الكاتب، تِري إيغلتن، أستاذ الأدب الإنكليزي في جامعة «لانكستر» البريطانية، وعلم من أعلام الأدب ونقده، وصاحب أكثر من أربعين مؤلفاً في مادة الأدب، أشهرها وأكثرها إثارة للنقاش كان عمله المتخصص «النظرية الأدبية»، وليس لدي علم بأنه ترجم إلى العربية ترجمة احترافية وعلمية. ملاحظة إضافية: بعدما انتهيت من كتابة هذا العرض عرجت على رأي مختلف القراء الذين تعرضوا له بالنقد والتحليل، أيّاً كان مستوى ذلك، تبين لي أن دار نشر لبنانية نشرت ترجمة هذا المؤلف، لكنني لم أتمكن من الاطلاع عليها حتى الآن.
تري إيغلتن كَتَبَ أن مؤلفه موجه إلى دارسي الأدب وقرّائه، لذا فإنه عرج، وكما هو متوقع، على أعمال ملتن وهاردي والأخوات برُنتي.

الرسالة الأولى ولربما الأهم، في هذا العمل أن الكاتب ينصح القراء بتجنب قراءة عمل أدبي على نحو محدد. فالمسألة الرئيسية في العمل الأدبي ليست إن أحب القارئ شخصية من شخصيات العمل الأدبي أو كرهها.

يطرح آراءه بلغة مبسطة مرحة وخالية من المصطلحات المعقدة
الهدف من القراءة، بحسب الكاتب، تقدير العمل الأدبي ككل. الكاتب يعرض آراءه في عمل أدبي ما عبر خمسة فصول هي: الافتتاحية والشخصية والسرد والتأويل والقيمة.
هل تكمن قيمة عمل ما في كونه أصيلاً؟ هذا ما يطرحه الكاتب ويجيب بالنفي، لأن الأخذ بهذا الرأي يعني إهمال قيمة أعمال أدبية كثيرة عبر التاريخ، والمقصود هنا أعمال باللغات اللاتينية الأصل واليونانية.
أما القول إن قيمة عمل تكمن في أنه يعكس حيواتنا اليومية فيعني، دوماً بحسب الكاتب، شكلاً من أشكال النرجسية.
من الأمور الأخرى التي يعرضها الكاتب معضلة ظن القراء، أو لنقل بعضهم، أن الآراء التي ترد على لسان شخصيات في عمل أدبي ما هي آراء الكاتب، وهذا غير صحيح.
المؤلَّف تكمن أهميته في أنّ الكاتب لا يملي على القراء آراءه، بل يطرحها بلغة مبسطة لا تخلو من المرح وخالية من المصطلحات المعقدة، ويترك للقارئ حرية الاختيار من دون أحكام مسبقة عليه.