جورج بيريك سراييفو يا حبي

  • 0
  • ض
  • ض

منذ باكورته «الأشياء» (جائزة رونودو ــ 1965) التي حكت قصة زوجين ضجرين من حياتهما الرتيبة في باريس في فجر المجتمع الاستهلاكي، عرف جورج بيريك (1936 ـــ 1982) درب الشهرة بوصفه أحد أعظم المجددين في الشكل الأدبي بين معاصريه. توالت بعدها أعمال الكاتب والسينمائي مع «الرجل النائم» عن إحساس الوحدة والفراغ في الحياة المدينية، و«الاختفاء» الذي استعاد فيه هوسه بالغياب، وصولاً إلى رائعته «الحياة: دليل استعمال» (جائزة ميديسيس ــ 1978) اليت أوصلته إلى التكريس. لكن بينما تستعد فرنسا لإدخال أعمال كاتبها إلى مجموعة «مكتبة البلياد» الأدبية المرموقة في عام 2017، كشفت «دار سوي» أخيراً عن «محاولة اغتيال في سراييفو». في الواقع، تلك هي باكورة بيريك الحقيقية، لكن دور النشر رفضتها وقتها. أنجز بيريك الرواية في صيف 1957 بعد رحلة إلى يوغوسلافيا، لترصد يوميات شاب عاطل، متسكع من باريس إلى بلغراد، ومحاولاته اليائسة لإغواء الشابة الفاتنة ميلا. لسنا هنا في صدد رواية عاطفية، فسريعاً ستنحو الحبكة إلى عوالم سوداء. ميلا المتزوجة من بروفسور يكبرها بعشر سنوات، يغار منه الراوي كثيراً، إلى درجة يقنعها بمحاولة قتله! في المزج بين الجرأة والسخرية، والمكر والصبيانية، تحمل «محاولة اغتيال في سراييفو» دمغة بيريك بلا أدنى شك، لكن ليس في الشكل. يحذّرنا كلود بورغولان في المقدمة: «لن نجد فيها ذلك الكاتب بحس فكاهته الحاد، ولا ذلك المهندس/ البهلواني المبدع في اللغة». هي لبنة أولى لمبدع شاب يتلمّس درب الكتابة، لكنّها تلعب على مبدأ الازدواجية الزمنية التي صارت بصمة دامغة في أسلوبه لاحقاً.

0 تعليق

التعليقات