الغريق لا يحسن غير التخبّط من أجل أن يتابع رحلته في الأعماق التي تبتلعه(إلياس خوري: يالو)

كلّ شيءٍ أسود. الجدران سوداء، القمر أسود، الضوء أسود.
أمشي وحيداً وسط هذا الظلام الدامس كأنّني أمشي بين رفوف الثلاجة، فخزانتي أرتديها، وأحاول قدر المستطاع صرف ناظريَّ عن أي شيءٍ في هذه الدروب الموحشة، فأنا مدركٌ تمام الإدراك أنّها لا تستحق حتى فتح العينين والبحلقة بها وبهذه المسرحية السوداء الصامتة؛ كلّ ما أقوم به تحسّسٌ للطريق اللامتناهية بمصباحٍ فلورسنتي صغير، لعلّي أجزمُ أنّهُ كان نقطة بيضاء في قماشةٍ سوداء في ليلةٍ لطالما عشتها في ببنين منذ فجر الاستقلال حتى اليوم.
شوارع البلدة ــ أزقتها ــ كانت لوحة سرياليّة ذاك المساء، حيث إنّ انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ وتعطّل الاشتراك البديل لها بعد ساعةٍ واحدة كان سبباً كافياً كي يدبّ الذعر في قلوب الأهالي الذين هرعوا نحو دكان أبي فواز ليفوزوا بشمعةٍ على الأقل ويضيئوا بها صالوناتهم، لتحاول الأخيرة التسلل بنورها الخافت عبر النوافذ نحو السماء في مبادرةٍ مستميتةٍ منها لإضاءة ذلك الصمت الأسود المخيم على القرية في ليلةٍ كانونية غير طبيعية. فكانت أشبه بمناطيد ضوئيّة يضيئها الناس في مناسبةٍ ما. لكن أين المناسبة اليوم؟ انقطاع التيار الكهربائي؟ لا أعتقد أنّها مناسبة مفرحة.
لماذا حين رأيت تلك النوافذ المضيئة خمّنت في نفسي أنّني أرسل منطاداً إلى السماء؟ بل تذكرت يوم أضأت المنطاد؟
اتصلوا بي عند الساعة التاسعة مساءً، أو بالأحرى اتصل «المعلّم» بي قائلاً: انزل إلى ساحة النور فوراً.
- ماذا هناك؟ سألته مستغرباً.
- انزل بدون أسئلة! بسرعة!
- لماذا تريدني النزول إلى طرابلس بهذا الوقت المتأخّر، في حين أن بين قريتي وساحة النور ما لا يقلّ عن مسير ساعةٍ بالسيارة، عَدَا زحمة السير الخانقة عند مداخل المدينة في ذاك الصيف؟ ثمّ بأيّ حقٍّ تتصل بي في هذا الوقت المتأخر من الليل حيث بالكاد أجد سيّارة تقلّني إلى المدينة؟!
أردتُ أن أمطر عليه هذه الديباجة، لكنّني لم أقل شيئاً سوى كلمةٍ واحدة اكتفيت بها اكتفاء السجين بوجبة طعامٍ واحدة: - قادم.
لِمَ يومها لم أستطع أن أرميها قنبلة بوجهه؟ لم انعقد لساني؟ هذا ما فكّرت به حين صعدتُ السيارة الوحيدة التي أقلّتني من العبدة، ومنها إلى طرابلس بعد أكثر من ربع ساعةٍ من الانتظار.
■ ■ ■

لمَ أقولها الآن بيني وبين نفسي؟ هل تفككت عقدة لساني التي رافقتني منذ الطفولة حين أتتني في الليل، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم لا أستطيع الكلام في الليل سوى كلمات مقتضبة وكأني مصابٌ بِرُهَابِ العتمة؟ هل تلك الحادثة التي جرت معي قبل عشرين سنة كانت كافيةً لأن تزرع داخلي الخوف من «غرفة الجرذان»؟
كانت أمّي تعشق أغاني «سلطان الجعير» جورج وسوف (كما أسمّيه)، وذات ليلةٍ أردت الغناء له مقلّداً صوته، لكنّ نشازي كان حاداً كدبابيس تثقب الآذان، وقتها دخل أبي الغرفةَ التي أنام فيها ونهرني بعصبيّة مرعبة: - أما كفاكَ جعيراً ونشازاً أيّها التافه؟ أغلق فمك القذر أو ستبيت ليلتك في غرفة الجرذان.

روجِرْ بَالِن «الرّجل ذو الجرذان» (فوتوغرافيا ـ 2017)

ما غرفة الجرذان هذه؟ ولماذا يريد وضعي بها؟
أسئلة لم يخطر ببالي أن أسألها في ذلك اليوم، أو أنّني أردتُ أن أسألها و... لم أقم بذلك. «ستبيت ليلتك في غرفة الجرذان».
ذات يومٍ قتل أبي جرذاً قابعاً في الحمام بعد أن طعنه بسيخ شواءٍ صدئ. خرجَ حاملاً جثّته على السيخ، وكان الجرذ ما زال يئنّ من قوّة الضربة، كأنّه يقول له: - هل وظيفتي فقط هي إخافة ابنك ومتى شئت تقتلني؟ تبّاً لكَ أيّها النذل.
خرج حاملاً بالسيخ جثّة الجرذ الضخمة السوداء، برأسه الملويّ وأسنانه البيضاء وأنينه القوي. سمعت حكاية شعبيّة تقول بأنّ الجرذ يُخْلَقُ أبيض وأنّ اسوداده ناتجٌ من حياته في المجارير. تُرى، هل أكون جرذاً اسودّ زمني جرّاء غنائي؟ «ستبيت ليلتك في غرفة الجرذان».
جملةٌ يترنّح صداها في جسدي كناقوس الكنيسة، فأغلقت عينيّ لأرى جثّة الجرذ السوداء، السواد يزداد سواداً، والمناطيد الحجريّة أو النوافذ المهرّبة لضوء الشموع تنطفئ شيئاً فشيئاً.
■ ■ ■

- وصلت متأخّراً. لمَ إلى الآن؟ أنّبني «المعلم». ألا تعرف أنّ اليوم عيد الجيش؟
- «بلى أعرف ذلك، وأنت منذ شهرٍ تثقبُ أذنيّ بكثرة كلامك عن أفكاركَ لهذا اليوم التي لم تطبّق منها شيئاً. هل خطرت برأسك فجأةً الآن؟ ومن ثمّ لئن أردت تنظيم احتفاليّةٍ لهذه المناسبة كان عليك أن تبلّغني أمس على الأقل لنتمكّن من مباشرةِ التحضيرات صباح اليوم لتبدأ احتفاليتنا بعد الظهر على أقصى تقدير، لا أن تتصل بي بعد أن نامت الدجاجات لتأمرني بالنزول إلى المدينة وكأنّني عبد عندك! ثمّ عن أيّ عيدٍ تتحدّث؟ ألم تسمع بالمهرجان الضخم الذي أقيم هنا منذ ساعات الصباح لتهنئة الجيش بعيده؟ الآن تذكرت أنّك لم تكن مشاركاً؟ التاسعة مساءً؟
أيضاً أردت أن أقول كلّ هذا لكنّني أيضاً لم أستطع، كل ما قلته كلمة واحدة: - المعذرة.
اجتماعٌ تنسيقي سريع؟ لا ليس كذلك، فعلى الأقل في الاجتماعات التنسيقية هناك نقاشاتٌ تدور حول ماهيّة المهام التي سيضطلع بها كلّ فرد في الجماعة؛ أما هنا فـ«المعلم» كان قد حدد مهام الأفراد المشاركين في هذا الحفل الاعتباطي دون مشورة أحد. أما مهمّتي فقد كانت كافية لهروبي من «غرفة الجرذان» التي وضعت نفسي بها هذه المرّة عن طيبة قلب وهي التي تتستّر بزيّ العمل الجماعي والتعاوني و... كان عليّ أن أكون «العتال»، فنحن كنا سنقوم بمسيرة طويلة بيد كلّ فردٍ منا مجموعة من ألعاب «نجوم الليل» وقدّاحة، نشعل الواحدة تلو الأخرى وصولاً إلى ساعة الصباغ في «المينا» حيث سيضيء كلّ منّا منطاداً هوائيّاً مرسوماً عليه شعار الجيش، إلّاي أنا الذي أسندت إليه مهمّة حمل المناطيد طول الطريق من الساحةِ إلى الساعة.
- «أأنا عتّالٌ عند أولياء أمرك أيها الأحمق ذي البطن الضخم؟ أهذا هو دوري كلّما أقمنا نشاطاً فارغاً كرأسك؟» أردت أيضاً قول هذا و... لم أقل.
■ ■ ■

خرج حاملاً جثّة الجرذ الضخمة السوداء ورأسه المتلوّي وأنينه الحاد، كانت نهايته حقيرة جداً كحياته القصيرة: تابوته كيسٌ أسود سيرمى في القمامة. فيها ولد وفيها عاش وفيها مات. «ستبيت ليلتك في غرفة الجرذان».
هذه المرّة تتردّد في ذهني وأنا أرى الكيس الأسود يوضع في القمامة، الكيس أسود أم أنا أراه كذلك؟ هو أسود كلون «الكلب».
كنت في العاشرة من عمري حينها، وذات يومٍ غادرت المنزل عصراً بعدما كلّفتني أمّي شراءَ بعض الحاجيّات المنزليّة من بيضٍ وسكرٍ وأرزّ وسمنٍ إلخ... يومها لم يكن أبو فواز قد أحيل على التقاعد من السلك العسكري ليفتح دكانه، بل كان أقربُ دكّانٍ لمنزلي هو دكّان «أم قاسم»، تلك الأرملة الخمسينيّة التي كان زوجها عضواً في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد مات أثناء عمليّةٍ ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، تاركاً أرملة شابّة مع طفلها الوحيد قاسم الذي اعتنت به وذاقت الأمرّين لأجل تربيته وتعليمه حتى تخرّجَ أستاذاً للغة العربيّة، وعملَ في عدّة مدارس قبل أن يسافر إلى دبي ليعلّم هناك، وبعد سفره فتحت أمّ قاسم دكانها الصغير مدةً من الزمن قبل أن «يسحبها» قاسم إلى الإمارات.
دكّان أمّ قاسم ليس بعيداً عن بيتي كثيراً، كلّ ما يفصلُ بيننا حيّ صغيرٌ لا أكثر، غير أنّني أضطر لمشي مسافةٍ تقاربُ الكيلومترين لسببٍ مضحكٍ حقاً، ألا وهو الخلافات والنزاعات بين أبناء الحيّ الذي أقطن فيه، والحي الذي يفصلني عن دكّان أمّ قاسم (يقال إنّ سبب هذه النزاعات أنّ بقرةً لجاري أبي يونس أكلت من علفِ مزرعة أحد أبناء الحي المجاور، فغضب الأخير واقتادها وذبحها، وحين علم أبو يونس بالموضوع جنّ جنونه واستنفر عائلته - تشكلّ عائلته نحو ثلثي سكان الحي - وهاجم الحي المجاور، ومن يومها ومنذ عشرين سنةً وهذه هي الحال، لا أبو يونس رضي بالصلح ولا الآخر، وأي فردٍ من أحد الحيّين يدخل الحي الآخر يأكل«قتلة» ولو لم تكن له صلة بالنزاع).
كيلومتران يفصلانني إذاً عن دكّان أمّ قاسم، كيلومتران كافيانِ لإطاحةِ ثورٍ جرّاء ما يتخلّلهما من طلعاتٍ ونزلاتٍ، كما أنّ هناك وادياً صغيراً يطلّ على النهر البارد الذي يفصل بلدتي عن بلدات المنية، غير أنّ النهر في الربيعِ يكون قويّاً لدرجة أنّه لا قدرة لأحدٍ على عبوره؛ كما أن الطريق مقفرة، فهي تعد أراضٍ بورٍ هجرها أصحابها الأصليون ولم يأتِ بعد من يتملّكها.
بعد أن اشتريت ما طلبتهُ مني أمّي قفلتُ عائداً إلى البيت حيث أرهقتني الطلعة القاسية، لأجد جسدي يقودني إلى شجرةٍ وارفةٍ تطلّ على منحدرٍ صغيرٍ مسترقاً بعض الراحة، ومن سيناريوهات تعبي أنّني كلّما أردت الشعور بالراحة أكثر تناولت حجراً وقذفتُ به كأنّني أكثّف تعبي وأحصره فيه.
فعلتها وليتني لم أفعلها!
ذاك الحجر أصاب كلباً ضخماً من نوع «الدوبرمان»، ويبدو أنّه مصابٌ بداء الكَلَب، لأن نباحه كان غريباً، ولمّا رأيته يهاجمني أنا الطفل الذي لا حول له لم أفكّر بشيء، فقط أطلقت ساقيّ للريح هارباً منه، وهو يلاحقني كيفما ذهبت حتى أنّني كنت أركض وأرنّح ركضتي بين طرفي الطريق لئلا يتمكّن من الإمساك بي، حتى وصلتُ إلى الوادي حيث النهر، هنا أيقنت أنّه سيعضني لا محالة، لكنّني لا أدري كيف قفزت نحو اليمين، ليجد نفسه واقعاً في الوادي ومن ثمّ إلى النهر وهو ينبح طالباً النجدة. «النجدة!» هكذا صرخ الكلب يومها. أما الآن وفي عزّ هذه الليلة الليلاء، فأنا أسمع نباح أقرانه تؤنّبني: «لمَ إلى الآن؟» أغلقت أذنيّ لئلا أسمع. ربما لا أعرف إن سمعت أصلاً.
■ ■ ■

خرج حاملاً جثّة الجرذ الضخمة القذرة وهو مزهوٌّ يروي لنا كيف قتله: - حصرته تحت سخان المياه وضربته «ضربةً واحدة». «لمَ إلى الآن؟» «ضربةٌ واحدة». «عضّة كلب».
ثلاثة مسامير تدقّ في رأسي في هذا الليل، لو دقّت فوق حجرٍ لَفَلَقَتْهُ من المرّة الأولى. «لمَ إلى الآن؟».
سمعت هذه الجملة مرّتين: مرّة من والدي، ومرّةً من «المعلّم»، وكلاهما يستحقان لقب «سيئ الذكر».
ظلّت عبارة التأنيب هذه تتردّد في كافةِ أنحاءِ جسدي كلّما تذكّرت كيف تلقيت خبر إسناد مهمّة «العتال» إليّ. يومها لم أستسلم. سرقتُ منطاداً وهربت باتجاه الكورنيش البحري حيث كان الناس يسترخون هناك بعد عودتهم من أعمالهم، حيث كانت بعض النوافذ تهرّب ضوء اللمبات إلى الفضاء، هنا أخرجت قدّاحتي وأشعلت الفتيل في المنطاد وأطلقته وسط إعجاب العديد من الحضور الذين أثنوا عليّ حين شاهدوا شاباً يحتفل بعيد جيشه الوطني ببساطة بعيداً عن الصخب الإعلامي والاجتماعي السائد في كلّ مناسبةٍ وطنيّة. كثيرون جاؤوا إليّ وسألوني: - ما السبب الذي دفعك إلى هذه المبادرة الجميلة أيها الشاب؟
أردت أن أقول أشياء كثيرة لكنّ رهاب غرفة الجرذان أخرسني كعادته، كلّ ما فعلته ساعتها أنّني شاهدت جندياً شاباً يسترخي أمام الشاطئ وكأنّه عائدٌ للتوّ من خدمته العسكرية، اقتربت نحوه وقبّلت بزّته العسكرية المغبرة قائلاً: - كلّ عامٍ وأنتم بخير. ومضيت.
بعدها بقيت أراقب صعود المنطاد إلى الأعلى حتّى لمحتُ شهاباً يمرّ باتجاهه فصرخت: - لا!
لمَ صرختها الآن؟
لم أشعر بها، كلّ ما أدركته ساعتئذٍ أنّ أحد الجيران مدّ رأسه من النافذة ليعرف مصدر الصوت، هنا أطفأت المصباح وتخفيت على جناح البرق دون أن أعي كيف فعلت ذلك. «لمَ إلى الآن؟».
هذه المرّة سمعتها من أبي الذي كان قد عاد إلى البيت قبلي - يبدو أن نهاره كان مكدّراً - وأنا كنت قد وصلتُ لاهثاً، كان بانتظاري على حافة الباب: لمَ إلى الآن؟«الدكان بعيد، فاضطررت إلى أن أستريح تحت شجرة قرب الوادي، وهناك هاجمني كلبٌ مسعور وبشق الأنفس نجوتُ منه». قلت ذلك في نفسي وأنا متأكّدٌ أنّه لم يسمعني، فالمساء بدأ يرخي ستائره فوق جسد الأرض.
شدّ الأكياس من يدي، فرأى البيض المتكسّر وعلبة السمن المفتوحة وكيسي القهوة والسكر الممزّقين والحلوى التي لبست ثوباً من القذارة.
• أأعطيناك المال لتفعل هذه الفعلة الخرقاء بطيشك وجنونك أيها الأحمق؟ لماذا لا ترد؟
جنّ جنونه حين رأى تلك الحفلة الفوضويّة في الأكياس، حاولت أن أبرّر له، لكنّني لم أقدر، فشبحُ غرفة الجرذان بداخلي؛ في تلك اللحظة لم أرَ سوى يده ترجع للوراء وتضربني بقوّة «ضربةً واحدة» أدت إلى فتقٍ في شبكةِ عيني اليسرى (أعاني منها للآن)، بل إنّ أمي قالت إنّ الضربة لو كانت مرتفعة سنتمترين اثنين لكانت أصابت جمجمتي وأدت بي لارتجاجٍ دماغي.
هي ضربةٌ واحدة؟ لا، هي«عضّة الكلب»، ذاك الكلب الذي غرق في النهر ها هو انتقم منّي. لماذا ينتقم؟ أنا الضحيّةُ لا هو، هو ضحيّة شروره تجاهي.
لا زلت أعي كيف صحوت ووجدت وجهي ممتلئاً بالدم، بل إنّني لن أصحُوَ حقّاً لو لم تدلق أمّي الماء البارد على وجهي، لأقفز مذعوراً: «أح» «أح!».
صرختُها هذه المرة بعد أن دلقت جارتي أم علي سطلِ ماءٍ التنظيف من شرفةِ منزلها فانسكب الماء فوقي دون قصدٍ منها. وحين أرادَت الاعتذار تعرّفت عليّ.
• ها؟ أهذا أنت؟ ما الذي تفعله وحدك في هذا الليل؟ ولماذا كنت تصرخُ منذ قليل؟
• لقد قتل الجرذ يا أمّ علي، لكنّ الغرفة لا زالت مليئة بالجرذان؟
• لم أفهم منكَ شيئاً، أيّ جرذ وأيّ غرفةَ جرذانٍ هذه؟
أردتُ أن أقول لها كلّ شيء، غير أنّني مجدّداً استحضرت شبح غرفة الجرذان برأسي، اكتفيت بالقول: - لن تفهمي شيئاً، تصبحين على خير.
وراحت الطريق تسير وحدها تحت قدمي.

* لبنان