إليك خطّتي: سنفتتح مكتبة ليليةً صغيرة للعشّاق والمجانين، للصعاليك والعاهرات، للمشرّدين والهامشيين.سنكون غريبي الأطوار: ستشبه إدغار آلان بو أو بودلير، وأنا غَانياتِ تولوز-لوتريك، كنت سأقول لك: — سأشبه نساء موديلياني... لكنّ عنقي ليست طويلة كفايةً.
حسناً، سترتدي معطفاً أسودَ، طويلاً وقبعة سوداء تخفي ملامحك، أنا سأتكفّل بوصفك لزائراتنا الليلية، زائرونا لن يهتمّوا أبداً بتفاصيلك.
أنا، سأرتدي فستاناً أحمر، طويلاً وقفازات من قماش القنّب. سأجلس على كرسيّ خشبيّ بنّي وسأبدو جميلة للغاية.

«قيامة» للروسي سيرغي تاسالوف (زيت على قماش، 2012).

سنجمّع الكتب التي نحبّها في صناديق القصب، على طاولات خشبية ثقيلة كبيرة، في صناديق مخملية، في صوانٍ فضية. أمّا الكتب التي لا نحبّها، لن تكون داخل مكتبتنا، لكنّنا سندوّن أسماءها على علب قصديرية صدئة.
في الأحيان التي تصيبني الحكّة من الغبار ستقدّم لي شراباً من الشوكولاتة الساخنة والبراندي. أنت ستدخّن سيجارك مثلما يدخّن الغجر، أنا لن أدخّن أبداً، ستكون عيناي حمراوين وتحتهما هالات زرقاء. وسأشرب الكونياك.
سيكون زائرونا فوضويين خارجين عن السيطرة. وسننظر إلى عيونهم السوداء المظلمة من دون أن نتفوّه بكلمة. سنوافق أو نرفض ما يقولون من دون أن نشعرهم بذلك. وحين يغادرون ستقرأ لي حتّى الفجر وأنت تداعب شعري، وسنبكي معاً. سأسألك عن تلك البقعة في صدرك الآبِدِ وستقول لي: — لا تظنّيها وشماً، هي كدمةٌ فحسب.

* تونس