الناس لا يشترون حواسيب. هذا ما بيّنته أحدث الأرقام عن سوق الحواسيب الشخصية عالمياً (محمولة ومكتبية). المشكلة تعود إلى عام 2020، عام الجائحة إذا جاز التعبير. فمع إجراءات الحجر الصحي التي اتّبعت حول الكوكب، لجأ الموظفون وأصحاب الأعمال الحرّة إلى العمل من منازلهم. وهذا يتطلّب الحواسيب. هكذا انتعش السوق. ومع انحسار الوباء وعودة الناس إلى مكاتبهم، حصل العكس. لكن، لم تعد النسب إلى ما قبل الجائحة، بل انخفضت لتبلغ مبيعات شراء الأجهزة المحمولة أدنى مستوى لها في 10 سنوات لنتائج الربع الأول من العام.ما الذي يحصل؟ أولاً، ارتفاع معدّلات التضخّم وركود الاقتصاد. ثانياً، النقص العالمي في الشرائح الإلكترونية. وثالثاً، امتلاك معظم المستخدمين أجهزة كمبيوتر حديثة اشتروها أثناء فترة الجائحة. هكذا أصبحت السوق مشبعة، ما انعكس انخفاضاً في شحنات الكمبيوترات الشخصية العالمية بنسبة 16.2% لتبلغ 286.2 مليون وحدة في عام 2022، بحسب مؤسسة «غارتنر».

انقر على الجدول لتكبيره

ثمّة تفسير آخر لهذا التراجع تقدّمه «TrendForce»، وهو يتعلق بعودة وباء كورونا في الصين وسط توقعات بأن ترتفع الإصابات هناك بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة (22 كانون الثاني الحالي). وبالتالي هناك مخاوف من أن شحنات الأجهزة سوف تتأثّر بنقص المكوّنات الذي قد ينتج من عودة انتشار الوباء. لذا، يتوقع أن تنخفض شحنات أجهزة الكمبيوتر المحمولة العالمية بنسبة 9.5% على أساس ربع سنوي لتصل إلى 35.1 مليون وحدة في الربع الأول من عام 2023، وهو أدنى مستوى في 10 سنوات لنتائج الربع الأول.
أيضاً، يعتقد أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أدّى إلى تصاعد التوتّرات الجيوسياسية ودفع العلامات التجارية الإلكترونية الكبرى إلى تعديل استراتيجيات سلسلة التوريد الخاصة بها، وهو أمر ينعكس سلباً على الطلب الاستهلاكي. فمن بين هؤلاء، كانت العلامات التجارية الأميركية الأكثر نشاطاً في تحويل إنتاج الأجهزة وإيجاد مصادر بديلة لتوريد المكوّنات. فقد أصبحت فيتنام خياراً أساسياً لهم بسبب مزاياها الجغرافية والديموغرافية، بما في ذلك القوى العاملة الشابة نسبياً والمنخفضة الكلفة. إذ بدأت «Compal Wistron» و«Foxconn» والمصنّعون الآخرون في بناء خطوط تجميع أجهزة الكمبيوتر المحمولة في فيتنام للتعامل مع طلب من الشركات الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تصنيع حاسوب «آبل» المحمول، نوع «ماك بوك برو 2023»، في فيتنام لأول مرة بالإضافة إلى الصين.
وقد حافظت شركات التصنيع الثلاث الأولى على ترتيبها على صعيد الكمبيوتر الشخصي، من دون أيّ تغيير يذكر خلال الربع الأخير من العام 2022، مع احتفاظ «لينوفو» الصينية بصدارتها لشحنات الكمبيوتر الشخصي.

* ملاحظة: النتائج تتضمّن الكمبيوتر الشخصي المكتبي والكمبيوتر الدفتري اللذين يعملان بأنظمة «ويندوز»، ونظام macOS. هذه النتائج هي عبارة عن تقديرات أولية قابلة للتعديل، إذ إن الإحصاءات تستند إلى شحنات الكمبيوتر الشخصي التي بيعت عبر قنوات التوزيع