أتساءل فيم تفكر وأنت تستطيل كنوتة شرقية
بإيقاع غريب
آلاف الأيدي الملوّحة
عجزت عن ضبط إيقاعك
لا زلت كما كنت
مذ طرّز ظلُك القمر
تترنح على سفرك

يوهانس فيرمير ـ «امرأة تعزف على القيثارة» (زيت على قماش، تفصيل، 1669-1672)

وتزهق صوتك على ثقوب الليل
كناي مثلوم القصب
كعادتك..
لم تعبأ بالأجساد المسجّاة
على أرقك المزمن
وحدك عرفت أين دفنوا سكاكينهم
عندما عبروا جسدك
وكيف قطرَت أياديهم بين يديك
وأنت تقرأ طوالعها.
ألم تفكّر بالرحيل!
ترك المدن التي انتفخت كالجثث
حين عانقتها
ألم تجرّب الفرار من رائحة البارود اللاهثة
في جسدها،
مُراوغة قبلاتها التي تحزّ عنقك
في صورة تذكارية يوميّة
وهي تغرز جسدها الحجري المقطوع في ظهرك
وتنظر بوحشة إلى كرسيّها المدولب.
لعلك تذكر!
لم تكن وحدها التي حفظت ارتعاش جسدك
المسافرون
والمارقون
واللصوص
والقيود
والقتلة
والمقتولون بالمصادفة على كتفك
كلنا فعلنا.
أيها البحر!
كم تشبه قلبه

* سوريا