلى إعلان انسحابه من لجنة الإعداد «لأنها لم تكن على المستوى اللائق بالحدث» كما كتب على صفحته على الفايسبوك بعد اشتداد الهجوم على تنظيم الملتقى. وغاب أيضاً الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، ما أرجعه بعضهم إلى اعتراضه على اختيار وزيرة الثقافة ايناس عبد الدايم الكاتب جابر عصفور لرئاسة لجنة التحكيم في الملتقى. واعتذر الناقد أحمد مجاهد عن عدم المشاركة رغم إدراج اسمه في برنامج الفعاليات احتجاجاً على سوء التنظيم. وكان الملتقى الذي حمل اسمَي الشاعرين إبراهيم ناجي وبدر شاكر السياب، قد استمرّ على مدى أربعة أيام بمشاركة مئة ناقد وشاعر عربي، ودارت المناقشات تحت عنوان «الشعر وثقافة العصر». عنوان كان مثار سخرية كثيرين، إذ بدت المناقشات والأبحاث كأنها نتاج زمن المعلّقات. أخفق المؤتمر! فشل جديد يُضاف إلى المؤسسة الثقافية المصرية، ما جعلنا نقول: الشعر في مكان آخر، خارج القاعات المكيفة في «المجلس الأعلى للثقافة»، خاصة أن إمكانيات وزارة الثقافة لا تقارن بإمكانيات «مهرجان طنطا الشعري» الذي أقيم أخيراً أو «ملتقى قصيدة النثر» الذي أقيم في «أتيلييه القاهرة»، وكلاهما حقق نجاحاً بارزاً، بينما تبقى مؤتمرات وزارة الثقافة في ذاكرة النسيان. وتبقى فقط جائزته التي ذهبت إلى شاعر كبير ذي مشروع خاص وجد الشعر «قنديلاً جديراً بالعناية لإضاءة الطريق، فالشعر أجمل علاج للمسافة. وهناك حقيقة أنه ليست هناك طريقة واحدة لكتابة الشعر، فمن حقّ الشاعر أن يذهب إلى آفاقه بالأجنحة التي يحبها، وللأجيال الجديدة أن تفعل ذلك» كما قال في كلمته أثناء تسلم الجائزة.