إدوارد ألبي... نيويورك مجدداً

  • 0
  • ض
  • ض

سريعاً، أغلقت نيويورك وخشبة «برودواي» أبوابها في وجه إدوارد ألبي (1928 ــ 2016). لم يكن أمام الشاب الآتي من حي «غرينيتش فيلدج» وصخبه الثقافي، إلا مسارح برلين لعرض باكورته «قصة حديقة الحيوانات» (1958). حمّل الكاتب المسرحي الأميركي هذا العمل بعبث بيكيت، موقظاً حيوانية الإنسان المتقدّم الذي يقبع داخل أقفاص العزلة. اتخذ ألبي من العنف استعارة حتمية لعاهات ومآزق الحياة الحديثة في معظم مسرحياته مثل «موت بيسي سميث»، و«الحلم الأميركي»، وأعماله الثلاثة التي نال عنها «جائزة بوليتزر للأدب»: «التوازن الهش» (1967)، و«منظر البحر» (1975)، و«ثلاث نساء طويلات» (1991). وكمواطنيه آرثر ميلر وتينيسي ويليامز، لجأ إلى التهكّم المرّ للنيل من الحلم الأميركي وقيمه المثالية، فاضحاً وجوهه المخبأة كالطبقية والعنصرية وتهميش الأفراد. الزوجان الأكاديميان جورج ومارثا بطلا «من يخاف فيرجينيا وولف؟» (1962)، هما من الذي خسروا أوهامهم، آخر الفسحات المطمئنة وسط أثاث منزلهما المريح. لكنهما يبدوان كمرآة فجّة وخالدة للعلاقات الزوجية والعائلية المحملة بالسعادة وبالأوهام الساذجة الأخرى كالدين والمال. هذه المسرحية التي صنعت اسم ألبي على «مسارح برودواي» مطلع الستينيات، ستقدّم في شباط (فبراير) المقبل بإخراج جديد يحمل توقيع جايمس ماكدونالد على «مسرح هارولد بينتر» في لندن. وبعد حوالي شهرين على رحيله، يعود ألبي إلى نيويورك. أصدقاؤه وزملاؤه المسرحيون يقيمون احتفالاً تكريمياً في السادس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل في «مسرح أوغست ويلسون» في نيويورك التي كان من أبرز صانعي سمعتها المسرحية في العقود الأخيرة.

0 تعليق

التعليقات