موسيقى وهدوء وأربعة جدارن تحضن
حزن صديقي...
هناك مساحة تمكّنني من مراقبة نفسي دون أن أسقط أو أترنّح. أبعدت قلقي وعدت ببطء إلى عيون أحبّتني وعانقت ألمي.
كانت الموسيقى أسرع من كل أحلامي التي لم تتحقق.
كانت جلدي، كانت مدينتي، كانت حبيبتي، كانت سجائري.
ما زلت أعود وأتلاشى
حتى ظن صديقي
أني الميت الوحيد الذي
يملك ذاكرة من المطر
والقماش.

■ ■ ■

هل تذكرين الشارع الذي كان خالياً من المارة وكنت تمشين فيه وحدك؟
لقد خدعتك...
لم يكن شارعاً،
بل كان قلبي.

■ ■ ■

قبر أُمي في جنوب الوطن وقبر أبي في شمال الوطن
آه كم أشعر بالوحدة...

■ ■ ■

من أجل الطريقة التي
أخفيت بها الدموع
قلبت الطاولة ونسيت أوقات الكتابة...
من أجل الطريقة التي أحببت بها الناس دافعت عن نفسي...
من أجل الطريقة التي فرقت حروف اسمي كلمت نفسي وابتسمت.
من أجل الطريقة التي تمنت بها امرأة وقف الحرب تبرعت بظلي وحملت طفلة من الريح..
من أجل الطريقة التي جعلتني أحبك جلست على عيني.
من أجل الطريقة التي أكل الحزن بها قاتي
تذكرت البحر.
من أجل كل شيء جميل
ذاب الجدار..

■ ■ ■

Happy New year
المُسلّح الواقف هناك
يمتلك نعمة النسيان
وبعد أن يقتلك
يبتسم للحقائب
المدرسية
ويقول: الموت حق وكلنا
سنموت
المُسلح الواقف هناك
يمكنك أن تراه
ويمكنه أن يرى الأرض
تحتفل بالدم وجزئيات
التراب البعيدة.
Happy new year
كان عاماً جميلاً
كرشاقة الرصاصة
في رأس طفل
تمنى لكم السعادة
كان عاماً واقفاً
ناسفاً
يستقبل الجثث ودموع النساء
كان عاماً خالياً من الكحول
والفصول والأحلام.
وكنا موتى بلا وجوه وصحتنا جيدة.

■ ■ ■

بينما كنت أجهز قلبي للحب أضعت رأسي.
بعد كل قصيدة كتبتها إليك أعدّ أصابعي.
عندما وضعت أذني في قلب المطر
سمعته يتحدث عن الحرية ويئنّ.
* شاعر يمني