زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السعودية وإيران، القوتين الإقليميتين المتنافستين، اليوم، للتشديد على أهمية «استقرار المنطقة»، في إطار «وساطة لاستئناف العلاقات بين القوتين الاقليميتين المتنافستين التي توقفت عام 2016»، وفق ما أفاد مسؤول عراقي وكالة «فرانس برس».
وأوضح المسؤول العراقي أنه خلال الزيارتين الرسميتين «ستتم مناقشة مواضيع مهمة للغاية تتعلق بالوساطة العراقية الهادفة إلى إحياء العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران».

وقال الكاظمي خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إنه «جرى خلال اللقاء التأكيد على دعم الهدنة في اليمن، وتعزيز جهود إرساء السلام فيها»، وكذلك «التأكيد على أن يكون الحل السلمي للأزمة نابعا عن الإرادة الداخلية لليمنيين ودعم الحوار لإنهاء هذه الحرب التي تضرر منها الجميع»، بحسب وكالة الأنباء العراقية.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية عبر «تويتر»: «ناقشنا التحديات التي تمر بها المنطقة، واتفقنا على العمل سوية للمشاركة في تهدئة الأجواء بمنطقتنا».

وأضاف أن الجانبين تباحثا في «توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنمية سبل التعاون في مختلف المجالات»، وكذلك ناقشا «أهم الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتي تنطوي على قضايا تخصّ أمن البلدين الجارين واستقرار المنطقة».

وتابع: «اتفقنا على العمل نحو تذليل تحديات الأمن الغذائي التي تواجهها المنطقة بسبب الحرب في أوكرانيا».

ووفق وكالة «إرنا» الإيرانية، قال رئيسي إن البلدين «يؤكدان على تعزيز الاواصر بين دول المنطقة، ونعتقد بأن الحوار بين قادة الدول الاقليمية من شانه أن يحل المشاكل الراهنة، مع تأكيدنا على أن التدخل الاجنبي لا يحل مشاكلنا بل يزيد الأمور تعقيداً».

وفي إشارة إلى التطورات في اليمن، طالب رئيسي بـ«رفع الحصار عن الشعب اليمني ووضع حد لمعاناته طوال السنوات»، وذلك عبر «تفعيل الحوار اليمني اليمني».

وأضاف: «نحن نجزم بأن لا جدوى في استمرار هذه الحرب التي لم تحقق سوى الالم والمعاناة لشعب اليمن. وقف إطلاق النار من شأنه أن يدفع باتجاه حل الازمة اليمنية وإقامة الحوار بين اليمنيين».

كما انتقد رئيسي «مخطط تطبيع (دول عربية) مع الكيان الصهيوني»، لافتاً إلى أن «محاولات هذا الكيان لتطبيع علاقاته مع دول المنطقة لن تجلب له الأمن على الإطلاق».

أما عن زيارته إلى الرياض، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ ولي العهد، محمد بن سلمان ، والكاظمي عقدا في مدينة جدة «جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك».

وبحسب مصدر في حكومة الكاظمي، فإن هذه المناقشات في الرياض وطهران تهدف إلى رسم «خريطة طريق لتجديد العلاقات والعودة إلى مسار تعزيز العلاقات الثنائية» بين السعودية وإيران.

وعقدت خمس جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في الأشهر الأخيرة في العراق الذي يشترك في حدود مع البلدين. وفي ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في نيسان، قال الكاظمي إنه مقتنع بأن «التفاهم بات قريباً» بين الرياض وطهران.

وقطعت السعودية وإيران العلاقات عام 2016 بعدما هاجم محتجون في الجمهورية الإسلامية سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر.

ومطلع آذار الماضي، دافع ابن سلمان عن سياسة «تعايش» مع إيران، ولقي تصريحه ترحيباً من وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي رأى فيه «استعداداً» من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.

وكان الكاظمي بدأ عام 2021 وساطة بين جارتيه المتنافستين.