سليم بركات: جِنّي الرواية العربية

  • 0
  • ض
  • ض

منذ روايته الأولى «فقهاء الظلام»، بدا أن سليم بركات (1951) سيكتب السرد باللغة غير المدجّنة التي كتب بها أشعاره أيضاً، فالشاعر الكردي/ السوري المقيم في السويد، الذي ظهرت باكورته الشعرية «كلّ داخلٍ سيهتف لأجلي وكلّ خارجٍ أيضاً» مثل عاصفة في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وفاجأ القراء والشعراء والنقاد بتلك النبرة البرية والإيقاعات المتدفقة والمزلزلة، نقل ذلك إلى رواياته، ووضعها في خدمة بناءات سردية تحضر فيها عوالم كردية ممزوجة بتواريخ حقيقية وأساطير وحكايات غرائبية مدهشة وصعبة. ولكن بدلاً من أن تشجع الفرادة واللغة والعوالم غير التقليدية النقاد والقراء على اكتشاف البناء غير التقليدي لرواياته، تكاسل هؤلاء عن مجاراته، بينما استغرق هو أكثر في ابتعاده عن أي قراءة تقليدية ممكنة، فكتب أعمالاً شديدة الكردية كما في «الريش» و«أنقاض الأزل الثاني»، وأعمالاً لشخصيات غير مرئية كما في «أرواح هندسية»، وأخرى لشخصيات مجبولة بالألغاز والغرابة كما في «السلالم الرملية». روايته الأخيرة «أقاليم الجنّ» (المؤسسة العربية للدارسات والنشر) لا تختلف عن كل ذلك، هي طبعة جديدة من تلك المناخات الغامضة والصعبة التي باتت ماركة مسجلة باسم سليم بركات الذي يمكن أن نصفه بـ «الجِنيّ» مقارنةً بأقرانه من «أُنسييّ» الرواية العربية.

  • بريشة الفنان السوري / الكردي الراحل عمر حمدي

    بريشة الفنان السوري / الكردي الراحل عمر حمدي

0 تعليق

التعليقات