انتقلت رواية حنان الشيخ (1944) الأخيرة «عذارى لندنستان» (2015) إلى اللغة الإنكليزية عن دار «بلومزبري» في لندن، على أن تصدر نسخة أخرى من الترجمة منتصف الشهر المقبل عن دار Pantheon. حضور الروائية اللبنانية في المشهد الأدبي الخارجي ليس جديداً، ويكاد يضاهي موقعها هنا بوصفها إحدى روائيات جيل الحرب اللبنانيات اللواتي تناولن المرأة في الصراع والنساء البسيطات، والماضي العائلي الثقيل، وقضايا التحرّر بين الشرق والغرب. هكذا انتقلت رواياتها في السابق إلى لغات أجنبيّة عدّة مثل «حكاية زهرة» التي ترجمت إلى الفرنسية والإنكليزية وغيرهما، و«مسك الغزال» أيضاً، و«حكايتي شرح يطول» التي سردت فيها سيرة أمّها بعدما أوصتها الأخيرة بذلك.
(مروان طحطح)

أسهمت الشيخ في تجارب في المسرح مع المخرج البريطاني تيم سابل الذي اقتبس مسرحيته «ألف ليلة وليلة» من مجموعتها «صاحبة الدار شهرزاد» التي ولّفت فيها عشرين حكاية من الكتاب الكلاسيكي. يعدّ البحر المتوسّط مسرحاً أساسياً لأحداث الرواية التي تجري بين بيروت ولندن وكندا وإيطاليا. بطلتا روايتها «امرأتان على شاطئ البحر» (2003) تلتقيان مجدّداً في «عذارى لندنستان»، وتتبعان وجهتهما وحبّهما للبحر بالذهاب إلى أحد الشواطئ الإيطالية. الغربة تشرّع الأبواب أمام التجارب الجنسية والعاطفية، فتسيران وراءها بلا حسابات. تستدعي الشيخ ثيماتها الأساسية، مثل التطرّف الديني الذي يضيفه الرجل العربي إلى سلطته الذكورية كي يبرّر ممارساته وعلاقاته. قد تسقط الرواية أحياناً في مقارنة شبه مباشرة بين العلاقة مع رجل عربيّ وآخر أجنبي، إلا أنها تحمل ترميزات كثيرة مثل حبّة الفراولة السحرية التي تجعل من هدى كحوريات الجنّة.