أراغون... الشاعر اللغز

  • 0
  • ض
  • ض

«بعد الكتابين المسيّسين اللذين أنجزهما بيار دي عام 1975، وبيار جوكان عام 2012، نحن أمام سيرة أكثر أدبية يمكن قراءتها كرواية». هكذا علّق دانيال بونيو المتخصص في شعر لوي أراغون (1897 ـ 1982 ـ الصورة) على كتاب «أراغون» (غاليمار ـ 2015) الذي يروي سيرة الشاعر والروائي الفرنسي الشهير. العمل الذي أنجزه الروائي والأكاديمي فيليب فوريست (1962) نال قبل أيام جائزة «غونكور» للسيرة بعدما نجح في القبض على تلك الشخصية المركبة والإشكالية التي كانها صاحب «عينا السا»، عاكساً بذلك مسيرة «أحد عمالقة القرن العشرين». قبل فوريست، لم تكن هناك سيرة تشكل عملاً مرجعياً عن صاحب المانيفستو السريالي الأول قبل بروتون («موجة من الأحلام» ـ 1924). في عمله الضخم، يأخذنا فوريست إلى الصبي «اللقيط» الذي ظلّ عدم اعتراف والده به جرحاً غائراً في أعماله. سنتعرف إلى كائن تتنازعه التناقضات والالتباسات، متشعّب الاهتمامات والانشغالات. مناهض شرس للحرب، شاعر المقاومة الفرنسية ضد النازية، «غندور» الدادائية بطقمه الزهري، سريالي اعتنق لاحقاً الواقعية الاشتراكية في الأدب، معشوق كثيرات، ومجنون زوجته السا تريوليه حبيبة عمره، قبل أن يختار العزلة بعد وفاتها، ويكتشف ميوله المثلية في أيامه الأخيرة. مسار سياسي وأدبي وفكري مركّب وطويل ومتعدد، ينقل أيضاً عبقرية وفوضى القرن الذي عاشه. فيليب فوريست يعيد تركيب هذا المسار الطويل، في لعبة مرايا بين حياة أراغون وإبداعه، كاشفاً وجوه «الرجل اللغز» الذي اعتبر الكتابة بحثاً عن الذات، وأسهم في تجديد الشعر، وفي التيارات الأدبية الكبرى في القرن العشرين قبل أن يصبح معروفاً على مستوى واسع بفضل ليو فيري، وجان فيرا، وقبلهما جورج براسنس الذي أخذوا قصائده وغنوها للجماهير العريضة.

0 تعليق

التعليقات