-1-
فكرت أن أكون شاعراً،
ثم نسيت الأمر
فيما بعد:
صار الأمر سهلاً،
أنا لا أبحث عن لغز
أعرف أنني
رجل مسكون بالغبار،
وكل ما علي
إذا أردت كتابة شيء
أن أهز يدي.

-2-

قد أخبرني الله
أن الطوفان قادم،
ولم يأمرني
بصنع سفينه،
لكنه قال لي:
أطمئن
لا أحد سينجو.

-3-

أتحرك
أتحرك
أفتح فمي
وأصرخ عالياً
قدر ما أستطيع

أتحرك
أتحرك
خشية أن تحسبني الرياح
حائطاً فتصفعني
أو تظنني البوم جداراً خرباً
فتبيض في رأسي

أتحرك
أتحرك
حتى لا يهبط الغيم عليَ
في ليالي كانون الباردة
فأصير كومة ثلج
يتزلج عليّ الأثرياء
وترمي النساء على صدري
أكياس قطنهن الاحمر

أتحرك
أتحرك
لا كي أصنع مجداً
أو أدفع قدراً سيجيء
لكنني أحب أن أذهب
حيث يذهب الجميع

و أنا أتحرك.

-4-

أعمل
كمحطة انتظار
للقادمين والراحلين
أُزين الأوهام
أقول للقادم: أهلاً
هنا حظك
وأقول للراحل:
قد نجوت
ولا أقول الحقيقه أبداً.

-5-

مذ ولدت، وأنا ولد طيب
ذكي، وخجول
لذلك
تنقلت بين أحضان النساء
ولد طيب، وخجول
تحممت معهن
وشاهدت كنوزهن الدفينة
قضيت لهن الحاجات
كبرت في أعينهن
وعلمنني أسراراً هائلة
صرت رجلاً طيباً، وخجولاً
ولم أغادرهن قط
قضمت تفاحاً، ورماناً
ونهلت من ينابيع عذبة
غصت في أغوارهن
صرت كهلاً طيباً، وخجولاً
أرتب للصغيرات مواعيدهن
وأقص على الكبيرات منهن
مآثر ولد طيب، وخجول.

-6-

أظن أنكِ تحبينني،
وأن وقتي قادم لا محالة،
أظن أنكِ غارقه في الحياة،
كيّ الملابس
مشاهده القبلات التركية
مراجعه حسابك علي الفيس
فنجان قهوة للأمير
أظن أنكِ تحبينني جداً
حتي أنكِ تفكرين
إذا وجدتِ فرصه أثناء الغسيل
أن تدعكي اسمي مرتين.


-7-


أنا مواطن صالح
عيوبي طفيفة، ولا تُذكر
لا أقرأ الجرائد، ولا أتابع التلفاز
ولا تعليق لي على الأحداث الجارية.
هناك رب يدبّر الأمر
ملوك ورؤساء، جنود يديرون الدفة
لا أوافق، ولا أرفض
ليست لديّ بطاقة انتخاب، ولا فيزا كارت
أكتفي ببطاقة الهوية
للمرور من الكمائن بعد الفحص،
استخراج تصريح الدفن
ما عرفته من الحياة، والكتب الشريرة
ألقيته في البحر
أمضي وقتي في متابعة ناشيونال جيوغرافيك
وسؤال حبيبتي عن طلاء أظافرها
أمنياتي قديمة، ولن تتحقق أبداً
أنا مواطن صالح، ورغم هذا
لا يتركوني أنام مطمئناً
يضغطون على قلبي بقسوة
لأكفر بكل شيء.

* شاعر مصري




المساهمات الابداعيّة في ملحق «كلمات»


يمكن إرسال المساهمات الإبداعيّة (من قصص وقصائد ونصوص حرّة وترجمات وصور فنيّة ورسوم) إلى ملحق «كلمات» في جريدة «الأخبار»، على العنوان الإلكتروني الآتي:
[email protected]
على أن يرفق كل ارسال بالإسم الكامل لصاحبه أو صاحبته، وعنوان الإقامة، ورقم هاتفي لأي تواصل محتمل.
بالنسبة إلى الترجمات الأدبيّة، تعطى الأولويّة لنصوص خضعت لاتفاق مسبق مع التحرير، ويستحسن أن يكون التعريب عن اللغة الأصليّة التي كتب فيها النص. مع تعريف واف بالكاتب (ة) والمترجم (ة).
تحتفظ إدارة التحرير لنفسها بقرار نشر المساهمات المقترحة أو عدمه، من دون أي شرح أر تبرير أو مراجعة.