هذيانهكذا
عينان فارغتان
وظلّ أسودُ داكنٌ
سائق تاكسي لا يعرفُ شوارع المدينة
خيمة تتمزّق فوق رأسي
عكازتان

حانة قديمة لصديقي فلوبير
ديوان شعر لابن الرّومي
هكذا

خْوَانْ مِيرو ـ «الْاسْتِيْقَاظ فجراً» (زيت على قماش، 1939-1941)

هديّة منتهية الصلاحيّة من بابا نويل
كأسُ نبيذ فاسد لونه أخضر
رائحة القهوة المطعّمة بالتّرمس

Piscine فارغٌ في حرّ الصيف
هكذا هي حياتي
«هذيان».

أصول
قرب المدفأة
في غمرة الشتاء
يسألني أبي:
- من أين أتيت؟
- يا أبي من هذيانكَ في ليلة سوداء
من تعاقبك في أسلافك
من النسيان
من شجرة الليمون في فناء منزلنا
من ظنون أقاربي وشكوكهم
من شعوذة الدّمى الساكنة
من هنا أتيت يا أبي.
غفا أبي.

فانتازيا
في القلب
في جوف القلب
ثمة
رائحة شمندر
وقعت في الحب.

برقية فاكس
تحية وبعد
من أعناقنا الضائعة الملتوية
من قديس إلى قديس
ورقابنا المرتجفة الجاهزة للذبح أو للسهر
أيها الطائر الشديد البرودة
الملتف بالريح، بجريدة بيضاء
ودم أحمر
هكذا وجدتك محمّلا بالخصب
يا إله الخصب
أراك الآن قصيدة عارية.

أنوثة
أركُلُ هذا الواقع
الهشّ الصّدئ
أركلُهُ كي أصنعَ فيه
فجوة
فجوة عنيدة، عميقة
أركُلهُ كي تكتملَ في داخلي
معالمُ الأنوثة
سأقتل هذا الظلّ
وسأحبَلُ كامرأةٍ دون تردّد
لن أندمَ على تلك الصّباحات.

كاميرا
في الماضي البعيد
كنتُ أديرُ اللّعبة
من خلف المرآة
كأنني إله إغريقيّ
الآن
أستمرّ في اللّعب
حتى أدرك نفسي،
نفسي التائهة.

عزلة
أرجعتُ أشيائي إلى أماكنها
قلبي إلى قفصه الصّدريّ
نقطة الدّم إلى شريانيَ الأبهر
رافقتُ زوجتي إلى حتفها
ألقي التّحية على الحضور
أرسم موتي على جدران شارع الحمرا
أخرجُ صورتي من ذاكرة الآخرين
أمسحُها..
Delete
Delete
Delete

حيرة
لماذا لا نفعل
ما لم نفعلهُ من قبل؟

نصوص زائدة
أدخلُ في عزلتي
في يدي خمسون وردة وقبلة
القمر فوق الأرض
وجلسة في خيمةِ
الخشب
■ ■ ■
النّور يخبو، الشاطئ المغناج
يتدلّى كالسّكران على أعتاب
سفينته.
■ ■ ■
أدخلُ في عزلتي
في يدي نايٌ كأنّه قصب
لستُ أدري
أنفخُ في النّاي؟!
أدركُ أنّ العالم موسيقى.
■ ■ ■
أتحسَّسُ نافذتي
أعلمُ أنّ الموتَ قريب.
أطفئ الضوء
أتعرّى أمام المرآة
لا أبصرُ شيئاً.
■ ■ ■
القلبُ الذي يعيش على
بقايا حب
لن يحتفلَ قبل مئة عام.
■ ■ ■
الوردة التي أسرقُها كلّ صباح
من وجنتيكِ
بخيلةٌ
مثل فاسق في معبد آمون.
■ ■ ■
يزعجني
النهر الآسن
حين يقدّم لي
أسباب تعاسته
■ ■ ■
أكتبُ
كي لا أضلّ الطّريق.

(*) قصائد من ديوان بالعنوان نفسه، صادر عن «دار النهضة العربية»، بيروت، أواخر 2018.