رئيس أميركي مصاب بالبارانويا والأوهام التآمرية، بينما يسعى الناس المحيطون به إلى كبح أسوأ ما قد يودي البلاد إليه. في إحدى الليالي، يستدعي الرئيس مارك هولينباخ عضواً في مجلس الشيوخ في ولاية أيوا إلى كامب ديفيد. يستطرد الرئيس بمونولوجات طويلة سوداء ومتشائمة حول مصير البلاد الذي يقع بين يديه.
أندرو كونغ نايت ـ الولايات المتحدة

في جلسته طوال الليل، يكشف عن قلقه وهواجسه بالمؤامرات الخارجية التي تهيأ لأميركا. يتّهم وسائل الإعلام بقيادة حملات لتشويه سمعته، ويكشف عن خطته بالتراجع عن تحالفات أميركا الطويلة مع أوروبا الغربية. لهذا يطلب من السيناتور الشاب أن يمنعه عن خططه هذه في جعل أميركا قوة عظمى مجدداً. لم يكن صعباً على السيناتور التنبّه إلى المرض الهوسي الذي يعانيه الرئيس وتراجع صحته العقلية، لكن المشكلة كانت تكمن في كيفية منعه من حضور اجتماع في مدينة زوريخ يجمعه برئيس وزراء روسي. بقدر ما يبدو هذا متشابهاً مع القمة الروسية الأميركية التي عقدت في هلسينكي هذه السنة، إلا أنها ليست إلا أحداث رواية «ليل كامب ديفيد» (1965) للكاتب والصحافي الأميركي فليتشير نيبل. الرواية التي كتبت بالتزامن مع إقرار الكونغرس الأميركي تعديلاً يتيح إمكانية إقالة رئيس يعتبر غير صالح للخدمة خلال الستينيات، عادت إلى الواجهة أخيراً بسبب تقاطعها مع أميركا اليوم. قد يفضّل بعضهم رؤية أميركا من خلال سياساتها المتشابهة، لا من خلال رجالها. لكن بناء نيبل لشخصية بطل روايته مارك هولينباخ المضطرب، يبدو مرآة لشخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي استقطبت الكثير من كتاب الرواية في الفترة الأخيرة. بعد 50 عاماً على صدورها للمرة الأولى في أميركا ونفادها من الأسواق، ستعيد دار «فينتيج بوكس» الأميركيّة نشر الرواية ورقياً وإلكترونياً. لطالما كانت واشنطن وخبايا البيت الأبيض قبلة للروائيين والصحافيين، للكشف عن وقائع حقيقية أو لاختلاق الرؤساء الخياليين عبر الأفلام والروايات والمسلسلات وحتى القصص المصوّرة. بالإضافة إلى أشهر رواياته، كان نيبل من أوائل الذين بدأوا بكتابة هذه الفانتازيا السياسية التشويقية؛ من بينها روايتاه Vanished عام 1968 حول اختفاء مساعد الرئيس الأميركي من البيت الأبيض، و«البيت المظلم» (1972). إلى جانب الداخل الأميركي، حملت هذه الروايات تأثيرات الصراعات الخارجية مثل الحرب الباردة، كما في Red Alert لبيتر جورج (1958) التي ألهمت فيلم Dr. Starngelove للمخرج الأميركي ستانلي كيوبريك، وفي «نصيحة وقبول» (1959) لألن دروري، التي تعدّ الأولى في هذا النمط الأدبي/ السياسي في أميركا، رغم إصابة الرواية نفسها ببارانويا الاتحاد السوفياتي.