اكتشاف المخطوطة التي سجّل فيها رحلته «من حلب إلى باريس: رحلة إلى بلاط لويس الرابع عشر» التي صدرت بالفرنسية عن «دار آكت سود» (2015) بعناية الباحث الفرنسي جيروم لاتان، بالتعاون مع بول تييري، وبرنار ايبيرجيه، وضعت اسم حنا دياب في منطقة سردية خاصة، لا تنتسب إلى أدب الرحلات تماماً أو إلى المذكرات، إنما هي أقرب ما تكون إلى الرواية العجائبية.
في النسخة العربية التي قام بتحقيقها محمد مصطفى الجاروش وصفاء أبو شهلا جبران (منشورات الجمل ــ 2017)، سنقع على نصٍ نفيس هو مزيج من العامية والفصحى. يروي الرحّالة الحلبي مغامرته الفريدة بصحبة المستشرق الفرنسي بول لوكا، أوائل القرن الثامن عشر. كان حنا دياب على وشك أن يصبح راهباً في أحد الأديرة في جبل لبنان، لكنه لم يتردد بقبول عرض الرحّالة الفرنسي بأن يكون ترجماناً له، إذ كان يجيد الفرنسية إلى حدّ ما، ويقرأ العربية. كان بول لوكا موفداً من لويس الرابع عشر «سلطان فرنسا» بقصد جمع المخطوطات والأعشاب الطبيّة واللقى والعملات القديمة والأختام والمسكوكات الأثرية من الشرق، فوجد في هذا الفتى الحلبي مراده لجهة الترجمة، بالإضافة إلى شغفه بالترحال. كما وعده بأن يؤمن له عملاً في خزانة الكتب العربية في باريس. يصف حنا دياب وقائع رحلته الغرائبية بين البلدان العربية مروراً بإسطنبول، ثم مارسيليا، وصولاً إلى «بهريس» (باريس) ومقابلته الملك لويس الرابع عشر. المخطوطة التي سجّل فيها محطات رحلته، وصلت إلى مكتبة الفاتيكان كهدية من القس الحلبي بولس سباط، سنة 1926، قبل اكتشافها أخيراً (1993). لكننا لا نعلم لماذا دوّن يومياته في أواخر أيام حياته، ذلك أن الرحلة التي امتدت نحو ثلاث سنوات (1707- 1709) سيجرى تدوينها بعد نحو 50 سنة على أحداثها، وكان راويها تجاوز السبعين من عمره.
عدا وصف البلدان وطبائع البشر وأصناف الطعام، وذكر القراصنة والبرابرة وقطّاع الطرق، تنطوي رحلة حنا دياب على موهبة فذّة في السرد، فهو حكّاء من طراز خاص، بذاكرة متوقدة تعتني بأدقّ التفاصيل التي كابدها خلال رحلته. على أن قارئ هذه المخطوطة سيفاجأ بأن صاحبنا قد التقى المستشرق أنطوان غالان (1646- 1715) في باريس، وهو أول من ترجم كتاب «ألف ليلة وليلة» إلى الفرنسية، تحت عنوان «الليالي العربية». كانت النسخة غير مكتملة، فلجأ إلى الرحّالة الحلبي لترميمها بقصص شعبية من الشرق، وإذا به يهديه حكايتين باتتا من أشهر الليالي هما «علاء الدين والسراج السحري»، و«علي بابا واللصوص الأربعون الذين أهلكتهم جارية»، بالإضافة إلى ترميم حكايات أخرى. لكن غالان الذي كان يعمل قيّماً على المكتبة الملكية، سيتمكّن من إبعاد حنا دياب عن باريس بمكيدة، خشية أن يفقد وظيفته لمصلحة الأخير، إذ أغراه بوظيفة وهمية مشابهة لوظيفة معلمه الأول. اللافت هنا أن أسلوبية حنا دياب في تدوين رحلته تقارب أسلوبية «ألف ليلة وليلة» في بناء الحكايات المتوالدة، والانتقال برشاقة من حكاية مركزية إلى حكاية جانبية، قبل أن يستدرك بقوله «فلنرجع إلى ما كنّا بصدده»، و«نرجع بالكلام». وهو بذلك يعيد السرد إلى مجراه الأساسي، إلى أن تصادفه حكاية مجاورة، فيغرق في تفاصيلها. ورغم هذه الاستطرادات، إلا أنه لا ينفكّ يكرّر عبارة «شيء يفوق الوصف» سواء بما يخص الدهشة لاكتشاف طقس ما، أو لجهة وصف أهوال ما وقع له في محطة ما من رحلته، سواءً في جانبها البحري خلال عبوره البحر المتوسط، أو البرّي أثناء عودته ثانيةً إلى حلب (هل قرأ رحلات السندباد؟).

صاحب أشهر حكايتين في «الليالي» هما «علاء الدين والسراج السحري»، و«علي بابا واللصوص الأربعون الذين أهلكتهم جارية»



لن نتوقف عند فحوى حكاياته على طرافتها ومآسيها وغرابتها، وإنما سننتبه إلى طريقته العجائبية في السرد، عبر الإضافة والحذف، والتقديم والتأخير، واعتماده الفصول في تبويب الوقائع، وإشباع الحكاية بمقدرة تخييلية فائقة في الوصف واقتناص العجائبي، واعتنائه بالمكان عن طريق المقارنة بين مكان اكتشفه للتو، ومكان خبره قبلاً، وغالباً ما يحيله إلى مدينة حلب. لم يكتب حنا دياب وقائع رحلته خلال تجواله، وإنما في شيخوخته المتأخرة، وتالياً سنتساءل عن قوة ذاكرته التي لم تهمل تفصيلاً في الرحلة، فهل كان يسجّل يومياته على غرار ما كان يفعله معلمه الأول، ثم قام بصوغ مذكراته لاحقاً، أم أن حكايات «ألف ليلة وليلة» ألهمته النسج على منوالها؟ فهو لم يروها بالمحكيّة تماماً، بل طعّمها بفصحى لا تخلو من طرافة، تبعاً لمقدرته اللغوية على التدوين، كأن يقول «فأسّر (أثّر) كلامه فيّ وغيّرت نيتي عن الرواح»، و«استرحب بنا كثيراً»، و«المراد لازلنا سايرين حتى وصلنا إلى مدينة بهريس».
في متن مغامرته، سيأتي على ذكر كلمة «المجراوية»، و«مجراويتي»، وهي ضرب من القصص الشعبي الملحمي (ما جرى لي) على غرار سيرة الزير سالم، كأنه بذلك يضع نفسه في مقام البطل الشعبي، ولكن بتواضع، إذ يصف نفسه على الدوام بالفقير، وإذا به يمزج سردياً ما بين الحكواتي وبطل الحكاية في آنٍ واحد، ذلك أن الحكواتي يروي سيرة بطل ما، أما حنا دياب فيستعير مقعد الحكواتي في التشويق، كي يروي حكايته الشخصيّة بنفسه، باستعارات تخييلية غالباً، وبقالب سردي لا تنقصه الحبكة المتينة، فهل اطّلع على محتويات المكتبات الفرنسية، ووقعت بين يديه رواية ما، من روايات القرن الثامن عشر؟ في حال كان لديه بعض الإلمام بالحبكة الروائية، لمَ لا نعتبر أن مخطوطته هذه رواية عربية رائدة، أو محاولة في مقاربة معايير الرواية، أقله على غرار روايات الصعاليك التي كانت رائجة حينذاك في الأدب الفرنسي؟ فهو يذكر في السطر الأخير من مخطوطته عبارة موحية بقوله «نستغفر الله من الزيادة والنقصان»، كأنه يعترف بإضافة بعض الصور المثيرة بقصد زيادة جرعة الشغف بالمغامرة، ونسيان صورٍ أخرى لا تفيد مغزى السرد، وذلك تبعاً لتشكّل مفردات الحكاية ومتطلباتها في إعلاء شأن مهارة الراوي. هكذا تتمازج سيرته الذاتية بسير الشخصيات التي قابلها أو ابتكرها في رفد حكايات «ألف ليلة وليلة»، من دون ارتباكات واضحة، أو ترهّل جمالي، أو تفكّك في البناء. هل نجازف حين نقول إننا حيال روائي عربي كان مجهولاً، اسمه حنا دياب، وقد سبق مواطنه الحلبي فرنسيس فتح الله مرّاش، صاحب رواية «غابة الحق» (1865) بقرنٍ كامل؟
ولكن لماذا حاول أنطوان غالان تغيير اسم حنا دياب في بعض يومياته إلى «جان ديبي»؟ أليس نوعاً من محو الأثر الأصلي لكاتب حكاياته؟ كما أن بول لوكا لم يذكره على الإطلاق في مجلدات رحلته إلى الشرق، رغم أن حنا دياب كان ترجمانه ورفيق رحلته الطويلة. على الأرجح، كان المعلم غاضباً من الترجمان إثر مغادرته بيته والانسياق وراء وعود أنطوان غالان الوردية للرحّالة الحلبي. وفي المقابل، سيمحو حنا دياب نفسه اسم غالان من نصّه الطويل مكتفياً بتسميته «الاختيار» رغم تشابه اسميهما، ذلك أن الاسم الكامل للأول هو أنطون يوسف حنّا دياب، ليس بسبب النسيان، كما يظن بعضهم، فهو يتذكّر حوادث عابرة، ومحتويات مائدة عشاء، وأسماء أقل أهمية، في مسار رحلته الباريسية، وإنما لإحساسه اللاحق بالغبن، وإهداره ثروة حكائية لمن لا يستحقها، بتخليه عنه، ما أدى إلى تشرّده في رحلة العودة إلى دياره، نظراً لإفلاسه.
لاحقاً، سينصفه خورخي لويس بورخيس بإشارة مهمة، في بحثه الخلّاق «مترجمو ألف ليلة وليلة»، مشيراً إلى أن غالان أحضر معه من اسطنبول، مجلداً عربياً من «الليالي»، ومساعداً مارونيّاً يتمتّع بذاكرة ليست أقل إلهاماً من ذاكرة شهرزاد. ويضيف بوقار: «ندين إلى هذا المعاون الغامض ــ الذي لا أريد نسيان اسمه: حنّا، على ما يبدو- ببعض الحكايات الأساسية التي لا وجود لها في المخطوطة الأصلية».
ينبغي ألا ننكر استفادة حنّا دياب من النقاشات التي كانت تدور بين معلمه وغالان حول «الليالي» وطريقة عمارتها، وغرائبية حوادثها، إذ سيتعهد لغالان بتدوين بعض الحكايات، لا روايتها شفوياً وحسب، وتالياً، تأكيد موهبته التخييلية، وهو ما سيستفيد منه لاحقاً، في تدوين وقائع رحلته الشخصيّة. ولكن مهلاً، لماذا أجل الترجمان الحلبي كتابة يوميات رحلته إلى سنة 1766؟ نظنّ أنه اكتفى بإشباع رغبته في الحكي الشفوي إلى أن انتبه متأخراً إلى أهميتها كمغامرة تستحق التوثيق، واطلاعه ربما - بعد استقراره المعيشي- على كتابات مشابهة لرحّالة عرب ومستشرقين، فأراد مجاراة هؤلاء، والتفوّق عليهم، نظراً إلى ثراء مغامرته أولاً، وإلى مخزونه المعرفي ثانياً، بالإضافة إلى اكتشافه أهمية أن تروي حكاية خارج نطاق السهرات العائلية المسليّة، وأن تحمل توقيعك الشخصي.
سوف ينهي حنا دياب نصّه بضربة مفاجأة تتلاءم مع مخطط روائي أكثر منها سرداً ليوميات، فهو مثلما افتتح قوس الحكاية بلقاء بول لوكا، سينهيها بعودة معلمه القديم إلى حلب مرّة أخرى، في رحلةٍ جديدة، وكيف رافقه إلى مغارة أو سرداب يصل ما بين حلب وعنتاب، كان ممراً سريّاً للجنود أثناء الحروب القديمة، لطالما اختفى المغامرون لمجرد دخولهم إليه، لكن هذا المستشرق وصحبه سيخرجون من هذه المتاهة بأمان: «وكل من راح في حال سبيله». هذه الضربة المباغتة التي أغلق بها قوس السرد، تنطوي على مخيّلة روائي أكثر منها جملة عابرة. تعالوا نحتفي إذاً، بروائي سوري مجهول من القرن الثامن عشر.




في سفرنا من بروفنسه إلى بلاد فرنسا ومدينة بهريس*

فخرجنا من مدينة مرسيليا في شهر آدار سنه 1709، واول مدينة التي دخلناها كانت مدينة ازاي، وهي مدينه جميلة العماير والاركان. وهل مدينه كان احد ملوك فرنسا اوهبها الى قدس سيدنا الپاپا من پاپاوات القدم، لما ذلك الحبر زار سلطان فرنسا، وهي الى الآن تحت تصرف كل [پاپا] الذي بيجلس على الكرسي الرسولي. وهل مدينه مخصوصه بالشريعة لأن كل المحاكم والشرايع بيسقدوا منها حل المشاكل الشرعيه. وبعد يوم خرجنا من تلك المدينه وسرنا في الطريق وجزنا على مدن وقرى شتى. وفي طريقنا فكنا نتغدا في استريه ونتعشى ونرقد في غيرها على مدا الطريق، بغاية العز والاكرام. ولا زلنا سايرين الى أن وصلنا الى مدينة ليون، فدخلنا في بعض الاستريات، وهناك استقمنا خمسة ايام. وفي هل مده كنت ادور في المدينه واتفرج، وهي مدينه عامره متسعة، عالية الاسوار ومشيدة الاركان، ذات عماير مكلفه وصرايات عامره، وكنايس فاخره ونهر عظيم خارج من داخل المدينه. وموجود في هذه المدينه جميع الصنايع، وخصوصاً صنعة الحرير والقماشات الفاخره الثمينه من قسم الديباج الملون بالوان القصب والالتون الذي دراعه بعشر غروش وغيرها من التحف الثمينه. وهناك بيسكبوا الچلوخة لاجل تبصيت تبل الالتون؛ وغير صنايع هي موجوده في ساير البلاد. وهذه المدينه العظيمه بالتقريب قدر [مدينة حلب بالوسع] والكبر. وداخل هل مدينه كنيسه عظيمه تسما كنيسة [مار يوحنا] وزرتها، وبعدما زرت هياكلها انتهيت الى مكان داخل الكنيسه، فوجدت ساعه عاليه من البولاد المسقى وعلوها قامه ومدة يد. ويعلوها قبه من النحاس الاصفر ويعلو القبه ديك من النحاس، وتحت القبه ملايكه وكل واحد قدامه ناقوس وكل ناقوس حداه. وهي باربعة وجوه. وجه الاول سوري، اعنى طويل وقليل عرض، وله عقرب من حديد بيدور في كل ساعه دور على موجب دقايق الساعه وهو داير، وفي دوره بيطول [على طول] الداير. ولما بيصل الى الوسط بيقصر من ذاته على قدر الداير الذيق، وهو فرد شقفة حديد، حتى إن الناظر بيندهل من هل حركه. وثاني وجه بيدور العقرب في كل اربعة وعشرين ساعه دور. ووجه الثالث بيدور العقرب في كل سنه دور. وهناك بينبيك عن مطبوخ تلك السنه وفرق اعيادها واصياماتها وان شمسها وقمرها وما يشبه ذلك من امور الافلاك. ورابع وجه بيتدور العقرب كل مايه سنه، وهو بينبي عن اشيا التي بتفهمه المعلمين المدققين في امور الفلك. وايضاً في طاقه كل يوم بضهر ذلك القديس الذي [عيده] واسمه اعلاه. ولما تنتهي الساعه بيرفرف الديك الذي هو اعلا القبه وبيصرخ ثلاثة مرات، ما بيفرق عن صياح الديك ابداً. وبعد صياحه ثلاث مرات، بيبتدوا الملايكه الذين هم تحت القبه بيدقوا النواقيز التي [قدامهم] شبه نغم موسيقيه. وبعد خلوصهم بتظهر مريم العذرى راكعه وبيظهر ملاك جبراييل امامها مهدي لها السلام. وفي تلك الدقيقه، بيظهر اعلاهم الروح القدس [بشكل حمامة] بيضا بيرف عليهم. وبعد خلوص هذه الحركات كلها بتدق الساعه. والذي ذكرناه جميعه بيتم في كل ساعه، ليل مع نهار، وما بينقص منه شي ابداً من وقت ما انشغلت هل ساعه والى الآن من غير أن احد يديرها. وذكروا السواح بان ما وجدوا لها مثيل في ساير اقاليم الدنيا. ولاجل هذا كحلوا اعين الذي اشتغلها وحضي بالعماء حتى لا يعود يشتغل غيرها وتبقا فريده في الدنيا. هذا ما رأيته وعاينته في هل ساعه العجيبه. واتفرجت على اشيا كثيره في هذه المدينة وما كتبتها لاجل الاقتصار. وبعد خلوص الخمسة ايام، سافرنا وجزنا على ضيع وقصبات واستريات شتى في الطريق وكل ليله ننام في استريه في غاية العز والانشراح. وكل شي موجود لخدمتنا وماواتنا على غاية ما يكون. ولا زلنا سايرين الى أن وصلنا الى جسر عالي عظيم البناء يسما جسر روح القدس، وله بابين وفي كل باب قبجي من طرف السلطنه لاجل فحص الداخلين والخارجين وهو اول مدخل بلاد فرنسا الجوانيه. فبعد الفحص خرجنا من الجسر، وفي قرب الجسر ضيعه كبيره عامره. فدخلنا الى استريه حتى نتتاوا تلك الليله. فانوجد من المسافرين اثني عشر رجل فينا.
حيندٍ سالتنا صاحبة الاستريه: «هل تريدوا تجلسوا على فرد مايده؟»، فاجابوها «نعم»، فقالت لهم: «ماذا تريدوا ان تكون عشاتكم؟»، فاجابها واحد رفاقنا وقال لها: «عشينا طيب»، فاجابته: «تكرم»، ومضت وارسلت لنا في الحال مع خدامتها فراغ انبيد وصارت تسقينا واحد بعد الاخر، حتى شربنا جميعنا. وبعده هيرت المايده بجميع لوازمها من سيتات ومناديل انضاف وملاقيط ومعالق فضه وخبز كماج طري. وبعده قدمت لنا في صحن كبير جاجه هنديه واثني عشر فروج مشويين في سيخ الكبير، وصحنين فركصاده من اجناح الفراريج وقطع لحم وصحنين سلطة كبوس. فجلسنا على المايده ناكل واثنتين من الخدامات في ايديهم الكاسات يسقونا من الخمر الطيب، الى حين ما انتهينا من العشا رفعوا تلك الصحون. وجابوا قطعة جبنه فرنساويه وستين زيتون وستين تفاح فروطه. وبعده غسلوا ايدينا ورفعوا ما كان على المايده وجابوا جنق كبير صيني فرنجي ملان من الماء وحوله داخل الماء ستة قداح وتقيليتين انبيد، حتى الذي بيريد يشرب يتناول بيده ويشرب على كيفه. اخيراً لما حان اوان الرقاد كلفونا باننا نمضي كل واحد منا الى سريره.

* مقطع من كتاب «من حلب إلى باريس: رحلة إلى بلاط لويس الرابع عشر» (منشورات الجمل ــ 2017)