ترجمة: محمد الحموي
أُعلن يوم الإثنين الماضي، عن فوز الشاعرة البريطانية سارة هَوْ (مولودة في هونغ كونغ 1983 لأب بريطاني وأم صينية) بـ «جائزة تي. اس. إليوت»، لتغدو الشاعرة الأولى على الإطلاق التي تفوز بهذه الجائزة الرفيعة عن أول مجموعة شعرية لها «أنشوطة جايد» (2015) منذ تأسيسها عام 1993. وبهذا ينضم هذا الصوت الجديد والطري تماماً والذي يَعِد «بتغيير الشعر البريطاني برمته» كما جاء في كلمة لجنة الحكم، إلى قائمة طويلة من شعراء كبار نالوا الجائزة، مثل تيد هيوز (1998)، شيموس هيني (2006)، ديرك والكوت (2010) وديفيد هارسنت (2014). هَوْ هي أستاذة الشعر في «جامعة هارفرد»، سبق وفازت بـ «جائزة الصنداي تايمز» كأفضل شاعرة شابة لعام 2015 و«جائزة إريك كرغوري» (2014). في هذه المجموعة تنقب هَوْ في أرض إرثها الأنجلو-صيني لتعود إلى هونغ كونغ وتستعيد كل مرارات التمييز الجنسي، كل مهانات الظلم، كل ضروب شظف العيش مجبولة بالثراء الفاحش والوحدة القاتلة في أكثر شوارع العالم ازدحاماً. هنا ترجمة لأربع قصائد لها:


*ليلة في أريزونا

أزيحُ عن كاحلي آخر الملاءات
صوتٌ كصوتِ إنثيالِ الرملِ من مِجْرفةٍ ويبرقُ هواءُ الليلِ
لثانيةٍ على وقعِ صوتها.

جسدانا المتشابكانِ كلمةٌ في العتمةِ.
على جبيني وعلى خدي
كل نَفَسٍ من أنفاسكَ المزدهرة
يوقفُ اللحظةَ في مكانها.
الحرارةُ
في هذا المكان تذهبُ أبعد من النومِ،
تغطي كل شيءٍ، تزيدُ اللمعان-
زندكَ يسندُ خاصرتكَ
بينما، حالماً، تديرُ لي ظهركَ،
تجاعيد ناعمة خلفَ
الأفخاذ، يدي على عنقكَ
وعيناي تعرفُ عدة أنواعٍ من العتمةِ
وهي تقتتلُ كي تكتملْ.
الكرسي المخفي، باقة أزهار ملابسنا
أيادي نبتة العرعر التي كالنصالِ تصطفقُ بجنونٍ
على حافةِ ذلك السديم الضاربِ في الحمرةِ-
سعيدة أننا ننتقلُ للعيش في المدينةِ عند الفجر.



* مجانين

قد يكون التراجعُ
نوعاً من أنواعِ
الحاجةِ. أنا إجاصةٌ
زرقاء تحت نصف إنارة.

أنتَ نمر
يأكلُ مخالبه.

يومَ تزوجنا
ارتجفتْ كل الأشجار

كما لو أنها كانت مجنونة-
كوني لطيفةً معي، قلتَ.


* احتكار (تيمناً بجون آشبري)

أحتفظُ بكل الأشياء حتى لحظة احتياجها.
أنا الالتماعةُ في عينِ مدير مصرفكَ.
لا آكل الكاتو أبداً كي لا يذوب الكون.
أعزي نفسي بنفسي.


علاقتي بالأشياء المادية متدهورة:
أرمي قطعي المعدنية بنزقٍ في النهرِ
(أفعلُ كل شيءٍ بنزقٍ لا يحتملُ)
أقترحُ تصويتاً لتشكروني.

من أجلكَ أرتكبُ هفوات.أتظاهرُ
أحياناً أن كل شيء على ما يرام.
أتيتُ في المرتبة الثانية في مسابقة جمال.
أصفَرُّ على الحواف.


آخر مرة رآني فيها أحد كنتُ صاحبة الحظ العاثر.
أتسكعُ بشكلٍ مفجعٍ في نواصي الشوارع، حيثُ أوزعُ
بطاقاتٍ مكتوب عليها: إن رأيتَ أني أعاني
من حمل هذه البطاقة، فأرجوكَ، لا تساعدني.


* لماذا أكرهكَ الآن؟

سأخشخشُ حفنةً من عظامِ التعويذة
في وجه أمك البهيج الغيور الذي يشبه شاي الصباح المسيحي.

سأقطعُ معاناة أبيك الطويلةِ من الضمادةِ
من طموحاتِ زوجته الطاغية ذات الوجه الموضوع في مكانه الخطأ.

سأزوِّج أخيكَ إلى المطلقة المجنونة
فهو من وضع قلبه المستخدم كما لو كان سيارة مهترئة هناك.

لكن ماذا أفعلُ بكَ؟


أستطيعُ أن أنقر بإصبعي عضوكَ الصغير عديم القيمة
ليدور ثلاث مرات حول الطاولة.

أستطيعُ أن أدوس المقنع المسمّى داهية
وأقوده ليغدو المتكلف المسمى قذارة.

أستطيعُ أن أنتزع كل حشوة تزلفك
العظيم والمكرور. وأقول لكَ إنك أصبتني بالمللِ كلما فتحتَ فمكَ.

بإمكاني الحصول عليكَ.
بإمكاني الحصول عليك في أي وقت.
بإمكاني الحصول عليك في اي وقت لو أردتُ ذلك.

لكني أنبل من هذا بكثير.
فعوضاً عن ذلك، يا صديقي العزيز، سأغتابكَ فحسب من هنا
من هناءة عقلي الأعوج الصغير.