«لا تمرض أبداً/ اخسر كل المعارك/ دخن بعينين نصف مغمضتين... كن واحداً، كن ضعيفاً، استمر في الحركة». نصائح روبرتو بولانيو (1953 - 2003) في قصائد «الجامعة المجهولة» الذي صدر عام 2007، أشبه بالسيرة الصاخبة والمستسلمة لشاعر كتب قصائده بمزاج من يحب إفساد كل الحفلات والأمسيات الأدبية.
تتضمن القصائد السمات نفسها التي ستدمغ رواياته لاحقاً: الحب، ألم فقده، الجنس، عقل بذيء على نحو ساحر، حنين لا ينتهي إلى مكسيكو سيتي، الاحتفاء بالصداقة والأصدقاء ورثاء فقدهم، الكتابة عن الكتابة، غياب الجذور والهيام بالمنفى القسري والطوعي، التوحد والعزلة.
في حياته وكتاباته، لم يشبه إلا نفسه. يعدّ بولانيو أحد أبرز الروائيين في العالم رغم أن سيرته بقيت متوارية لفترة طويلة. أما روايته غير المكتملة «2666» التي أوصى بنشرها بعد وفاته ليضمن مستقبل ولديه المالي، فصنفت كأهم رواية في القرن الحالي. الشهر المقبل، تصدر النسخة العربية من الرواية ضمن مجلّد عن «منشورات الجمل» (ترجمة رفعت عطفة)، لتلتحق بـ«رجال التحري المتوحشون» و«حلبة الجليد» اللتين صدرتا عن الدار أخيراً، وبروايتين أصدرتهما «دار التنوير» سابقاً بعنوان «تعويذة» (ترجمة أحمد حسان ـــ 1999) و«ليل تشيلي» (ترجمة عبد السلام باشا ــ 2014)